المقالات

الكتلة البيضاء مالكية أكثر من المالكي وحزبه

876 14:23:00 2012-07-08

هادي ندا المالكي

يحدث دائماً أن ينقسم الخصوم السياسيين في المجتمعات الديمقراطية الحقيقية إلى فريقين، فريق مع وفريق بالضد دون أن تصل الأمور بينهم الى حد القذف والتشهير والتجاوز واختلاق الأكاذيب، ثم تحل المشكلة بطريقة ما ويعود الجميع الى العمل والتفاني في خدة أبناء بلدانهم دون أن يترك هذا الخلاف أثراً في طبيعة التعامل، ودون ان ينحاز هذا الطرف إلى ذاك بطريقة مفضوحة يجر بعدها أذيال الحسرة والخذلان بعد ان يعود المتخاصمون الى نقطة الالتقاء من جديد.ومثل هذا الامر يحدث في الديمقراطيات الحديثة والناشئة والمشوهة كما هو في العراق الذي يعيش ديمقراطية هشة تتكالب عليها الديكتاتورية من جانب، والاصطفافات الحزبية والطائفية والشخصية من جانب آخر، وسط صوت للتعقل يدعو الأطراف إلى طاولة الحوار وتقديم التنازلات والالتزام بالدستور والاتفاقيات التي لا تتعارض مع الدستور، بعد أن يتم تفكيك الازمة وتشخيص مكامن الخلل فيها بدقة ووضع الحلول الصحيحة والمعالجات السريعة، وإلى هنا يفترض أن تتوزع الأدوار بين الفرقاء السياسيين، فبين أصوات الخصماء لا بُدَّ من وجود صوت للتعقل، لكن أن ينبري صوت ليشعل فتيل الأزمة ويمد في انتشار حرائقها منحازاً لطرف على طرف آخر بصورة فاضحة، فهذا ما لا يمكن تفسيره إلا وفق حسابات البيع والشراء... بيع المواقف.. وشراء الذمم.ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال تفسير مواقف الكتلة البيضاء المنحازة بشكل كبير الى صف ديكتاتورية المالكي وبطريقة مفضوحة تفوق حتى مواقف المالكي نفسه وصقوره من أمثال الشابندر والعسكري والعلاق ومجيد وغيرهم في حدة وشدة لهجة التصريحات التي تصب الزيت على النار في مواقف يفترض ان تنتهج نهج التهدئة والابتعاد عن التصعيد والركون الى تضييق الهوة بين الفرقاء السياسيين وتقريب وجهات النظر والمساهمة بوضع الحلول والضغط باتجاه الجلوس إلى طاولة الحوار.وطوال الفترة الماضية والتي أعقبت نشوب الأزمة السياسية بين فريق أربيل الثلاثي من جهة وفريق المالكي من جهة أخرى، برز فريق الكتلة البيضاء كطرف منحاز بشكل كبير إلى طرف الحكومة المتخمة بمليارات الدولارات والمناصب والهبات والمنح والعطايا، وهو موقف يجعلها تحصل على كنوز قارون وعجل السامري على خلاف موقفها لو كان على النقيض من ذلك في زمن علا فيه صوت المصالح الحزبية والشخصية وتلاشى فيه صوت البناء والاعمار وخدمة أبناء الشعب العراقي.وكنا نعتقد ان بعض النواب المحسوبين على الكتلة البيضاء لديهم مشاغل وملفات خاصة يديرونها بانتظام وبتوجيه دقيق كلما دعت الضرورة الى ذلك، وكنا نعتقد ان النائبة عالية نصيف مشغولة بملف الكويت وإطلاق التصريحات النارية في قضية ليست من اختصاصها وسعيها لضم المحافظة التاسعة عشرة الى البلد الأم سيشغلها عن الخلافات المتصاعدة بين اربيل وبغداد إلا ان نصيف أثبتت إنها امرأة من حديد وبإمكانها ان تشعل الحرائق في كل مكان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هادي ندا المالكي
2012-07-09
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته السيدة عالية نصيف النائبة عن العراقية البيضاء والكتلة البيضاء واخيرا العراقية الحرة وهذا ليس هو جوهر الموضوع ..اكرر قولي سيدتي الغالية ان المالكي ليس نبيا مرسلا ولا ملكا منزها وسبحان من لا يخطأ وكل بني ادم خطاؤون وخير الخطاؤون التوابون..وقد تكون بوصلة مصلحة البلد في تشخيص الخطأ ووضع الحلول وليس مع المالكي في كل شيء..الوقوف مع العراق يعني الوقوف مع الشعب الذي لم يحصد غير الازمات..شكرا لمرورك مرة اخرى
احمد الواسطي
2012-07-09
أليست السياسة هي فن الممكن وفن المصالح فلماذا تعيب على القائمة البيضاء ما تباركه لغيرها؟؟ فالمعروف ان البيضاء ليس لديها وزراء في الحكومة ولكنها دافعت عن الحكومة من باب المصلحة العامة ولكن ماذا تقول عن جبهة أربيل التي لها اكثر من ثلثي المناصب ويهاجمون الحكومة بعدم توفير الخدمات او غيرها فاين الازدواجية التي يجب ان تهاجم يا صاحبي!؟ تحية للاخت الغاليه عالية نصيف!!
عاليه نصيف
2012-07-09
السلام عليكم الى السيد هادي انا لست من الكتله البيضاء ومواقفي تتبع بموصله مصلحه بلدي واشكرك
اثيل العلواني
2012-07-09
طبعا عالية نصيف أمراة من حديد... اليست هي الرفيقة عالية البغثية المعروفة برقصها وطربها بحب القائد الضرورة؟؟؟ اليست هي من كان اسمها بالاجتثاث قبل الانتخابات وبقدرت قادر الغي من القائمة؟؟؟؟ جاء وقتها لتثبت قدرتها في تمجيد قائد الضرورة الجديد الذي امر بألغاء اسمها من الاجتثاث ليدخرها لهذا الوقت.... طاح حظ الديمقراطية الي تلفي هيج شكولات
عراقي يكره البعثية
2012-07-08
دمرتني عالية نصيف ماكله روحه لحم عالمالكي وهو لابس كتلته
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك