المقالات

مواقف الساسة تعنت لأجل التعنت

571 11:10:00 2012-07-12

ماري جمال

لا يخفى على أي احد تصلب بعض الكتل السياسية في مواقفها وتقديمها لمطالبها بطريقة الفرض والأمر الذي ينتج عنه كهربة الأجواء وإلهاب الساحة وتبادل للاتهامات والمناوشات الكلامية حتى أصبح التعنت وتشبث الساسة بالمواقف حتى لو كانت تلك الآراء المواقف لا تتلاءم مع أولويات المصلحة العامة في العراق هو المشكلة الرئيسية.

ثم إن الاستغراق و الإصرار على المطالب قاد إلى نسيان المواطن وتجاوز حقوقه حتى غدت رغبته للعيش في وطنٍ آمن مستقر ضرباً من ضروب المستحيل، إذ من اللحظة التي انفتح بها باب الجحيم بدخول تنظيم القاعدة الإجرامي إلى العراق صارَ السير في الشوارع والذهاب إلى العمل والعودة منه سالماً كان ومازال ينشدها وينتظر من القادة الانشغال بها ولو قليلا لتخليصه من الهواجس والمخاوف التي تثيرها سلوكيات ونوايا بعض الكتل السياسية وما تبتغيه من السياسة في العراق وتنافسها، لتحقق أكبر قدر ممكن من المكاسب وان كان على حساب المواطن، وفي بعض الأحيان جعلت المنافع الخاصة اكبر من المنافع العامة وأخذت على أساس ذلك تدخل في صراعات و تراشق سياسي ناسية ومتناسية الشعب الذي بفضل أصواته وصل ممثليها إلى قبة البرلمان العراقي وبالتالي أصبح لها صوتاً لتحقيق مصالحها الشخصية.إن تلك الكتل وبنواياها التي تكشفت أصبحت في موقف لا يحسد عليه أمام الجميع وخصوصاً أمام جماهيرها وخصوصاً حالة اختراق السيادة التي نجدها عند بعض رؤساء الكتل والأحزاب والساسة المتنفذين فهم يصرحون كما يشتهون ممن يرغبون ويسافرون بطائرات خاصة وعامة ويستقبلون مسئولي الدول ويعقدون الصفقات ويصرحون للإعلام بما يطيب لهم دون رقابة أو يسألهم احد. على أساس كل ما سيق صار لدى المراقب فرز واضح بالكتل المتصلبة وعدم المراعية للمصلحة العامة، والكتل الأخرى ذات المواقف الوطنية المخلصة التي وضعت مصلحة العراق و شعبه فوق كل الاعتبار احتلت مكانتها السامية في قلوب العراقيين وبل أنها أصبحت ملجأ للآخرين لإيجاد الحلول السياسية المناسبة مع الفرقاء السياسيين المتواجدين في الساحة، وابرز مثال على ذلك هو موقف المجلس الأعلى المعروف والمشهود له بتبني كل ما شأنه حل المشاكل والتقريب بين وجهات النظر وعدم التزمت باتخاذ المواقف للوصول إلى كل ما يصب في مصلحة المواطن وعلى سبيل المثال فان المجلس الأعلى يشعر بعدم الرضا عن الكثير من الوزارات في الدولة التي يظهر تقصيرها واضحاً للعيان لكنه تجاوز عدم رضاه ووقف ضد قضية سحب الثقة وصار يدعو إلى الحوار البناء القائم على عدم الإصرار على المطالب لما لها من تبعات لا يحمد عقباها ونحن نحتاج هكذا مواقف للخروج من تلك الأزمات لا التعصب والتصلب في اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تحدد مصير الملايين والتصدي لكل من يعرقل سير أمور البلاد والعباد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك