المقالات

الائتلاف الوطني والازمة

485 13:21:00 2012-07-18

جواد العطار

كانت مبادرة الرئيس طالباني؛ قبل اشهر؛ لعقد اللقاء الوطني جادة ومشجعة لحلحة دوامة الازمة السياسية حينما تضمنت جلوس كافة الاطراف من داخل الحكومة والبرلمان ومن خارجه على طاولة حوار مشتركة .ومع مرور الوقت وتصاعد اجواء الازمة ، تمكن اللاعبين "الكبار"؛ الممسكين بزمام الامور في الكتل السياسية؛ من امتصاص تلك الدعوة واختزالها في انفسهم وكياناتهم واستحوذوا على تلابيب الازمة واحكموا اجنحتها وتبادلوا الادوار بشكل محترف تمكن من سحب البساط من القوى غير المشاركة ليس على المستوى الوطني فحسب بل في داخل الكيانات السياسية ذاتها ، وخير دليل على ذلك اجتماع الائتلاف الوطني الذي انعقد يوم الاربعاء 11 / 7 والذي اثار الدهشة في بيانه؛ او مستوى حضوره؛ حينما اعلن انه تم بمشاركة كافة مكوناته ، بينما لم يتعدى مستوى الحضور كتله التي تسمى "رئيسية" لا لشيء فقط لانها احرزت نقاطا برلمانية تحت خيمة قانون انتخابي اعرج حرم الكثير من شركائهم في القائمة حقوق التمثيل ومنحها لهم .. وقد تناسى من كتب البيان ايضا بان الائتلاف الوطني مكون من اكثر من عشرين كيان وتكتل وتشكيل سياسي .ان ممارسة النخبة للسلطة في العراق وفقا لمعيار النجاح بالانتخابات هو دليل للنظرة القاصرة التي لا تعرف سوى لغة الارقام او العتبة الانتخابية .. من اين جاءت وكيف جاءت ؟فالائتلاف الوطني كان يراد منه بزوغ كيان مؤسسي يرعى كافة المستويات ويستوعب كافة القوى والتيارات بصورة دائمية لا موسمية؛ لا ان يختزل بقوى او يعقد اجتماعات مسائية لا يعلم بها الا ذوي الحظوظ البرلمانية ، لتصدر عنه بيانات موجهة اصلا الى قوى سياسية حليفة . ما هكذا يجب ان يكون الائتلاف الوطني وريث الائتلاف الموحد الذي قاد العراق في اصعب مراحله على مر التأريخ ، وخرج به سالما واوصله قريبا معافى من بر الامان ، لكن ما هذا الائتلاف الذي اردناه والذي نريد ، وما هذا الائتلاف الذي ينتظر جمهوره مواقفه وهو الذي لم يجتمع منذ بداية العام الحالي .. الا مرتين . ان الائتلاف اليوم على اعتاب مرحلة ومهام جسيمة منتظرة ، فاما الصراحة مع جمهوره الذي نساه او تناساه مع تلاطم امواج الازمات او في تشكيل التحالفات؛ باعتباره طريق خروج من وضعه الحالي قد يصنع الامل من جديد بخطوات ثابتة تعيد التوازن له امام جمهوره اولا؛ ومكوناته ثانيا؛ وحلفائه وخصومه على حد سواء ثالثا؛ .. او لململة اوضاعه والنظر الى جمهوره ومكوناته واطرافه والدخول بثقله باعتباره جزءا من الحل في خارطة الازمة السياسية الحالية .. وليس طرفا او سببا او جزءا من المشكلة والازمة الخطيرة المتوالدة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك