خضير العواد
أياد علاوي الشخصية التي برزت بعد إسقاط الصنم عام 2003 وأصبحت من المفضلين لكل القوى التي تحيط بالعراق ما عدى إيران بالإضافة الى الولايات المتحدة ، هذه الشخصية التي لم يكن لها تأثير يذكر أيام المعارضة العراقية بسبب خلفيتها البعثية التي يرفضها الشارع العراقي جملةً وتفصيلا ، الشخصية التي أرادت أن تزور مخيم لاجئ رفحاء فرفض اللاجئون مقابلته بل طردوه خارج المعسكر وقد أجتمع معه الشيخ الساعدي في غرفة قائد المعسكر وكان في صحبته في ذلك الوقت رفيقه صلاح عمر العلي ، ولكن برز إسم علاوي بعد تكوين المجلس الوطني فأصبح المفضل للأمريكان بسبب ثلاث عوامل : الأول : جرأته وقوته ، فقد كانت تلك المرحلة تريد الشخصية الجريئة التي تتخذ القرارات الحاسمة بسرعة وبدون تردد وما هجوم القوات العراقية على النجف الأشرف وكذلك الفلوجة إلا كنماذج لهذه الجرئة التي أحبها الأمريكان في علاوي ، الثاني : علمانيته التي قربته الى الأمريكان كثيراً بسبب سيطرة التظيمات الإسلامية على المعارضة العراقية (العربية) وهذا ما لايطيقه الأمريكان بسبب تخوفهم من تقارب هذه التنظيمات مع الجارة إيران ، الثالث : شيعي المذهب ، أنتمائه الى التشيع قد وجد فيه الشخصية التي يفتشون عنها فمن جانب علماني وقريب من الحكومات السنية العربية والغرب بسبب مواقفه المضادة لإيران والتنظيمات الإسلامية ، ومن جانب سيمثل الشيعة الأغلبية التي تعيش في العراق والمضطهدين من الأقلية السنية ، لذا وجوده على رأس الحكومة سيقبل به الشيعة لكونه شيعياً ويقبل به السنة لأنه بعثي قومي وموقفه ليس على ما يرام مع الأسلاميين وخصوصاً الشيعة . فبدأ الأمريكان والحكومات العربية بدعم علاوي بشكل علني وقوي ولكن فشله في الإنتخابات الأولى قد خيب أمالهم ، ولكنهم عملوا ما بوسعهم لأفشال حكومة المالكي الأولى بشتى الطرق ولكن إصرار الأغلبية التي فازت بالإنتخابات على دعم المالكي هي التي وقفت حائل أمام كل مخططاتهم العدوانية ، وأعادوا الكرّة في إنتخابات عام 2010 ولكن بدعم أقوى مالياً وإعلامياً وطرحه كشخصية وطنية من خلال أئتلاف يضم السنة والشيعة وبعد فشله بالفوز بالإنتخابات ولكنهم أستطاعوا أن يغيّروا نتيجة الأنتخابات قبل إعلانها بساعة واحد ليخرج فائزاً بفارق مقعدين وعلى أثر هذا التدخل في تغير النتيجة قدمت أستقالتها عضوة مفوضية الأنتخابات حمدية الحسيني ، ولكن مرة ثانية يقظة ووعي الأغلبية يفشل المخطط الأمريكي العربي لتغيّر مسيرة الديمقراطية في العراق ، ولكن علاوي لم يقبل بإقصاءه من تكوين الحكومة لأنه فشل في تكوين الكتلة الأكبر في البرلمان ولكونه لا يقبل بالحياة الديمقراطية ونتائجها فبدأ في إثارة المشاكل لكي يحقق مايصبوا أليه مع تجاهله للمصلحة العليا للشعب التي يجب أن يسلم إليها ويدعم الحكومة بكل ما أوتية من قوة لكي يؤوسس مع رفاقه السياسين عراق ديمقراطي يحفظ حقوق الجميع بالتساوي ، ولكنه أبى إلا أن يقدم مصالحه الشخصية على المصلحة العليا للشعب وقد أكد ذلك وبينه بشكل جلي لا يقبل الشك هو عدم حضوره لجلسات البرلمان العراقي ، حيث لم يحضر علاوي في الدورة الأولى للبرلمان العراقي أي جلسة حتى القسم لم يؤديه في قاعة البرلمان وبقى أغلب الوقت خارج العراق تاركاً العراق وشعبه يواجه كل التحديات والمصاعب ، أما الدورة الحالية فلم يحضر علاوي إلا جلستين من جلسات البرلمان الذي سيدخل في عامه الثالث ، فإذا كان علاوي قيادي حقيقي تهمه هموم الناس ومشاكلهم ويحاول قيادتهم الى حياة أفضل ، كان عليه أن يواضب على حضور جلسات البرلمان ويناقش ويؤيد ويدعم ما يفيد الشعب من قوانين ويرفض ما يضرهم ، ويشجع أعضاء البرلمان على الحضور بأعتباره قيادي يؤثر بالكثير من أتباعه ويكون قدوة للأخرين وبذلك ستنتعش الحياة السياسية نتيجة تفعيل دور البرلمان ، ولكن عدم إهتمام علاوي بحضور جلسات البرلمان وأهتمامه المفرط في حضور كل إجتماع أو مؤتمرغايته أضعاف الحكومة المركزية ومن ثم تسلمه لقيادة البلد تثبت أن علاوي ليس قيادي ناجح يفكر بهموم الناس وإنما قيادي يلهث وراء السلطة والنفوذ ليس إلا ، وقد أظهر هذه الحقيقة البرلمان العراقي الذي يمثل أعلى سلطة تشريعية تعتني وتدير كل ما يخص الشعب ومصالحه ومستقبل أجياله الذي أهمله وأستصغره علاوي لأنه لا يعنيه لا من قريب أو بعيد فأين هو وهموم الناس ومستقبلهم المهم عنده السلطة والقيادة ليس إلا .
https://telegram.me/buratha