أبو ذر السماوي
مهما وصفت ومهما تحدثت فلن أفي حق القوات الأمنية وأرتال الجيش التي نقلت زوار الإمام الحسين "عليه السلام"، ذهاباً وإياباً في هذه الزيارة الشعبانية، وفي كل الزيارات السابقة وكيف تحملوا كل الإساءات والشتائم والمعاناة إضافة إلى واجبهم في توفير الأمن وصراعهم مع الإرهاب لكن ما يؤسفني أن يبقى الحال والمشاكل نفسها والمعاناة هي هي ان لم تكن قد زادت، ليكثر الحديث والعتب عقب كل زيارة ومع تشخيص كل السلبيات يبقى الأداء الحكومي عاجزا ومقصرا تجاه الزوار سواء على مستوى الخدمة أو الإدارة او التعامل مع هذه المواسم المباركة وما يتلاءم مع قدسيتها ومكانتها وما تحمله من معانٍ إنسانية وأخلاقية ودينية وحتى اقتصادية، وباتت إجراءاتها تمثل حجر عثرة وقيود وعراقيل في طريق إتمام الزيارة او حفظ كرامة الزائرين، فما هو شعور إنسان يُحمل بأرتال عسكرية وفي أجواء تشبه الى حد بعيد ترحيل اللاجئين من ساحة حرب او منطقة منكوبة، أكوام بشرية تعتلي عجلات عسكرية وبصورة فوضوية تراب وحر وانتهاك للخصوصيات إذ يتشارك العشرات في مكان لا يسع إلا لعدد قليل ربما تكلم احد وباستهزاء الأجر على قدر المشقة، وربما تحدث آخر المؤمن مبتلى او نطق آخر بكلمة نابية او عبر احد عن استياءه من الأوضاع بسب الحكومة يا (أبو الأسسه)، هذا حال القادرين والشباب الذين أعطاهم الله صحة وعافية مكنتهم من الركض والإسراع خلف السيارات العسكرية والتي تأتي محملة بأكوام بشرية لا تكاد تميزها لتقابلها أكوام بشرية أخرى تذكرك بمشهد المهجرين في سفن النجاة، ولا أتصور ان للنساء والأطفال أي نصيب في هذه المعركة خاصة مع بعد المسافة والقطوع العسكرية والتي اتخذت للحد من الخروقات الأمنية، اما كبار السن فمهما كابروا وتصبروا بأنهم لازالوا شباباً وان ما تجاوزه من صعاب وحصلوا عليه من خبرة سيؤهلهم أن يربحوا مكان وقوف في تريلة عسكرية او سيارة نقل إحدى الوزارات، فلن يشفع لهم كل التشجيع والحماس بان يحصلوا على مكان في عربانة دفع او عربة حصان فيلجئون أخيرا إلى أفراد الجيش طالبين منهم المساعدة، ولا يخلوا الطلب من رجاء ومن ذكريات الجيش الشعبي وسيكارة السومر يوم كانت تأخذهم الإيفا والزيل إلى الخطوط الأمامية في محرقة القادسية أو حماقة أم المعارك، ان كل هذه الجهود المقدمة وتسخير إمكانيات الوزارات لا يشفع للحكومة في تقصيرها وسوء إدارتها لملف الزيارات ومواسمها والتي كان من المفترض أن تكسبها خبرة متراكمة، ولا يفيد كثرة التبرير بالأعداد المليونية للزائرين فما موجود من إمكانيات ملايين المليارات وبحساب بسيط ومعادلة بسيطة فأن المليارات يجب أن تفيض على الملايين كما ان هذه الملايين من البشر هم عماد البلاد وهم عمارها ومواطنون يجب ان يعيشوا بكرامة ويعاملوا باحترام وهذه من أبسط حقوقهم وفق الدستور، كما ان هنالك تجارب مماثلة في الجمهورية الإسلامية حيث تمر بهذه الحالة كل يوم تقريباً في زيارة الإمام الرضا "عليه السلام"، واغلبنا شاهد ولمس الفرق بين التجربتين واختلاف التعامل ودارة الملف بالكامل ودون نقص أو أخطاء، ان الوعود التي تقطع في كل سنة تتلاشى مع أول يوم من توافد الزائرين ليبقى الزائر يفكر في العودة والوصول إلى أهله سالماً فما يتعرض له الزائر من تعب وإرهاق وعدم توفر الخدمات بات يمثل معضلة ومشكلة مزمنة لا حل لها بسبب الطريقة وآليات العمل وكأن قدرهم أن يبقوا في ذكريات العسكرية أو يبقوا مهجرين حتى في 15شعبان ولادة الأمل، والحل بلا شك ان تكون هناك مؤسسة حقيقية تقوم بعمل حقيقي لإنهاء كل ذلك بدل ان تصرف الأموال على المتكسبين والمتخمين في مجالس إسناد رئيس الحكومة.
https://telegram.me/buratha