بسم الله الرحمن الرحيم
لايختلف اثنان من ان عاصفة شديدة مرت بالمجتمع العراقي غيرت فيه الكثير من ملامحه الثابتة فاقتلعت من الاصالة ما اقتلعت واظهرت على سطحه ما اجتاح المجتمع على انه من العوام لا الشواذ ومن تلك المؤاخذات التي فرضت نفسها كواقع اسري مسلم به عند شريحة لا يستهان بعددها هو اهانة المرأة , تلك المخلوقة الرقيقة والضعيفة , التي تغطي العالم بالحنان مضافا ً اليه من المعطيات ما يقدمها للمجتمع كمدرسة فهل هناك مصدر هو اكثر عطاءا من حضن والدة أو وجه زوجة تستمع اليك بكل وجودها او بسمة طفلة تنتسب اليك ؟ فلماذا القسوة مع المخلوقة الضعيفة؟ .
اننا لا نتكلم عن ما هو طبيعي وتربوي وما يقع على عاتق الرجل من ضبط أسرة فالصرامة والجدية مضافا ً لها الشفقة والاحسان كلها خطوط متوازية تحتاجها الاسرة كما خيوط الشمس التي تحمل مختلف الالوان والاشعاعات التي لا نستغني عن الضارة منها قبل النافعة ! وتبقى المسألة مسالة توازن في الاخذ والعطاء للوصول الى نجاح مشروع اسري يقدم الى مجتمع لاكمال المسيرة التكاملية لاي بلد .
أما ما يحصل في بلدنا فلقد عبر تلك الضوابط فالمرأة سعيدة الحظ هي من تحضى بشهر عسل كامل خالي من الاهانة فالاهانة صارت هي اول ثمار الزواج ومنذ الايام الاولى ولو ان ما نتحدث عنه مشكلة افراد قلائل لما طرحناه ولكنها مشكلة باتت كما قلنا عامة ً وبفوهة تتسع يوماً بعد اخر .
المراة اليوم هي البئر الذي يصرخ فيه الجميع ليصدعوا جوانبه وليرتد لهم صراخهم دون زيادة او نقصان فلا حوار مع المراة وان قررت الاجابة كان الضرب هو الرد الذي يضعها في زاوية القهر طيلة حياتها نعم لا يصعب ملاحظة العنف على ملامح النساء سواء كان من اخ او زوج او اب فالجميع ينفس عن غضبه عند هذا الكائن الضعيف .
ليس انحيازا ً للمرأة لكن العراقية صبورة فأي نساء العالم ترضى بغرفة في بيت اهل زوجها تسكنها سنين قبل ان يجد لها بعلها حلاً يقدمه رجال العالم الى نساءهم من اول يوم زواج وأي امرأة اعانت زوجها كما العراقية فخبزت وسحبت قناني الغاز وجمعت الماء للايام العسيرة وما اكثرها في العراق واخاطت ملابس اولادك ووووو مما لا يعد ولا يحصى وبالمقابل لا تُحترم لا بين اهله ولا اهلها ولا حتى بين ابنائها فاي جزاء هذا لهكذا عطاء .
ولو ان المسألة وقفت عن اعتاب (هل جزاء الاحسان الا الاحسان) لما تخوفنا من الغد ولكن للمسألة ابعاد المراة عندما تهان يهان مجتمع بالكامل وهذا ليس تفخيماً بل حقيقة كيف للانسان المهان ان يعطي القوة وان يعلم ابناءه معنى الكرامة وهو يفقد الاحساس بها .
رفقا ً بالقوارير فلا تحمل المرأة اكثر مما تقدر عليه فهذا ليس انصافا ً من الجانب الانساني لاننا ان دخلنا الى الجانب التشريع الاسلامي ستُصدم من المكانة التي ذخرها الاسلام للمرأة واولها عنوان المقالة المستعارة عن حبيب الله محمد صلى الله عليه واله وان كنت تعلم ولا تطبق فالمصيبة اعظم .
ولو قُدر لك ان تشعر كما المرأة لادركت ان كلمة جميلة وطيبة تهز وجودها فلا تبخل ودليلنا وصية الرسول صلى الله عليه واله للرجال بنطق كلمات المحبة لان قلبه العارف بقلوب الاخرين يدرك احتياج الجنس الاخر لها .
المراة الجاهلة قبل المثقفة وبلا فرق لديها عمق في النظرة تعكس ما قاسته وما تعكسه نظرات النساء وتنكره السنتهن بعض الاحيان حرصا ً على الاستمرار لا يبشر باعداد مجتمع خالي من الامراض الاجتماعية ولايدل على تقدم فالمراة كبيرة السن عندما تتكلم عن الماضي تراه امراة اليوم ورديا ومليئا بالحب والعاطفة والاحترام فهل نرجع الى الوراء حتى في انسانيتنا ؟.
نتمنى ان يلفت هذا الموضوع معتلي منابر الجمعة فالمجتمع العراقي بحاجة لضخ كم هائل من الثقافة الاسلامية التي اخذتها العاصفة اثناء مرورها فالتوصية الاسبوعية قد تتسبب في هبوب ريح معاكسة للعاصفة تحد من اجتياحها .
ليس لدينا شيء نقدمه للعراق ليتعافى بسرعة ولكن بكلمات المحبة بيننا نشفي جروح قلوبنا الحزينة فالقلوب السليمة قادرة على بناء بلد قوي .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha