سليمان الخفاجي
كدنا ننسى البرلمان ونوابه الأفذاذ في زحمة الأزمة من يفترض أن يكونوا ممثلي الشعب وعيونه الساهرة والمنادين بحقوقه المدافعين عنه ذكرونا بأنهم موجودون ليطلقوها، نحن هنا لازلنا نريد الكثير لازلنا بحاجة للمزيد فامتيازاتنا لن تنتهي ولن تتوقف عند حد حتى في ظل الأزمة فلا بُدّ لنا من امتياز وان كنا من روادها وحواضنها ليطلوا علينا بفرية جديدة قديمة مجمعات سكنية خاصة بهم تأتي مجمعات النواب في وقت كنا نتأمل مع يأسنا وإحباطنا وخيبة أملنا بهم أن يحزموا أمرهم وجهودهم في إقرار مجمعات لملايين العراقيين ممن لا يملك شبراً في هذا الوطن، كنا نأمل مع ما نحسه ونعيشه من خذلاننا بهم أن يجدوا حل لما بات يعرف بسكان التجاوز أو ما يطلق عليها مناطق العشوائيات والتي راحت تزحف على المدن تشوه وتعقد الكثير من الأمور وعلى كافة المستويات الأخلاقية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتنموية، وحتى الأمنية باتت مرتعاً للأمراض والأوبئة. الأمراض الجسدية والاجتماعية حلمنا ولا نزال نحلم بأن يجتهدوا يخرجون بحلول ناجعة للفقر المستشري بين صفوف أحياء التنك المنتشرة في كل المحافظات والأحياء الفقيرة من بقت ملتزمة تسير على الخط المستقيم بين آلاف الخطوط ومليارات الطرقات المعوجة والمنحرفة، لكنّهم فيا للأسف و ويا للخزي و يا للعار يعيشون في عالم ثان بعيداً عن هذا الوطن المجتمع في وادٍ وهم في وادٍ آخر، آلاف لا عهد لها بشبع أو ملبس جديد أو أمبير كهرباء أو عيشة كريمة، كما أراد الله له أن يكون ويحيا ملايين بلا سكن بلا مأوى بلا ضمان بلا رصيد حقيقي، وثلة قليلة تتمتع بكل الامتيازات لا بل اتخمت من الامتيازات المالية والأمنية و...و...، كل الامتيازات المادية والمعنوية ولم يبقَ إلا هذه المجمعات، ربّما لأنهم يريدون أن يحولوها إلى كانتونات أو قلاع حصون تمنعهم من مشاهدة من هم اقل منهم مرتبة فهم نرجسيون أصحاب الدماء الزرقاء من صنف ليسوا بترابيين، رُبّما قرءوا تأريخ القرون الوسطى، نعم أنهم يقرءون ويكتبون، عن ملاك الأراضي والضياع وربّما سمعوا عن ألف ليلة وليلة، فهم يسمعون ويعون وربّما تخيلوا الحياة في المريخ ورحلات الفضاء صدقوني أنهم يتخيلون ويتفكرون فأرادوا أن يكونوا كما قرءوا وسمعوا وتخيلوا، لكنّ ما فعلوه يفعلونه وما سيفعلونه ابعد وأكثر واكبر من كل خيال يا نواب البرلمان، كفاكم امتيازات كفاكم هبرا والتفتوا إلى من يطلبون الفتات في هذا الوطن وان كنا يأسنا سأمنا أُحبطنا اسقط كل ما في أيدينا وما نلناه من النداءات السابقة والمناشدات الكثيرة،ألا تشاهدون الفضائيات التي تظهرون على شاشاتها وتتفلسفون وتتمنطقون وتظهرون بطولاتكم وتكتشفون مهاراتكم ألا ترونها كيف جعلت من المواطن العراقي مادة دسمة لبرامجها بل ان بعضها بات يتفنن بمعاناة المواطن يرقص يلعب يتلذذ شاهدوها على الفضائيات، لأنني لا أطالبكم بأكثر من طاقتكم فانتم لا تشاهدونهم على ارض الواقع إما لعدم معرفتكم بهم وبمعاناتهم او لتعذر ذلك عليكم من وراء النوافذ المضللة وكلا الأمرين مصيبة وطامة كبرى يا نواب الغفلة.
https://telegram.me/buratha