جمعة العطواني
لفت انتباهي موضوع او خبر هو اقرب الى المقال منه الى الخبر ، نشرته صحيفة المدى في عددها الصادر يوم الاثنيين الموافق 16/7/2012م ، اما انه خبر كونه نشر في الصفحة الاولى والتي غالبا ماتكون مخصصة لاهم الاخبار ، بل لرؤوس الاخبار تحديدا ، وكونه مقال لانه ينتقد حالة معينة في اشارة الى خنق الحريات في العراق من قبل حكومة السيد المالكي .ما اريد الحديث عنها هنا هو النقد اللاذع وباستمرار وفي كل مناسبة ، بل وحتى من غير مناسبة للاسلام والاسلاميين من مخلتف اقلام المثقفين العلمانيين ، متهمين الاسلام والاسلاميين بشتى الاتهامات غير المبررة .الحديث عن العراق كدولة وسلطة على انها مستباحة بيد الاسلاميين ، وانهم يطبقون الاسلام وتعاليمه التي (لاتتماشى) وطبيعة المرحلة ، اوعلى اقل تقدير انها قراءة بشرية لاحكام الاسلام ، هذه خلاصة اقوال العلمانيين وبكل انتماءاتهم الليبرالية والماركسية وغيرهما .ان النقد المستمر للاسلاميين في العراق يمثل الوجه العراق لنقد الاسلام ولكن بصورة غير معلنة لان البعض من هؤلاء النقاد يخشون من ردود الافعال الجماهيرية عند نقدهم للاسلام بصورة مباشرة ، مما قد يؤدي الى انتصار وميول اكثر باتجاه الاسلاميين ، لذا هم يكتفون بنقد الاسلام من خلال نقدهم للاسلاميين ، وعندما ينجحون في تسقيط الاسلاميين يعني بالضرورة تسقيط المشروع الاسلامي كتحصيل حاصل ، لكن البعض الآخر لم يتوقف عند نقد الاسلاميين ، بل راح ينقد الاسلام كمنظومة احكام ومنظومة اخلاقية وكقيم اجتماعية ومن خلال نفس وسائل الاعلام وتحت شعار( حرية التعبير) والتي لازالت لم ترتق في نظرهم ( العلمانيين) الى المستوى المطلوب من قبل سلطة الاسلاميين ، وكأن نقد الاسلام ، بل والتشكيك بنبوة الانبياء والحديث عن الله تعالى في ثقافتهم كالحديث عن (العنقاء ) بوصفه -ممتنع الوجود- في وسائل اعلامهم المختلفة ، ورغم ذلك فان وسائل الاعلام هذه لم تكن حرة في التعبيرمن وجهة نظر العلمانيين بسبب الاسلام السياسي في العراق ! اصرار العلمانيين على اسلامية السلطة يدخل ضمن اطار توجيه سهام النقد والتشويه للاسلام بصورة عامة والاسلام السياسي بصورة خاصة ، ورغم ذلك فان السلطة ( الاسلامية ) قد استجابة لمطالب العلمانيين اكثر من استجابتها لمطالب الاسلاميين ، بل ومعدمي الناس ، لكنها لازالت في نظرهم متطرفة وتكم الافواه وتحجر على الحرية الشخصية ، منحت (منحة) لحانات الخمور المجازة خمسين مليون دينار وحرمت عوائل المحرومين من هذه الاموال ، لكنها لازالت هذه السلطة ( الاسلامية ) متحجرة ، طبقت قانون العلمانيين الذي سن في زمن البعث بغلق محلات الخمور غير المجازة فقامت الدينا ولم تقعد على السلطة ( الاسلامية ) لانها متخلفة ولا تواكب التحضر ، حولت شارع ابي نؤاس من ساحة للترويح عن النفس لبعض العوائل البغدادية الى ساحة للمجون والعهر والتحلل لكنها ( السلطة الاسلامية ) لم تتماش مع حقوق الانسان ، بل لم تطبق القانون الذي وقعه اوباما بحلية زواج المثلية ، ولم تستجب هذه الحكومة ( الاسلامية ) لحق المراة في تعدد الازواج مساواة بالرجل كما دعت اليه احدى الناشطات العلمانيات .اقامت نقابة الصحفيين حفلا ماجنا بكل ماتعنيه الكلمة وبرعاية كاملة من لدن رئيس وزراء السلطة ( الاسلامية ) بحضور بعض قيادات (الاسلاميين ) ، بل وصل الحال ان قيل (ان احد المسؤولين الاسلاميين قد قضى ليلة حمراء مع المطربة والراقصة مادلين مطر (ليس) حبا بالسهر ولكن ارضاءا للعلمانيين الناقدين ، من اجل ان تسجل له حسن سير وسلوك ، كما فعل البعض زمن البعث البائد ، لكن ذلك الحفل الماجن لم يرتق الى مستوى ان تسجل للاسلامين حسن سير وسلوك في سجل العلمانيين .لم يبق امام العلمانيين واعلامهم من نقد يوجه للسلطة ( الاسلامية ) بعد ان لم يبق من الاسلام في سلوك السلطة الا اسمه ولا من الاسلاميين الا رسمهم حتى وجهوا سهام نقدهم لانهم سمعوا خبرا يمنع فيه رئيس الوزراء اقامة نشاطات ( فنية ) في شهر رمضان ، ويعرف العراقيون ما المقصود من مصطلح (فنية ) ، بالتاكيد هو ليس الفن الهادف الذي يعد شهر رمضان من اكثر المناسبات لعرض هذا الفن (الهادف وغير الهادف) ، المقصود انه النوع الاخر من الفن ، وعلى فرض صحة الخبر فحتى هذا الامر من رئيس الوزراء اتصور هو خدمة لاصحاب الليالي الحمراء ان ياخذوا قسطا من الراحة في هذا الشهر بعد ان اضنتهم الشهور الاحد عشر سهرا وتعبا ،ويعيدوا صيانة ابدانهم التي نخرها الشرب والرقص والسهر ويستعدوا لاول ايام العيد وما تلاه برغبة وتعطش ويعيثوا بالارض ، ويستثمروا حياتهم التي هي الوسيلة والهدف ولا حياة سواها اليس كذلك ؟اني لا الوم المثقف او القوى السياسية او الاعلام العلماني لانه يمتلك مشروعا ورؤية تتقاطع تمام التقاطع مع الاسلام السياسي ، لكن الغريب في الامر ان قادة الاسلام السياسي في شتى الاختصاصات السياسية والثقافية والاعلامية لا ولم نر لهم صوت يسمع في الدفاع عن مشروعهم الاسلامي الذين زعموا انهم قارعوا انظمة الاستبداد وانهم الورثة الشرعيين لدماء العلماء والمراجع والشباب العقائدي ، كل هذه الشعارات كنا نسمعها ونعيشها ابان المعارضة ، لكن ما ان وصلوا وقطفوا ثمار الدماء والجهاد حتى انشغلوا في يوميات السلطة والتنافس فيما بينهم ، وركنوا شعارات المعارضة جانبا ، بل ان المحاباة والمجاملة على حساب الحق والمشروع يمثل السمة البارزة للاسلاميين .ونحن نتابع اغلب قادة الاسلام السياسي في العراق في منتدياتهم ومحافلهم فضلا عن وسائل اعلامهم لم نر او نسمع ذكر للاسلام فضلا عن سماعنا لردود فكرية او سياسية على تطاول العلمانيين شبه اليومي على الاسلام والاسلاميين وزحفهم في ما يسمونه (الحريات الشخصية ) الى ثوابت الاسلام امام مراى ومسمع ،بل ومباركة من قادة الاسلام السياسي او ربما عدم رضا قلبي (خجول )، رغم امتلاكهم لجيش من وسائل الاعلام المختلفة المرئية والمقرؤة والمسموعة .ان شعار الوطنية وخدمة المواطن اصبح هو ديدن الاسلاميين في حركتهم السياسية ، ولكن المشكلة لا الوطن قطف ثمار هذا الشعار ،ولا المواطن وصلته خدمة القادة ، ولا حافظنا على ثوابت الاسلام .انها اسئلة تحتاج الى وقفة واعادة نظر والعودة الى الذات
https://telegram.me/buratha