المقالات

الـ "كارتل" الحزبي.. ومرض انفصام السلوك

907 18:23:00 2012-07-11

بقلم : نائب رئيس الجمهورية الاسبق عادل عبد المهدي

بغياب الاحصاءات وقانون الاحزاب، قد لا يمثل الحزبيون 3-5% من الشعب. وكان مجموع اصوات جميع الاحزاب الفائزة بمقاعد برلمانية حوالي 35% من العدد الاجمالي للناخبين.. فالفوز بالانتخابات -مع تنامي مرض الانفصام- لا يعني حكم الشعب، بل قد يؤسس لتسلط واحتكار مجموعة قوى، تقنن من جديد استلاب ارادة الشعب والحكم باسمه.

مارس "المجلس الاعلى" و"التيار الصدري" تجربة الانتخابات التمهيدية في 2010. والتجربتان لهما فضل المبادرة، لكنهما تجربتان بدائيتان تخللتهما الكثير من النواقص والمآخذ. وعليه قام "التيار" مؤخراً بتجربة جديدة بعد ادخال اصلاحات كاستخدام بصمة الابهام وزيادة عدد المراكز.. ودرس "المجلس" تجربته السابقة واخطائها.. ويتجه للتعويض عنها بما يسميه "المؤتمرات الانتخابية".. اي شيء شبيه بالتجربة الامريكية، مع فارق المقارنة.. فالممارستان تسعيان للعودة للجمهور.. ومحاربة الفرض والاستعلاء والتقوقع، ولو محاولة.. ولتأسيس تربية قد تساهم بمنع مرض الانفصام.. كخطوة لكسر احتكار المنتمين للمواقع.. لتنفتح -ولو جزئياً- على كفاءات الجمهور وتزكياته.. لايصال افضل المتيسر لمواقع التشريع والمسؤولية.. التي يعتمد عليها النجاح والفشل.قد لا تنجح هذه الممارسات بتحقيق النتائج المطلوبة فوراً.. لكن الاستمرار عليها وتطويرها قد يساهمان بتطوير اساليب عمل النظام.. خصوصا اذا ما عممت بقية القوى هذه الممارسات.. وتم تطوير النظام الانتخابي ليحابي ارادة الجمهور قبل الاحزاب..

ولتتجاوز الاخيرة موروثات المعارضة القائمة على الانغلاق والعصبوية والسرية.. والتي نقلتها الى المجتمع والدولة. ولتحجز هذه الممارسات الانتخابية بالجمهور نفسه عقلية القرارات الفوقية التي تقود الى حياة حزبية منفصلة عن الواقع والناخبين.. والتي نتيجتها تأسيس الاحزاب (او بعضها) احتكاراً وانفصاماً سياسياً واجتماعياً، قد لا يقل سوءاً عن احتكار الحزب الواحد. فاذا كان الاخير يقمع الحريات ويؤسس للدكتاتورية.. فان الاخر يؤسس للفوضى وتراجع المصالح والاعمال، بسبب المحاصصة والتعطيل المتبادل.. التي ازداد تركيز اهتمامها على الموقع والتسويات الفوقية، متناسية الشعب ومصالحه ومستقبله.. وحيث سيرسخ "كارتل" احزاب معينة لنفسه السلطة.. يتقاسمها ويتوارثها دون حاجة لتجديد بناه وقياداته وكوادره ومناهجه.. ودون مراقبة، ومساهمة الشعب الجدية. فما دامت الاحزاب قادرة على البقاء بمنأى عن العقاب، بسبب ممارسات واليات وقوانين ظاهرها صحيح ومضامينها عليلة.. وما دام الناخبون لا يملكون صوتاً اولياً وصوتاً حاسماً نهائياً، فستتراجع المشاركة، والخيار بين الحسن والاحسن.. لمصلحة التغيب، والاختيار بين السيء والاسوأ.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك