الحاج هادي العكيلي
يطلق على الشخص الذي كانت الامور غير سالكة معه بالشكل الصحيح نتيجة ظروف داخلية وخارجية .وبعد فترة من الزمن ونتيجة تغيير الظروف بمساعدة الاخرين ،فأنه تجده يتصدى للامور ويعلن التصريحات الرنانة والنارية التي يتفاجىء بها الجميع لانهم يعرفون حجم ذلك الشخص بعد ان كان عايشاً تحت خيمة الذل ،فاصبحت الاجواء مهيئة له بابراز شخصيته واظهار بطولاته فيطلق عليه بانه ((طلع ...بادعه )) اي صار مبدع بروؤسنا .ودعوة البرزاني الى اعادة العمل بالقرار الاممي 688 الذي فرض حظراً دولياً للطيران على الاقليم عام 1991 ، ورعاية مشروع الانفصال من قبل الاكراد وهو مشروع امريكي اريد منه تقسيم العراق وفق مبادىء القومية والطائفية من اجل اضعفاء العراق في المنطقة سياسياً وعسكرياً وهذا نابع من تخوف الكراد من الحكومة الاتحادية بعدم التزامها بالدستور كما يدعي ،الغرض من ذلك هو حرمان الجيش العراقي من التسليح اولاُ وجعل الحكومة الاتحادية ضعيفة من اجل تمرير سياسة التوسع والاستعلاء والتمكن من بناء دولة كردية مستقبلاً .ان تصريحات البرزاني ماهي الا فقاعة هوائية بهلوانية بعد ان فشل مشروعه بسحب الثقة عن حكومة المالكي وتخلي اغلب الاطراف الموقعين على سحب الثقة في اجتماع اربيل ،ظهرت نوازعه العنصرية باطلاق التصريحات النارية التي لاتخدم القضية الكردية والشعب الكردي بعد ان عرف اغلب الشعب الكردي لعبته السياسية القذرة بالحصول على المكاسب الشخصية ،فالاحزاب السياسية العاملة على الساحة الكردية قد تخلت عن مشروعه وغير مؤيده لتصريحاته العنصرية والتقسيمية .ان تطلعات البرزاني نحو جعل الجيش العراقي ضعيفاً هو المغزى الاساسي من هذه التحركات والتصريحات التي لاتمد الى بناء دولة عراقية قوية تتصدى لتحديات الخارجية والداخلية .وان ماحصل عليه الاكراد بعد عام 2003 لم يحصل عليه اي كردي في المنطقة من امثال اكراد ايران وتركيا وسوريا وعليهم ان ينظروا الى الماضي الذي عاشوا فيه واليوم عليهم ان يتاخوا مع الاخرين وفق الدستور العراقي الجديد وان لايتجاوزوا عليه وفق صفقات واتفاقات غير دستورية ،وان يبعدوا عن الافكار والمخططات العنصرية والاقليمية والطموحات الاستغلالية على حساب مصالح الشعب العراقي .فان الشعب العراقي اعطى الى الشعب الكردي اكثر بكثير من اعطى الشعب الكردي الى الشعب العراقي . فاذا اراد البرزاني ان ينفصل من الان فلينفصل ويريح الشعب العراقي من هذه المهاترات والتصعيد الاعلامي وقد يؤدي الى التصعيد العسكري والضحية هو الشعب العراقي و(( خلي روؤسنا تفوخ )).اذا كان الاكراد منفصلين منذ عام 2003 وان قضيتهم متدولة ،فلماذا لم يطالبوا بالمناطق المتنازع عليها ويحصلوا عليها سابقاً واليوم يطالبون بها ،ام ان عودتهم الى الدولة العراقية كما يدعون بمحض ارادتهم بعد عام 2003 هي لعبة سياسية ارادوا منها كسب الكثير من المنجزات على حساب مصالح الشعب العراقي واستغلال ظروف الدولة العراقية الحالية لتمرير سياستهم العنصرية القومية لاستغلال والاستحواذ على كثير من الاراضي العراقية بحجة ان السكان من القومية الكردية .وخلال جولتي الاخيرة في ايران وخاصة في المناطق الكردية المحاذية الى الحدود العراقية وجدت كثير من العوائل الكردية الايرانية متجنسين بالجنسية العراقية منحتهم السلطات الكردية هذه الوثائق بالرغم من انهم اكراد ايرانيين يحملون الجنسية الايرانية وان السلطات الايرانية لا تمنح الجنسية الايرانية للعراقيين المسفرين مهما طالت اقامته للغرض زيادة السكان داخل الاقليم فعلى الحكومة الايرانية التدقيق من الايرانيين الذين يحملون الجنسية العراقية وكذلك على الحكومة العراقية اجراء التعداد السكاني في اقرب وقت ممكن يسبقها اغلاق الحدود مع كل من تركيا وايران وسورية لمدة لاتقل عن ثلاثة اشهر بعدم عبور الافراد فقط لان المناطق المتنازع عليها تجري عليها عملية كردت المنطقة بادخال اكراد من المناطق الحدودية .ان الاكراد اليوم يعيشون في امان اكثر من الامان الذي عاشوا به قبل عام 2003 بالرغم الحماية الدولية لهم والحرية التي منحت لهم لم يحصلوا عليها سابقاً والتطور والتقدم الذي طرأ على الاقليم لم يحصل قبل عام 2003 .فالاكراد في الحقيقة لا يعرفون مصيرهم باي اتجاه يسيرون من خلال تصريحات البرزاني العنصرية المتشنجة .لذا يصح عليه الكلام بانه ((طلع ....بادعه )) برؤوس العراقيين .
https://telegram.me/buratha