علاء التريج حقوقي و مستشار نفساني
ان ازالة الاحزاب المتسلطة تحتاج دائما الى دماء من نوع خاص وكذلك رجال من نوع خاص وصبر و جهود ليست قليلة و وقت طويل من اجل ازالة الطغيان و العلو في الارض, كما ان الاغلال التي يضعها هؤلاء الجبابرة في اعناق المستضعفين تحتاج الى دقة الجراح في ازالتها دون ضرر وفي بعض الاحيان العمل على اقل الاضرار, هكذا فهمنا الاسلام المحمدي الاصيل في حركتنا وهكذا تغذينا من مراجعنا الشهداء....وقد لا تخلو التجارب الانسانية من مشتركات, فمن المشتركات اجتثاث المتسلط ومنعه من التمكن مرة اخرى, وهذا امر تفرضه الفطرة الانسانية... لكن ما الذي حصل في العراق حيث يعاد الجاني مرة اخرى لموقعه؟, وهنا اقصد ايتام البعث الذين وجدوا ابا جديدا, او لنقل كافل لهؤلاء الايتام, و المحسن الكافل هو ( حزب الدعوة الاسلامي )!!!.من المعيب و المحزن حقا ان نجد هؤلاء الجنات الذين تجذر البعث الكافر في اصولهم و دمائهم في دائرة القرار من جديد!!! اين ذهبت تلك الدماء الزواكي التي سالت على ارض العراق من اجل ازالت البعث عن الحكم؟ هل ان حزب الدعوة و المالكي هما اولياء تلك الدماء!!!؟؟؟ وهل العراق بحاجة الى هؤلاء القتلة وقطاعي الرؤوس و منتهكي الحرمات؟ وهل عجز العراق ان ينجب رجال كما عجز عن انجاب رئيس لمجلس الوزراء حسب ما يعتقد حزب الدعوة؟ و هل نحن بحاجة الى استنساخ ازلام البعث كما هناك حاجة الى استنساخ رئيس مجلس الوزراء وزعيم حزب الدعوة كما يعتقد الدعاة؟ ام ان هؤلاء ضرورات كما هو الحال بالنسبة للقائد الضرورة نوري المالكي ؟العجب كل العجب من اشخاص يعتبرون انفسهم ممن عاصر الحركة الاسلامية و لم يتعلم درسا واحدا من دروس ممارسة السلطة و عواقب الاخطاء فيها!!! ان كل من اطلع على ارهاصات العمل الاسلامي في سنوات المعارضة يعلم علم اليقين ان الاختراق لحكومة المقبور صدام كان من اصعب المهام, ونتذكر جيدا ان من اهم الانجازات التي ادخلت السرور على قلب الشهيد الصدر الاول هو ان احد الطيارين في جيش صدام تم استمالته للحركة الاسلامية, ان الصدر الاول يدرك مدى خطورة ذلك على نظام العفالقة , اما اليوم فنجد ان حكومة العراقية هي التي تاتي بهؤلاء الاعداء و تضعهم في اعلى المناصب, منها امنية و اخرى دبلوماسية, بل في مكتب القائد العام للقوات المسلحة ( نوري المالكي )!.قبل بداية التغيير كان الامريكان يطرحون على المعارضة العراقية بان يكون التغيير في رئس هرم السلطة, وذلك يعني تغيير رئيس السلطة المقبور صدام و رموزه من وزراء و قادة الحزب, لكن ذلك العرض تم رفضه بشدة من قبل اكثر الاطراف العراقية و بالخصوص شهيد المحراب ( رض ), كان الامريكان يريدون البقاء على الاجهزة القمعية الصدامية و يكون قادة المعارضة على رئس هذه الاجهزة. اذا امعنا النظر بطرح الامريكان السابق نجده قد حققته الحكومة العراقية لا على اساس المصلحة الوطنية بل نكاية بالأخرين!؟ وهذه هي السذاجة بعينها حيث لا يعلم هؤلاء بسبب غرور السلطة والانشغال ببناء الانا و الحزب ان هؤلاء ينتظرون الوقت المناسب كي يكشروا عن انيابهم, و في تصوري انها قضية وقت, فهم ينتظرون اشارة من اعراب الخليج بعد ان ينتهوا من سوريا وعندها لن يطول الوقت بكم كما هو الحال بالنسبة للحكومة السورية لأنكم طوقتم اعناقكم برجالات البعث.... وهكذا ستكونون مسؤولين امام الله تعالى على هدر دماء وجهاد العراقيين.... ان المحصلة هي ان حكومتنا هي خليط من حزب البعث وحزب الدعوة... مع ان الوقت ليس بصالح احدا من ابناء العراق الابرار لكن هناك فسحة لمراجعة الامور , و ذلك يحتاج الى ان ينزل الاخوة الدعاة من عروشهم ليتحدثوا الى اخوانهم بعيدا عن الفوقية لانهم هم من سيحقن دماء الدعاة عندما تأتي ساعتها, و التي اكاد ان اجزم انها قريبة و الحاقدين قد وضعوا سكاكينهم على احد اوردتنا و هو الان ينزف دون ان تشعروا, فتداركوا ما بقى من ايامكم و لا يغرنكم كثرة من حولكم فهؤلاء سيتبخرون كما حصل مع الذين من قبلكم فكانوا اكثر منكم جندا و اطول منكم حكما.
https://telegram.me/buratha