المقالات

الالتزام بالتحالفات والعهود سيئة سياسية..أم التزام أخلاقي

626 13:44:00 2012-07-08

عباس المرياني

أفرزت الساحة السياسية العراقية منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا العديد من المفاهيم والدلالات والتوافقات التي لم يصمد بعضها كثيراً أمام الحقيقة ومنطق العقل، لكنّها مع ذلك تركت أثراً كبيراً في توجيه دفة مسار العملية السياسية باتجاه هذا الطرف أو ذاك، وأثرت بشكل كبير على تشكيل التحالفات الوقتية القائمة على تفضيل المصالح الخاصة (الحزبية والشخصية) وكلفت البعض خسائر آنية في استحقاقاتها وتعهداتها امام جماهيرها.ويبرز المجلس الأعلى الإسلامي العراقي كقوة سياسية فاعلة على الساحة العراقية الذي تميز عن الآخرين بحكمته والتزامه بتعهداته وتوافقاته مع شركائه السابقين واللاحقين، ولم يتخلَ في يوم من الأيام عن وعد او عهد قطعه على نفسه رغم ان الجميع وعد ونكث بوعده امام اول اختبار او جاه او منصب تاركاً عهوده ومواثيقه تحت قدميه غير مبال ولا مكترث لفعله القبيح أخلاقياً ودينياً وهذا الفعل تكرر من الحلفاء الاسلاميين وغير الاسلاميين.ومواقف المجلس الاعلى المتجذرة من تكوينته البنيوية والأخلاقية والمستمدة من أخلاق الرسل والانبياء ومراجع الدين الكرام ودماء الشهداء والالتزام بالدستور وثوابته، جعلت منه متكئاً وسنداً وملاذاً ومأمناً، للخروج من الازمات والعقد التي كانت ستعصف بالعملية السياسية وتدخل البلاد في دوامة الصراع والضياع الابدي،كما ان هذه المواقف الثابتة والتضحيات المتكررة هي من أوصلت العراق الى بر الامان وأسست لعراق جديد قائم على حكم المؤسسات.لكنّ الشيء المحزن هو ان الكثير من الشركاء وجماهير الشارع العراقي تعتبر ان عملية التلون والتغير ونقض العهود تمثل قمة الدهاء والذكاء والنضج السياسي، كما ان هذا التغير والتلون وضع المجلس الأعلى في كثير من الأحيان بموقف محرج أمام جماهيره الكبيرة والتي لا زالت تضحي وتعطي دون ان يمنحها الآخرين فرصة حقيقية للمشاركة في بناء الوطن والمواطن والمشاركة في كتابة أمجاد التاريخ الذي لم يكتب بعد.ان المجلس الاعلى وقيادته الحكيمية الشابة إنما تقيم معاهداتها وعهودها على أساس مصلحة الوطن والمواطن وليس على أساس المصلحة الحزبية والشخصية التي يلهث خلفها الآخرين ويبذل من أجلها كل ماء وجهه وشرفه، كما ان المجلس الاعلى يحمل مشروعاً وينظم علاقاته مع الآخرين بقدر قربهم وبعدهم عن مشروعه الذي يتمثل ببناء عراق متصالح مع نفسه ومع الآخرين يكون فيه المواطن حجر الزاوية وتديره المؤسسات ويحكمه القانون ويرفع شعار الحرية والعدالة والكرامة وحقوق الإنسان، وعليه فإن المجلس الاعلى يصطف دائماً مع من يقترب من هذا المشروع ويبتعد عن الآخرين بقدر ابتعادهم عن هذا المشروع.وتبقى للمجلس الأعلى منقبة لا يحظى بها الآخرين ممن خاضوا حديثاً او واصلوا عملهم في الساحة السياسية العراقية وهي ان المجلس لا يفرط في تحالفاته بسهولة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك