محمد حسن الساعدي
العملية السياسية في العراق قطعت شوطاً مهماً ويبدو واضحا مدى تطور تلك العملية ونضوجها رغم كل محاولات اعداء التغيير من الداخل والخارج لإجهاضها , وأصبح الجميع يؤمن ان صناديق الاقتراع هي الفيصل في الوصول الى المواقع التشريعية والتنفيذية ,, فقد فشلت جميع الطرق الملتوية التي لجأ اليها المخالفين رغم ان بعضها كان قد كلف العراقيين الكثير من ضحايا الاعمال الارهابية والتي نالت من الشعب العراقي المظلوم, ولم تستطع الاجندة الخارجية فرض ارادتها رغم انها تمتلك مقومات التأثير في الموقف داخل العراق , ولكن بالرغم من التقدم الملحوظ في العمل السياسي الان انه بين فترة وأخرى تظهر بوادر ازمة جديدة ، وما ان يعكف عليها سياسيو العراق حتى ترى النور وتخرج من عنق الزجاجة ، ويبقى العراق وشعبه وآماله تدور في عنق الزجاجة ، الازمة الاخيرة وأزمة سحب الثقة من الحكومة الحالية هي من الازمات الحقيقية والخطيرة ويعد اجتماع قوى لها تأثير على الساحة العراقية، فقد بلغت الأزمة السياسية في العراق مستوى غير مسبوق منذ أن بدأت فصولها وقت الانسحاب الأميركي من العراق قبل ستة أشهر، وبلغت ذروتها في الملاحقات التي طالت طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي، في تطور بات يشل مؤسسات الدولة ويهدد الأمن والاقتصاد، فيما اعتبر محللون سياسيون عراقيون أن موقف السيد مقتدى الصدر المتناغم مع تكتل سحب الثقة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هو إستراتيجية وليس تكتيكا، فيما رجح آخرون أن يكون موقفه نابعا من مصلحة سياسية خاصة هدفها إضعاف المالكي الذي يسعى للهيمنة على الشارع الشيعي وإنهاء خصومه السياسيين ، كل هذه الايقاعات جعلت الازمة العراقية تسير في نقف مظلم وخطير، وفي هذا الجو الملتهب سياسيا تبرز الحاجة القصوى إلى إجراءات عاجلة لتجنيب البلاد الويلات التي قد تنتج منها الصراعات السياسية بين الكتل ، من خلال الجلوس الى الحوار وطرح المشاكل العالقة وتصفير الازمات ، وهذا كله يتأتى من النية الصادقة للكتل المتناحرة للظهور بمظهر السياسي الديمقراطي المتحاور ، ومد جسور الثقة فيما بينهم ، للنهوض بواقع العراق المسحوق بعيداً عن النية في الرجوع بالبلد الى مربع الصفر ، أنها حلقة في إذن من لا يريد الاستماع أنكم تتحملون مسؤولية الأوضاع الأمنية السيئة التي ما زالت تعصف بأرواح المواطنين الأبرياء، وتتحملون مسؤولية هذا التردي واشتداد المخاطر والأزمة على العراق.
https://telegram.me/buratha