حيدر عباس النداوي
لا أدري لماذا يدور ثلاثي أربيل في حلقة بدت وكأنها مفرغة سهلت كثيراً من مهمة رئيس الوزراء الالتفاف عليها بسبب عدم دخولهم في اجراءات سحب الثقة بصورة مباشرة والتي لا تقتصر على الذهاب الى البرلمان وتحشيد الاصوات المطلوبة او الدخول في دهاليز الاستجواب وما يتبع ذلك من كشف الملفات التي تفوح منها رائحة الفساد والعفونة لطرفي النزاع.وما أعنيه بالذهاب المباشر لسحب الثقة عن حكومة المالكي هو ان يقوم فريق أربيل الثلاثي والمؤلف من القائمة العراقية والتحالف الكردستاني والقائمة العراقية بسحب وزرائهم ومساعدي رئيس الوزراء من حكومة المالكي والتي يشكلون أكثر من ثلاثة أرباعها، وعندها تصبح الحكومة بحكم المستقيلة، لأن الحلول تتقلص وتتلاشى ويصبح من المستحيل ان يقوم المالكي بتسيير أمور الدولة حتى لو شغل هو بنفسه جميع الوزارات التي سيستقيل وزرائها بالوكالة، أو استنجد على هذه المهمة العسيرة بالعراب عامر الخزاعي مع ما لديه من مهام جسيمة ومساعي حثيثة لإعادة البعثية والقتلة إلى الحكومة.وانسحاب وزراء ثلاثي أربيل يجعل حديث المالكي بتشكيل حكومة أغلبية سياسية بحكم المستحيل للأسباب منها ان شركاء دولة القانون في التحالف الوطني سوف لن يكونوا شركاء في حكومة تغيب عنها شمس ثلاثي أربيل، وما أعنيه بحلفاء المالكي هم المجلس الأعلى تحديداً فهم لم يشاركوا في حكومة المالكي في بداية تشكيلها فهل سيشاركون في حكومة تلفظ أنفاسها الأخيرة هذا أوّلاً، وثانياً ان عدد من سيتبقى مع المالكي لن يكون باستطاعتهم تحقيق النصاب المطلوب لتمرير صفقة حكومة الأغلبية حتى مع وجود العراقية الحرة والبيضاء والفضيلة على أبعد تقدير،كما ان المحيط العربي والإقليمي والدولي سوف لن يسمح بتشكيل مثل هذه الحكومة التي يغيب عنها الاكراد والعراقية، ومن المؤكد أن هؤلاء اللاعبين لا زالوا يمثلون دوراً كبيراً في تحقيق التوازنات على الواقع الفعلي في رسم الخارطة السياسية العراقية.عليه فأن أفضل الخيارات المطروحة أمام ثلاثي أربيل للتخلص من المالكي هو سحب وزرائهم، ولا اعلم لماذا لم يطرح هذا الخيار من قبل المتأربلين.. هل هو الخوف من خسارة أخرى أمام حيل المالكي إذا ما فكروا بهذا المشروع بسبب عدم استجابة وزراء هذه الكتل للانسحاب وان كنت على يقين ان وزراء التيار الصدري والتحالف الكردستاني وقسم من وزراء العراقية سيستجيبوا لقرار الانسحاب فوراً.اعتقد ان أطراف ثلاثي أربيل لن ينسحبوا من الحكومة ولن يسحبوا الثقة من المالكي وسيفشلون في الاستجواب، لأن بعضهم لا زال يعقد العزم على حل المشاكل والحصول على المكاسب المطلوبة وهذا ما أفصح عنه المطلك والتيار الصدري، كما ان هذا البعض، غير جاد في مسعى إسقاط الحكومة لأنه طرف أساسي ولن يضمن أن تأتي له الأيام القادمة بمثل ما هو فيه الآن من نعم وامتيازات ووزارات، وان منهم من تورط كثيراً في الدخول بهذه المتاهة وقد وجد المخرج للخلاص، أما بارزاني فما عليه إلا أن يعيد حساباته في تشكيل تحالفاته المستقبلية بعد أن تبين له ان ما يأتي سريعاً يتلاشى سريعاً.
https://telegram.me/buratha