المقالات

أنصفها الأعداء وظلمها الأصدقاء!!!

614 15:12:00 2012-07-12

خميس البدر

لو لم يفعل الشعب العراقي إلا انتفاضة شعبان لكفاه فخراً وعزة وشموخ، لو لم يشارك العراقيون بغيرها لما عوتب احد ولما انتقص من قدرهم احد، نعم لم تكن انتفاضة شعبان حالة طارئة أو حركة عسكرية أو انتفاضة مجموعة ظلمت وحرمت كذلك لم تكن ثورة جياع كما يريد أن يصورها البعض، لم تكن نزوة أو طموح شخصي ولم تكن ردة فعل، كانت هوية شعب وقدر أمة سفر خلود يربط ماضي بحاضر ليضمن مستقبل هي قضية ورسالة وصراع وجود مثل خلالها الشعبانيون كل صفات الشجاعة والإباء والتضحية والبطولة والرجولة، من لا يعرف عن الانتفاضة شيء ولم يعشها من يشكك بها من يريد أن يطمس معالمها أو يُقلل من شأنها ليستمع إلى أعداءها، وليتابع كيف قمعت وبأي طريقة من يريد أن يعرف عظمتها وأيّ رجالٍ رجالها، ليعرف أوّلاً من حاربهم من ظلمهم من اجتمع عليهم أيّ جيوش وأيّ أسلحة وتحت أي ظرف وفي أي زمان، عظمت الانتفاضة تمثلت بإخفاء فصولها ومحاولة طمس الكثير من معالمها فقد انطلقت بعشرات وأفراد لتتحول إلى مئات مجاميع تجمعات ليصبح سواد الشعب وفي أيامٍ معدودات تسقط أسطورة، وتسفه خرافة، يركع دكتاتور ينهار نظام قمعي مستورد غريب مسخ نشاز عن هذه الأرض نعم وكأن ارض الرافدين رفضته لتفرز أبناءها من أعداءها، وترسم خطين الفرات ودجلة من شرب ماءهما، ولم يكفر به هو منها ومن تجاوز عليها من انتهك حرمتها لا ينتسب إليها ولا تتشرف به، فماذا كان الجواب أن تجمّع العالم وكل الطواغيت لكسر هذه الانتفاضة، ولكن بأية طريقة لا حجر ولا مدر لا نخلة ولا نبتة لا ماء ولا يابسة لا إنسان ولا حيوان، الكل يجب أن يُباد هذه الأرض ويجب معاقبة الرحم بقطعه والى الأبد فكانت شعارات لا شيعة بعد اليوم، ولكن النتيجة جاءت معاكسة فأبناء هذه الأرض ملتصقون بها لا ينفكون عنها، أبوا إلا أن يكونوا فيها فلذات الأرض بهمم أبطال شعبان ليحفظوها ولاذوا بها فانحنى البردي والقصب لقامات الرجال وتفتحت الأرض بحضنها فلم تسعهم رحبتها وسطحها ولم يحملهم إلا بطنها فكانت مقابر هم الجماعية فلم تميز بين الرجل والمرأة بين الشيخ والطفل لم تميز بين (الدعبل والحصى والرصاص ) لم تفرق بين( الدمى ولعب الأطفال والرضيع في قماطه) لم تستثني العاقول من النخيل لم تترك شبرا يرتفع ليساوى الكل بالتراب لكن كوابيس الانتفاضة باتت ترافق من فعل من اعد من أطلق رصاص من خطط من دبر و أحلام وردية لأبنائها لتتحول مخيمات رفحاء إلى ملحمة أخرى لتستنسخ العراق بخارطته بعناد الناصرية وزهو البصرة من الهور بعراقته العمارة وصحراء السماوة وشموخ الرميثة وسوق الشيوخ وابوذية الديوانية، بجعفر الحلة وشموخ ونخوة حي الكوت و بغداد ما اشتبكت عليك الأعصر إلا ذوت ووريق عمرك اخضر وكربلاء التي أوقدت شعلة الحرية والحنين الى النجف بعد ان تحول كل العراق لمقبرة دار السلام ليهيم الجميع فالعالم بعد ان ارتكب جريمته أراد ان يكفر عنها اعتذر بخجل وانحنى أمامهم ركع في حضرتهم، أعلن التوبة إليهم ولأرض الرافدين، انتشرت الانتفاضة كالنار في الهشيم لتصبح رمزها وجوهها أسماءها مبادئها في كل عواصم المعمورة ونطقت بلغة الضاد خلدت بنتاجها تجربة ديمقراطية وعملية سياسية كانت انتفاضة شعبان حقيقتها الوحيدة إلا أنها جهلت ممن تغنى باسمها ولم ينصفها ولم ينصف أبنائها، ألم يحن الأوان لأنصاف الانتفاضة فبعد أن أنصفها الأعداء ظلمها الأصدقاء وظلم ذوي القربى اشد وأقسى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اليعقوبي
2012-07-14
اولا احب ان اقدم لك جزيل الشكر ولأمتنان على هاذا الذكر الجميل الى ابناء الانتفاضة الشعبانية انصفها العداء قبل الاصدقاء كما ذكرت ولاكن مع الاسف الشديد لم ينصفنا من هم ذوي قربا لنا لك مني فائق التقدير والاحترام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك