بسم الله الرحمن الرحيم
في رمضان من رمضانات الحصار هلّ علينا مذيع الاخبار بنبأ مكرمة من رئيس الجمهورية بمناسبة شهر رمضان الكريم للشعب العراقي العظيم ....(((((( دجاجة لكل عائلة )))))))!!!
صُعق بالخبر كل من كان في المنزل وخيم الحزن على ملامحنا فها هي كرامتنا تسحق تحت أقدام الطاغية للمرة المئة بعد المليون ! وكسرت الحزن ( هوسة ) لامي تشكر فيها الرئيس باستهزاء فارتسمت البسمة وراح الجميع يهوس بادوات المطبخ .
مرت هذه الذكرى بخاطري مع قرب حلول شهر رمضان الكريم اعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة ومنذ فترة افكر بما يحضره رئيس الجمهورية ورئيس الوزارء للشعب في هذا الشهر الفضيل وان كانت بوادر المكارم أُعلنت قبل فترة من ان العدس سيكون على خوان الشعب المظلوم في جو يكفي لطهي العدس بالماء بدون نار !! تغاضيت عن الامر وحصرت الامر بوزارة التجارة وقرارتها ! وبقيت انتظر المكرمة وها هي الايام تطوي صفحاتها بانتظار الشهر الفضيل ولم نلمس شيئا ً.
ولعمري ان فكرة المكارم هي من امقت الامور بالنسبة لي فمسالة التعويضات احسبها من الامور التي أرجعت العراق الى الوراء لانها ببساطة تخص الماضي وان كان هذا الامر لا يعجب كثيرين لتصورهم الظاهري من كون معنى كلامي اهمال وانتقاص لجهادهم وحرمانهم والبدء من نقطة انطلاق جديدة تبخس حقوقهم وهذا ما لا اعنيه فلو كان لي حق القرار بعد سقوط صدام وحزبه لاجلت كل التعويضات وبدأت بملف الخدمات والامن لانها أول تعويض ممكن ان يقدم لمن عانى وبعدها أفكر بالتعويضات والتي ساختارها بطريقة تؤدي الى مصب اعمار العراق كتوزيع الاراضي وتوفير مواد البناء وما على المواطن الى ان يشمر عن سواعده ويبني ولن ادع احدا يستلم فلسا ً بدون اعرف مصير هذه الاموال وأضمن دورانها في فلك ايجابي للدولة وللمعوض فلم نجني من التعويضات الا المزيد من التنازع والاحقاد وغبن حقوق ! وهدر كرامة فلقد تم تسعيرة المفخخ والمهجر و(كرب يا ولد !! ) فلله الحمد الذي ابعد حق القرار مني والا لترحمت على ما حصل لنوري السعيد في شوارع بغداد !!.
وبالرجوع الى مكرمة أجد نفسي ملزمة بطلبها وهي ان يُراعى مسألة كون رمضان في حر صيف شديد مما يدفع الكثير من الشباب من موظفين وعمال وقوات الامن الى الافطار المتعمد وجهراً وحقيقة ان المشهد مؤلم عندما ترى المخلوق يعصي الخالق بهذه الطريقة وفي نفس الوقت تجد امر اتمام الصيام امراً مستحيلا ً بالنسبة الى من لم يرتقي أيمانه الى مستوى تحمل هكذا ظروف وخاصة بهكذا جو وبعمل كما عمل قوات الامن او من يتعرض لهذه الشمس اللاهبة وهنا اتسائل هل مرت حلول لهذه المعاناة في فكر الحكومة اليس من واجب ولاة الامر الاهتمام بالمؤلفة قلوبهم فكثير من الناس هم تحت مظلة هذا المصطلح فهو غير قادر على تحمل الابتلاءات وينتفض سريعا ً الى حيث الكفر والعصيان اذا ما حلت الامتحان الصعب اما في الحالات المستقرة تراه يراعي الشرع ويتماشى معه وهذه فئة طالما عمل رسول الله ص عليها ليستميلها الى جادة الايمان القوي بمدهم بالاموال وتقريبهم بطرق شتى بينما نجد ولاة الامر اليوم يدفعون بهم الى الخروج حتى من هذه الجادة الى حيث اللاعودة الى طاعة الله .
اجد الحكومة مسؤولة وربما ستبكي الحكومة وتقول بانني شماعة اخطائكم ولكني مؤمنة بعمق من ان لها دورا وان كل انحراف لكل شاب أو قتل لبريء يقع على عاتقها فبيدها الحلول وان لم تكن فالاجدر الانسحاب لذا بات من واجبها الشرعي والتشريعي الاهتمام بفئات الشعب ومن جملة ما فكرت فيه ان يتم توزيع مبلغ وليكن كافي لان تتدبر عائلة امورها في شهر ضمن البطاقة التموينية بحيث يستطيع رب الاسرة ان يقلص من ايام عمله الاسبوعية لو كان كاسب واما بالنسبة للموظف فيتم تقسيم دوام الموظفين بحيث يداوم يومان او ثلاثة في الاسبوع ويتم لاخرون باقي الاسبوع ولا يخبرني احد بان عجلة الازدهار ستقف !! لاننا نمتلك كادر وظيفي زائد في كل مفصل من مفاصل الدولة ويمكن ان تتبرع الحكومة بدفع جميع قوائم الكهرباء لاصحاب المولدات كطارىء تمر به دولة فكل دولة تضع جزء من ميزانيتها للكوارث والطوارىء ولتعد الامر طارىء ولتحسب حسابها لخمس سنوات قادمة يكون فيها رمضان في قلب الحر .
ان تقليل عدد الموظفين سيجعل امر الشوارع اسهل بالنسبة للقوى الامنية وبهذا يتمتع الجميل بشهر فضيل تمطر فيه الرحمة فعسى ربنا ان يرحمنا مما أُبتلينا فيه من نقص في المال والانفس والثمرات وعيوض صبرنا خيراً ويكتبنا من الصالحين .
متأكدة ان هناك الالاف الحلول الاخرى التي ممكن ان تدعم بها الحكومة الشعب وتكسب ودهم وتعينهم على محنتهم التي من المفروض ان تكون محنة الحكومة ايضا ً لا ان يكون كل منهم بوادي وللسائل عن مصير الدجاجة المكرمة فانها لم تدخل جوف المستشرع كون امر ذبحها مشكوكاً به لذا ان قررت حكومتنا ان تكون المكرمة دجاجة فارجو ان لا يذبحوها وليتركوا لنا الامر!!!!.
هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير المرسلين محمد واله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha