المقالات

نحو بناء معارضة بلسان طويل ويد قصيرة !!

1013 00:33:00 2012-07-09

 

ونحن بصدد القيام بمراجعة مفترضة لواقعنا السياسي تؤدي الى الإصلاح، نشير الى دور المعارضة البرلمانية في بناء العملية السياسية، ففي الأنظمة البرلمانية الرصينة تعتبر المعارضة البرلمانية أحد الأركان الأساسية لها، لكونها تقوم بدور المراقب للأداء الحكومي، ولا تتأتى لها هذه المراقبة إلا إذا اعترف لها الدستور بحزمة من الحقوق في المجال الرقابي والتشريعي..وفي التجارب الدستورية التي عرفتها دول عديدة طيلة ما يقارب النصف قرن الفائت، عُرفت حقوق المعارضة البرلمانية من طرف المشرع الدستوري في العديد من الدول. وعلى فهم منطقي لضرورة ديناميكية العملية السياسية، جرت عمليات تشريعية لتقوية دور المعارضة البرلمانية، كحقها في استجواب الحكومة ومساءلتها، ومراعاة حقوقها البرلمانية في مجال المراقبة والتشريع.. فهل استجاب دستورنا الحالي لهذه المتطلبات الضرورية؟ أم أن فيه ما يقف حائلا دون ظهور معارضة برلمانية حقيقة؟ وإذا كان الدستور الحالي قد ضمن كما يقول مشرعيه قدرا كبيرا من الوسائل لظهور معارضة؟ فهل عمل المشرع الدستوري على تقوية هذه الوسائل الرقابية للمعارضة، أم عمل على إضعافها؟ وهل عزز الدور التشريعي للمعارضة أم حد منه؟ وهل مكانة المعارضة البرلمانية في الدستور الحالي تسمو على مكانتها في دساتير الأنظمة الديمقراطية الأخرى! وهل هي توازي نظيراتها في بعض الدساتير المقارنة؟ وهل المهندس الذي بنى معمارية دستورنا كان يرمي حقا لخلق معارضة حقيقية يسمو بمكانتها في البرلمان، أم اعتبرها كفسيفساء لتزيين واجهة الهندسة الدستورية للدستور؟ أم أن ما موجود عندنا مجرد توازن دائم حكمته طبيعة مجتمعنا، ويعين علينا قبوله أبدا لأنه قدرنا المحتوم؟! ونحن نتابع الأسئلة التي لا تنتهي فإن الحصيلة التي بين أيدينا، هي أن الأصوات المعارضة برلمانيا تحولت الى إلى نمر من ورق بمخالب من "كارتون" لا يقوى لا على مراقبة الأداء الحكومي ،ولا على محاسبته...الذي نراه أن المعارضة ليست شرا لا بد منه، وهي ضرورة محسومة لبناء دولة مؤسسات حقيقية، والمعارضة البرلمانية هي الوجه الأكثر أشراقا حضاريا، والأكثر إنتاجية عمليا، ويجب أن تتشكل وفقا لأطر مصانة تشريعيا، حتى تكون فاعلة منتجة لسانها طويل ويدها أيضا طويلة! وكل هذا يجب أن يتم مع عدم أغفال حق المعارضة خارج البرلمان أيضا، والتي يتعين هي الأخرى أحترامها سيما أذا مارست معارضتها بأساليب لا تظر المجتمع ولا تهدد أمنه ولا تسعى الى هدم السلم الأجتماعي..

 كلام قبل السلام: يقول المثل الأسباني : اللسان الطويــــل .. دلالة على اليد القصيرة!!!. سلام...

 

39/5/708

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك