التحركات المكثفة التي يقوم بها المجلس الاعلى على كافة الاصعدة لترطيب الاجواء وحلحلة العقد لاخماد دخان ازمة سحب الثقة تندرج ضمن توجهاته الوطنية وسياسته المعتدلة الواضحة وحرصه على ارساء دعائم الديمقراطية في العراق، وهذا النهج اسسه رواد تيار شهيد المحراب وورثه الابناء وساروا به حتى صار سمة ملازمة وعلامة فارقه تميزه وتفصله عن جميع الاحزاب والتيارات والكتل. فمع عمق العلاقات الطيبة التي ربطت تيار شهيد المحراب بالاخوة الاكراد وعلى وجه التحديد مكانة اسرة الحكيم المجاهدة لدى الاحزاب الكردية قيادات وجماهير وامة الاّكراد ان المجلس الاعلى لم يدعم مسعود البارزاني ولم يصطف معه في موضوع سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي. ومع ما بين المجلس الاعلى وحزب الدعوة من خلافات.. مع ما سجل على المالكي من مواقف اضرت بشكل مباشر بحقوق المجلس الاعلى واستهدفت مستقبله السياسي.. الاّ ان المجلس لم ولن يسعى لكسر المالكي اوخذلان حزب الدعوة مستثمرا الفرصة وكثرة الاصوات المطالبة بسحب الثقة وهذا ديدن الانتهازيين وطلاب المناصب . لقد شخص السيد عمار الحكيم مخاطر وتداعيات سحب الثقة وكيف ان هذاالاجراء سيعقد المشهد السياسي العراقي المثقل بالمشاكل والازمات ويعيد الاوضاع الى مآسي ومخلفات 2003 فحمل الهم الوطني غير راغب بمكاسب فئوية او راهب من ضياع امتيازات شخصية، تجشم عناء لقاءات.. ولقاءات، وتحمل الانصات لاحاديث وطروحات وافكار لا يطاق الاستماع اليها فضلا عن مناقشتها او الرد عليها، لكنه وضع مصلحة الوطن وهموم الناس ومصير التجربة الديمقراطية فوق كل اعتبار.
1/5/709
https://telegram.me/buratha