احمد عبد راضي
يومها لم تسكت مادلين مطر عن الغناء المباح عندما ادركها الصباح ، لان شهريار الهمام .. فارقه النعاس وجفاه المنام، اضطرت حينها مادلين ممشوقة القوام الى غناء جميع انواع المقام ، من الرست انتقلت الى مقام النوى ومن اللامي عادت لتصدح بالصبا ، فـ فرفش القوم لها واطربوا ، وعن طعام وشراب اضربوا . صالت وجالت بينهم ( وحللت خبزتها) ، تغنجت وغردت وكشّفت سرتها ، فذاب مسؤولون و(داخ) آخرون ، وبين واقف وجالس ، مستيقض وناعس ، تسابق القوم على التصوير ، (فيديو وفوتوغراف) وبعدها توقف الشهيق وانبعث الزفير ، واتفق الناس على الخلاف ، وبعد ان ترنحت سليلة الغناء والطرب ، تساقط الرجال تحت رجلها فنالها العجب ، عاتبها المسؤول ايما عتب، لانها لم تنتبه ولم تخف ولم تهب ، غالبها السكر ولم ترعوي ، ان الذي جاء بها للحفل شخص قوي ، انتبهت واعتذرت مادلين ، وبادرت فورا الى التدخين .وهنا ادرك الجميع الصباح ، فسكتوا عن الكلام المباح ، والعواء والنباح ، والبكاء والنواح ، فعادت البنت مهضومة مذعورة ، نادمة مقهورة ، لانها تسرعت وجاملت جميع من في القاعة ، وخالفت اوامر الجماعة ، بان تكون لـ الرفيق وحده وليس للجميع ، هو الذي جاء بها ورتب الموضوع ، واحضر الرجال والنساء ، وأستأجر القاعة للغناء ، والرقص والتحشيش والشواء ، والخمر والميسر والازلام ، وكل شيء منكر حرام ، وقبل ان يخرج الموضوع عن سيطرة النقيب ، ووضعه المريب ، وشكله الغريب ، تسائل الحضور ، فانكشفت امور ، ان الغناء للنساء في العراق ليس كالغناء ، يحبه الكبار ويدفعون دونه دفاتر الدولار . فاعترفت مادلين بالفشل ، اذ انها لم تستطع ان تبعث الامل، في كادر النقابة ، وعادت ( الطلابة) ، بين الموافقين بالاجماع وبين كل الرافضين والجياع .. تبا لكم ياسادة الصحافة في عيدكم ولتسقط الخرافة.
https://telegram.me/buratha