المقالات

المحاصصة مسؤولية الجميع.. وليس القوى الكبيرة فقط

619 15:56:00 2012-07-12

بقلم : نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

شكل "مجلس الحكم" (تموز 2003) وعدد اعضائه 25 عضواً.. ومن اولى الممارسات، ظهرت علائم المحاصصة كانعكاس لواقع اجتماعي تعكسه قوى كبيرة وصغيرة ومستقلة، على حد سواء.كانت اولى مهام المجلس اختيار رئيسه.. ومالت الاغلبية لاختيار السيد بحر العلوم.. بينما فضل اخرون مجلساً مصغراً شبيهاً بـ"مجلس السيادة" للمرحوم عبد الكريم قاسم.

تقرر التصويت على المبدأ. وفاز الرأي الاول.. وحصل اعتراض وتهديد بالانسحاب. فاعيد النقاش، واقر مبدأ التوافق في الامور الاساسية.. اقترح البعض 3 اعضاء كتمثيل للمكونات الكبيرة.. فاعترض المكون الاكبر لغبن يصيبه، واحتج اخرون بان مقعداً واحداً يمثلهم لن يكفي لتوازناتهم الداخلية.. فاتجه النقاش الى 5 ، ثم 7، ليستقر في النهاية عند 9 اعضاء، يتداولونها شهرياً وحسب الاحرف الابجدية. فسارت الامور انسيابية وجيدة عموماً.. وحصل التداول في مواعيده.. وكان "مجلس الحكم" منسجماً عموماً في مواجهة السفير بريمر واطروحاته.. كما كان صبوراً وحكيماً -كافراد وفريق- في ايجاد حلول لوجهات النظر المختلفة بين الاطراف العراقية، التي كانت تصل احياناً لمستويات من التقاطع والتأزم الشديدين.

وجاءت المهمة الثانية لتشكيل الحكومة، وهنا لعب غير الكبار دورهم في زرع بذور المحاصصة. جرى الامر في آب عند رئاسة الدكتور الجعفري.. واستمرت النقاشات للايام الاولى لرئاسة الدكتور الجلبي. كان عدد الوزارات انذاك 23 وزارة.. وكان بالامكان الاتفاق على توليفة تلائم القوى الكبيرة.. لكن المستقلين والقوى الاصغر اصروا على تقديم مرشحيهم ايضاً.. مما تطلب رفع عدد الوزارات الى 25.. ليرشح كل عضو وزيراً. فادمجت وزارات، واضيفت اخرى كالبيئة والمهجرين وحقوق الانسان. رغم ذلك، تشكلت الحكومة خلال اسبوعين، بينما استغرقت في حكومة علاوي شهراً.. والجعفري اربعين يوماً.. والمالكي 9 اشهر، كدليل للتعطيل المتزايد الذي تسببه المحاصصة.. يضاف الى ذلك ان اياً من اعضاء مجلس الحكم، اي اصحاب القرار، لم يرشح للوزارة الاولى، بينما، عند تعمق المحاصصة، تغيرت السلوكيات، لمصلحة اشخاص واحزاب، بالضد من مصلحة المواطن والجماعة والوطن.

فالمحاصصة لم تلد من فراغ.. بل ولدت من واقع معقد بمتضادات يجب تصريفها في قنوات تحقق التوازن والفاعلية في آن واحد. وهو ما اجتهد الدستور لتحقيقه.. الذي بتعطيله، وتغييب او تعطيل مؤسساته وقوانينه، تعمقت المحاصصة لتصبح حاكمة ومعطلة ومتصارعة، دفعة واحدة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2012-07-13
دكتورنا الفاضل ان كتاباتكم هي نافذة لما يحصل عن ما نحن بعيدون عنه . نرجو الاستمرار لبيان واقع الحال وما الت اليه الامور لكم منا فائق التقدير والاحترام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك