ابو ذر السماوي
ربما يستغرب المتابع للشأن العراقي استمرار هذه الازمة من غير ان يرى لها اي نهاية, او ان يلوح في الافق القريب حل لها وما يثير استغرابه اكثر طريقة التعاطي معها من قبل الفرقاء السياسيين وروادها, فالامبالاة والتراخي وعدم الاهتمام بما ستؤول اليه الامور وعدم الاهتمام بما افرزته من نتائج سلبية على العملية السياسية والتراجع الحاصل فيها وما ترتب عليه من تدني في مستوى الخدمات المقدمة للمواطن وتركه يصارع مصيره وحيدا في الشارع من غير رعاية او مساعدة او تفكير من قبل الحكومة ومؤسساتها بوصفها الجهة التنفيذية, ولا من قبل مجلس النواب بصفته الجهة التشريعية وبعد ان خذلته السلطة القضائية في عدم القصاص من قاتليه ومن استحلوا دمه واستخفوا به وانتهكوا حرماته . ولا اريد ان اتجنى فما شهدته فترة الازمة شكلت يأس واحباط لدى ابناء الشعب العراقي وانعكاسها على واقعه فتخندق السياسيين خلف كتلهم وتزمتهم بمطالبهم وعدم التنازل بات يحرك الشارع سلبا ويدفعه باتجاه عدم الانضباط و الأنفلات في اية لحظة وبات يسير في خيارات غير مؤمونة العواقب, ومهما قيل بان الشارع غير مهتم وان الازمة ازمة كراسي وان المواطن في منأى عن هذه المشاكل لانه خارج حسابات السياسيين وان ابناء العراق لن ينجروا وراء المخططات الارهابية والنعرات الطائفية لانه يعي خطورة الوضع وصعوبة المرحلة فلا تتعدى كلماتهم ان تكون اماني ومطامح وتسطيح وذر الملح على الجراح, فلم يترك له رواد الازمة فسحة من الامل او مساحة للتحرك بعد ان اسقطوا كل الخيارات وتجاوزوا على كل الخطوط الحمر وانتهكوا الدستور وعبروا على خيارات الشعب وقفزوا على مصالحه لاجل تحقيق مصالحهم. فماذا ينتظرون من المواطن وعلى ماذا يراهنون بعد ان خسروه بظلمهم اياه وعدم انصافه ولا اريد ان اقول سرقوه وضحكوا على مأساته ولعبوا باحاسيسه ومشاعره و رقصوا على جراحاته وولغوا بدمائه ولم يكلفوا انفسهم ان يفكروا ولو للحظة واحدة لماذا هذا الخراب ولم يسالوا انفسهم نفس السؤال على ماذا نراهن ان خسرنا الشعب, فكل شيء غير مضمون والتجربة العراقية حافلة ومليئة بالشواهد والعبر من لم يكسب الشعب ومن لم يراعي مصالحه من لايدافع عن حقوقه من لايمثل الشعب من لايتكلم بلسان حاله ويفعل ويعمل لتحقيق اماله من يناصبه العداء ويتاجر بطموحاته من يسر عكس مصالحه فلا يراهن على اي شيء اخر.يا رواد الازمة يامن حضنتموها مشكلة رأي ونقد وطموحات مريضة حتى افقستموها وولدتموها مشاكل دستورية ودورتموها وعركتم بها لتجعلوها عقدة لاحل لها ومرض عضال لايبرأ منه الا بالكي فأخر العلاج الكي فلا تجعلوا علاجكم فيما راهنتم عليه سابقا في الكسر والفرض و التراهات اواللجوء الى التخوين والحرب الاعلامية, وتعالوا الى الحوار وعاودوا الجلوس وعودوا وتبادلوا التنازل تواضعوا لبعضكم . يارواد الازمة من كل الاطراف الواثقون والغير واثقين المسحوبة منهم والغير ساحبين المتقاسمين لكعكة في اربيل في حكومة الشراكة الوطنية يامن رفعتم شعار الاصلاح ليكتب ليفكر ليقترح ليضع كل طرف منكم كل كيان سياسي كل حزب كل نائب كل فلتة منكم نقاطه مقترحاته رؤيته في الاصلاح, ولتكن اولويات شعب وطموح مواطن في الحل لا اولويات شخصية ومطامح فئوية, ليكن خطاب اصلاح لاخطاب ازمة راهنوا على الشعب امنوا بقدراته وأعترفوا به فأن لم تفعلوا فأجيبواعلى ماذا تراهنون ؟؟
https://telegram.me/buratha