مصطفى جليل نعمة
تردني الكثير من الطلبات للدخول الى لعبة " المزرعة السعيدة "على حسابي في الفيسبوك " من قبل الأصدقاء والزملاء ، ولم أجرؤ يوما للدخول إليها لأني لا اهوي التسلية بالألعاب وليس لدي الوقت الكافي للدخول الى عالمها السعيد ، وبعد فترة طويلة أيقنت ان هناك اهتماما كبيرا من مستخدمي الفيسبوك لهذه المزرعة ، وبات الكل منشغل في حصد مزرعته للحصول على السعادة وكسب الدنانير .ومع مرور الوقت نويت ان اكتشف ما سر السعادة في هذه المزرعة ، فوجدت ان سرها يكمن في تواصل الأصدقاء والتعاون في حصد المزرعة لاعتلاء المراتب الأولى وللحصول على دنانير لشراء معدات الحصد والزراعة ، فضلا عن وجود فرصة لمساعدة الآخرين في بنائها ، خاصة وإنها بلا نهاية ، فكل ما تجاوزت مرحلة ازدادت فرصتك في الحصول على أشياء جديدة وهذا يجعل المستخدم لا يمل من حصد السعادة ،حيث ان وجهة نظر المسؤوليين على شبكة التواصل الاجتماعية الفيسبوك هي البحث دائما عن فرصة للتواصل و لجمع الأصدقاء والأحباء تحت مظلة السعادة ، ولم يدر بخلدي عالم المزرعة ، وقد يتصورها البعض أنها مجرد لعبة للتسلية ، لكنها اكبر من ذلك لأنها استطاعت أن تجعل المستخدمين يدخلوها بصورة تلقائية للاستمرار بالحصد ومساعدة الآخرين ، بل ان البعض أصبح يفتح حسابه لهذه اللعبة ، وهذا يثبت جدارة القائمين على هذه الشبكة كونها اعتنت بشكل كبير في مساعدة الآخرين بالجز والزراعة فلولا مساعدة الأصدقاء لما استطاع احد ان يشق طريق المزرعة ليصل الى مراتب كبيرة في السعادة .ولعل أرض العراق متروكة بلا فلاحة وإنها تعودت على الاختلاس دون حصد ، لأنها لم تجد من يغرس بها دنانير الفرح وذهب السعادة ، او لم تجد الأصدقاء المتعاونين ، فربما على المتخاصمين السياسيين الدخول الى المزرعة السعيدة لحل الأزمة السياسية الحالية لحصد الوئام والألفة بين المواطنين ،و لتوفير المساحة التي تبعث السعادة للشعب التي لم يراها منذ الولادة ، لذلك عليهم هجرة عصر المؤتمرات والاجتماعات والتعاون فيما بينهم لغرس مزرعتنا بالورود وصنع بنية صالحة للعيش بسلام ، دون الانتكاس الى الماضي ،فحلم المزرعة السعيدة لن يتحقق طالما لن تتعاضد الجهود .
https://telegram.me/buratha