هادي ندا المالكي
أظهر استطلاع أجري مؤخراً لشريحة عشوائية قاربت الألف شخص من أبناء الشعب العراقي لاختيار أفضل وأسوء رئيس حكومة في تأريخ العراق المعاصر منذ تأسيس الدولة العراقية بعد فترة الملكية وحتى يومنا هذا، وكان هذا الاستطلاع والاستبيان مشروع رسالة دكتوراه لطالبة من أهالي ديالى حصلت بعد المناقشة على الشهادة بدرجة جيد جداً في العلوم السياسية.
وكانت المفاجئة المدوية ليست بأفضل شخصية بل كانت بأسوء شخصية حكمت العراق، حيث حل رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي في المركز الأول في الأسوء، بينما احتل الراحل عبد الكريم قاسم الافضل وبدون منافس كأفضل رئيس حكومة حكم العراق بعد ان حصل على اكثر من 976 صوتاً من آلاف المصوتين، اما رئيس الوزراء الحالي فقد صوت ضده اكثر من 510 شخصاً كأسوء رئيس حكومة متقدماً على الجميع.ومن المؤكد ان الكثير من الذين صوتوا في هذا الاستبيان لم يكونوا قد ولدوا في زمن الرئيس الراحل عبد الكريم قاسم، أو الاخوين عارف او البكر، إلا أن حكايات الزمن الصعب وصرائف الميزرة وبيوت الثورة ومدينة الطب وحكايات جسور بغداد وعيون المها رسخت في العقول حب هذا الشخص المخلص لأهله ووطنه وفقرائه خاصة، حتى كتب احد المدونين ان الشعب العراقي لم يمنح حبه واخلاصه لحاكم كما منحه لعبد الكريم قاسم.على الطرف الآخر فأن العولمة وعصر السرعة ومجالس الإسناد وشبكة الاعلام العراقي وصولة الفرسان وطرد البيشمركة وتعيين عراب صفقات إعادة البعثية عامر الخزاعي في خمسة مناصب، وشراء الفلل الفاخرة في لندن وباريس واعادة البعثية والمجتثين وتوزيع كارتات الموبايل وتواجد الفاتنة مادليل مطر في بغداد ودعم الجيش والشرطة ونجاح الملف الامني لم تنفع كل هذه في تجذير حب المالكي في نفوس العراقيين الذين لا يستحضرون دروس التاريخ في كثير من الاحيان. وعند المقارنة بين الظروف التي أحاطت بفترات حكم الطرفين نجد انه من الظلم وضع مثل هذه المقارنة والتي ستكون بكلّ الأحوال لصالح رئيس الوزراء الحالي، من قبيل طول مدة الحكم وحجم الموازنات المالية والاستفادة من العلم والتكنلوجيا وتوفر البدائل ودور المجتمع الدولي والمحيط العربي والاقليمي والتي كانت كلها تصب بخانة مصالح المالكي.بإختصار فإن عبد الكريم قاسم عمل بإخلاص وعاش فرداً متواضعاً كرس كل حياته ووقته للفقراء والمستضعفين، لم يترك وراءه فلل وقصور احب العراق واحبه العراق وليس بغريب ان يمنح العراق حبه لمن ضحى من اجله ولم يزايد على وطنيته او يبيع ويشتري بدماء أبنائه من أجل التمسك بكرسي الحكم.
https://telegram.me/buratha