بقلم : نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي
يردد بعض "الشيعة" اهمية التشبث بالسلطة بكل الوسائل القانونية وغير القانونية.. ففقدانها يعني ذهابها مرة والى الابد. بالمقابل يروج "من غير الشيعة"، لشيء مقابل، معتقداً ان اضعاف "الشيعة" في السلطة، بالوسائل المشروعة وغيرها سيحرمهم السلطة الى الابد.
بهذا التبسيط يتم التعامل مع موضوعة الحكم والدولة والديمقراطية ومستقبل البلاد. فالمقولة تختزل ازمات البلاد المفتعلة والمضادة.. وتلخص مباني العقليات المعادية لنظام دستوري ديمقراطي مؤسساتي حقيقي.
فقط من يحمل عقلاً تآمرياً او ساذجاً يفكر بهذه الطريقة.. فقوى السلطة لم تصل بانقلاب عسكري ليضعها في الحكم البيان رقم واحد، وليزيحها بيان اخر.. بل جاءت، وتغادر، عبر الانتخابات ومنح الثقة. سيقول قائل لكن الدبابات الامريكية هي التي اسقطت النظام السابق وجاءت بالحكم الحالي.. وهذا غير دقيق الا بمعنى رصاصة الرحمة على صدام. فالاطروحة الامريكية تبنت بشكل قسري الاحتلال والمجمعات الانتخابية المعينة، التي ارادت بها اعداد الدستور..
وسمت اعضاء مجلس الحكم.. واختارت مع الابراهيمي والامم المتحدة الحكومة المؤقتة للدكتور علاوي. فلو كانت السلطة الهدف الاول والاخير للكثير من الاطراف المختلفة المشاركة بها اليوم، والذين اشترك معظمهم بتلك الهيئات، لما قادوا انفسهم معركة اسقاطها، واشترطوا لمشاركاتهم المدد الزمنية.. والخطوات الملزمة التي تؤسس للاستفتاء ولانتخابات حرة.. وحكومة دائمة وفق دستور تعده جمعية منتخبة.. ولانهاء الاحتلال ووجود القوات.
سيخطيء من يعتقد ان اسقاط الحكومة سيسقط الشيعة.. ويخطيء الشيعة ان اعتقدوا ان السلطة المجردة هي التي تمنحهم القوة الحقيقية لهم وامام غيرهم. لا توجد قوة للشيعة او للاخرين يمكنهم بها فرض شيء على شركائهم.. فلا قوة لاي طرف الا بقوة الاطراف الاخرى، ما دام العراق عراقا. فاضعاف الديمقراطية والتداول هو اضعاف للشيعة قبل غيرهم.. لكنه اضعاف ليس اقل للكرد والسنة والتركمان والمسيحيين.. ولكل جماعة ومواطن.. ولمستقبل العراق. فقوتهم جميعاً هي من قوة الديمقراطية ونظام المؤسسات والانتقال من دولة المحاصصة والمسؤول لدولة المواطن والمؤسسات والتوازن. فقوة الشيعة وغيرهم لا تتركز بشخص وموقع.. والا على الشيعة والاخرين مراجعة انفسهم وهزالة طروحاتهم ومرتكزاتهم وضماناتهم. بل قوتهم -بعد الله سبحانه- بقوة الدولة والمجتمع والمؤسسات التي تحتل مواقعها عن حق واستحقاق.. ومن يعتقد خلاف ذلك يريد بالعراق -وابنائه بدون استثناء- ان يبقى ارض فتنة وضعف وتقاتل.
https://telegram.me/buratha