هادي ندا المالكي
عادت طوابير السيارات الى الاصطفاف من جديد الى شوارع بغداد, بسبب تشديد الإجراءات من قبل السيطرات الامنية المنتشرة في معظم شوارع العاصمة, في وقت تسجل درجات الحرارة أرقاما قياسية ليس لها نظير في اي بقعة من بقاع العالم الا ما ندر والشيء المؤكد ان البقاع الأخرى ليس فيها سيطرات أمنية مماثلة لتلك التي تتكرم بها علينا الحكومة والمؤسسات الامنية البالية بين فترة وأخرى.والأمر الأكثر استغرابا والذي لا يقره المنطق هو عودة الأجهزة الامنية الى الممارسات العقيمة بتكديس السيارات وتكرار مشاهد الطوابير التي تمتد لمسافات طويلة والتي أثبتت هذه الفعالية وبحسب شهادة العديد من أصحاب الاختصاص والخبرة بعدم جدوى مثل هذه الإجراءات لوقف الأعمال الإرهابية او الحد منها بل ان هذه الطوابير وهذه الزحامات تتسبب بحصد ارواح العدد الاكبر من حياة المواطنين وممتلكاتهم.والأسوأ من كل هذا هو "ان معظم الزحامات والطوابير التي نشاهدها هذه الايام ونكتوي بحرارة صيفها اللاهب عند نقاط التفتيش سببها ان افراد السيطرات يعمدون الى غلق جميع المنافذ ويبقون على منفذ واحدة" وعندما تصل اليهم يسألون"هل تحملون سلاح" الجواب طبعا لا-الله معاكم-, يالله تنتظر ساعة او اكثر وفي حر الصيف اللاهب وبسيارات لا تتوفر فيها انظمة التبريد او ان السائق يخيرك بين فتح الجام وفتح التبريد وطبعا "كلشي بحسابه", وفي النهاية لا يعدوا الامر عن كونه ضحك على الذقون او اسقاط فرض او فتاح فال.كنا نتمنى ان تكون الحكومة والاجهزة الامنية على قدر عالي من المسؤولية وان تتعهد بتنفيذ التزاماتها التي قطعتها على نفسها للمواطنين من تقليل السيطرات وفك الاختناقات المرورية من خلال الاعتماد على الجهد الاستخباراتي ووضع الخطط الاستراتيجية الصحيحة للحصول على المعلومة لمباغتة العصابات الارهابية واوكار الجريمة ومنع حدوث الاختراقات، الا ان عودة طوابير السيارات وفي صيف العراق اللاهب للوقوف امام السيطرات يثبت بما لا يقبل مجالا للشك عجز الاجهزة الامنية عن وضع الخطط الصحيحة وغياب الجهد الاستخباري وان السلاح الوحيد الذي يمكن ان تستخدمه هذه الالاف المؤلفة من الجيش والشرطة هو سلاح التخبط والعشوائية وانتظار العدو في مناطق مكشوفة ليقتل ويسلب ويفجر بالمفخخات واللاصقات والناسفات والكواتم.شهر رمضان على الابواب وحرارة الجو تسجل ارقام قياسية وكانها نذر يبشر اهل بابل بالحريق والناس بحاجة الى تخفيف الاجراءات الامنية لا تشديدها واذا ما بقيت هذه الاجراءات البائسة على حالها فان الناس ولا فرق لديها بين الاصابة بالجنون والسكري والضغط وتهيج القولون بسبب السيطرات وبين الموت بمفخخات الارهاب والارهابيين.
https://telegram.me/buratha