خميس البدر
أخيراً رست سفينة الأزمة على شاطئ الإصلاح وذهبت كل تلك العواصف والزوابع أدراج الرياح، وان كانت أمواجها المتلاطمة قد أثرت كثيراً في جدار السفينة وسطحها، وربّما انحنى شراعها وتكسرت ألواح مهمة منها وأهمها الثقة المفقودة بين الفرقاء السياسيين ورواد الأزمة، إلا ان البقية تكفي وربما تبشر بخير وقد تحيي الأمل وتصنع المستقبل لكن بشرطها وشروطها، وما ذكره سماحة السيد عمار الحكيم من قواعد لهذا الإصلاح من أهم شروطها وأقوى مرتكزاتها بل يمثل القاعدة الرصينة لأي إصلاح ونقطة انطلاق لأي مشروع نهضة فيجب ان يتوفر الصدق وان يتحلى بالواقعية وان يتسم بالجدية بهذه المواصفات سيكون إصلاح اما غيرها فهو محض كلام وأماني وخلط أوراق وهروب إلى المجهول، ان الحديث عن مشروع التحالف الوطني وتوجهاته في تشكيل لجنة إصلاح تقدم رؤى وأفكار وحلول ناجعة بالتشاور مع الكتل الأخرى والابتعاد عن لغة التأزيم ومناخ الأزمة وتفقيسها وتدويرها ثم تعقيدها وترك خطاب الإعلام والتنازع من خلال منابر الفضائيات سيشكل تأسيس لواقع جديد وسيهدف إلى ترسيخ التجربة وإمكانية نجاحها والنهوض بالمشروع السياسي وتخليصه من الشوائب وتصحيح الأخطاء التي وقع فيها وعبور المطبات التي دخلها خلال مسيرة السنوات الماضية وما طرحه سماحة السيد الحكيم يمثل هذه الروح والنوايا الصادقة والإرادة القوية والعمل الجاد فلا تكفي النوايا ويجب ان يتحلى الجميع بالشجاعة الكاملة والإرادة الصلبة من اجل هكذا مشروع ولكي لا نعود إلى الأزمة ورواسبها وتشكل ردة فعل سلبية فالعملية السياسية لا تتحمل النكسات والبلد يحتاج لتضافر كل الجهود وتوحيد كل الطاقات ان البدء بالتحرك وما أفرزته الخطوة الأولى لعمل لجنة الإصلاح قد لا يبشر بخير فما انتهت عنده الأزمة لم يكن نقطة انطلاقها بل عملت بمعزل عن الواقع واتجهت في بوصلتها بعيدا عن الحلول فخطاب العاملين عليها يلمس منه الالتفاف السياسي ومليء بنفس الأزمة والتفاوض الطويل الأمد ولا يخلو من نفس العقد والترسبات التي أنتجت هذه الأزمة وتبعاتها بينما المرجو غير ذلك، فالحديث عن الإصلاح لا يأتي بالخطب والكلام المنثور والتنظير المفرغ من المحتوى والمضمون وكذلك لا يتم عبر التخندق وتوجيه الرسائل والكتب والروتين والدبلوماسية المملة والمجاملات السمجة والفجة, الإصلاح مباشرة وحاجة وواقع تبادل أفكار ونتاج على ارض الواقع والتزام وانضباط واحترام لكل التعاهدات والاتفاقات لما سيشكله من تنازلات متبادلة من الجميع أما ما نراه فلا يعدو انه عمل بنفس الطريقة الماضية ولكن بلغة الإصلاح فالإصلاح لا يبحث عن كعكة لتقسيمها وهو ليس كلمة معسولة ولا تنويمة الجياع.
https://telegram.me/buratha