د. خيون العكيلي
أعلنت كتلة عضو البرلمان العراقي عن القائمه العراقيه الدكتور أياد علاوي أن سيادته سيحضر جلسة البرلمان المقبله وستكون المره الثانيه خلال هذه الدوره البرلمانيه التي يحضرها الدكتور علاوي. وليس الدكتور علاوي وحده الذي لم يحضر سوى جلسه واحده للبرلمان, بل هناك ستة برلمانيين من رؤساء الكتل لم يحضروا سوى جلسة ترديد القسم للبرلمان الحالي كما ذكرت الأنباء. ولا ندري هل أن الساده المتغيبين يستنكفون من الحضور الى جلسات البرلمان ليؤدوا دورهم كممثلين للشعب والذي من أجله أنتخبوا أم أنهم مكلفين بمهام أخرى فوق مستوى البرلمان؟ ولا ندري هل توجد فقره دستوريه تسمح للبرلماني أن يتمتع بالأمتيازات الكثيره التي منحها البرلمانيون العراقيون لأنفسهم دون أن يحضر جلسات البرلمان؟البرلمان العراقي غريب فعلآ, فعدد أعضاءه 325 عضوآ ولكن المتغيبين عن الجلسات في كل مره يزيد على المائة عضو, أي حوالي الثلث. فأين يذهب هؤلاء وماهي المهام التي تمنعهم من أداء واجبهم كممثلين للشعب. قبل فتره نشرت أحدى الصحف في الغرب خبرآ مفاده أن مايتقاضاه البرلماني العراقي عن كل دقيقة عمل يصل الى ألف دولار!!!رباط الكلام نحن ليس لدينا برلمان بل لدينا مجاميع متسلطه: مجموعه متسلطه مكونه من رؤساء الكتل الكبيره وهؤلاء ثلاثة أو أربعة أشخاص. هؤلاء المتسلطين أجتمعوا في أربيل وأتفقوا فيما سميت أتفاقية أربيل الأولى والتي بموجبها تم تعيين رئيس الجمهوريه ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وقرروا تشكيل مجلس السياسات الأتحادي برئاسة الدكتور علاوي. ثم أختلفوا فيما بينهم والعراق الآن يعيش أزمه سياسيه خانقه بسبب أتفاقية أربيل التي أقرت خارج قبة البرلمان. والدكتور علاوي مصر على تشكيل مجلس السياسات وترأسه ليكون الرئاسه الرابعه في العراق ليس من أجل المواطن العراقي, بل من أجل الأمتيازات الرئاسيه. فالرئاسات العراقيه بما فيها رئاسة أقليم كردستان لها من الأمتيازات ما يعجز اللسان عن وصفه ولا يوجد عليها أي واجبات أو التزامات. فالرؤساء ومساعديهم ومقربيهم وعوائلهم جميعآ فوق القانون وهم أسياد الشعب والشعب خادمهم!(مو حقه الدكتور علاوي أذا أصر على تشكيل مجلس السياسات!)المجموعه الأخرى والتي هي أقل تسلطآ من الجموعه الأولى, وهم المقربين من رؤساء الكتل, وهم الوزراء, الذين تم أختيارهم حسب نظام المحاصصه وحسب درجة العلاقه مع رئيس الكتله وبغض النظر عن الكفاءه والخبره. وأذا كان رؤساء الكتل الكبيره مسيطيرين على العراق ويتلاعبون به ككرة القدم التي تتلاعب بها الأرجل, فالوزراء أباطره في في وزراتهم. حيث تجد الوزارات العراقيه ملك صرف للوزير ومقربيه وحزبه. أما المواطن فهو غريب وغير مرغوب فيه.المجموعه الثالثه من البرلمانيين هم المقربون من رؤساء الكتل ومشمولين برعايه خاصه من رئيس الكتله من حيث الأمتيازات لهم والتعيينات في الوظائف المميزه كالسفارات تصل الى أبناءهم ومقربيهم. وهؤلاء هم أبواق الدعايه الساكنين الفضائيات للدفاع عن أولياء نعمتهم, رؤساء الكتل.أما بقية أعضاء مايسمى بالبرلمان العراقي فليس لهم دور يذكر سوى أخذ رويتبهم ومخصصاتهم وما يشملهم من مكرمات في نهاية الشهر والعوده الى بيوتهم التي معضمها خارج العراق الى أن يأتي رأس الشهر ليعودوا الى بغداد في زياره أمتيازات أخرى.هذا واقعنا ولذلك فنحن البلد الغني الوحيد في العالم الذي ربع سكانه يعيشون تحت مستوى خط الفقر. ونحن البلد الوحيد في العالم الذي صرف أكثر من 22 مليار على قطاع الكهرباء وبعد تسعة سنوات على ولادة العراق الجديد, لم تستطع وزارة الكهرباء من تزويد المواطن بثمان ساعات كهرباء يوميآ. ونحن البلد الوحيد الذي يمتلك كل أنواع الموارد والثروات الطبيعيه ونسبة البطاله بين الشباب تصل الى 60% وعدد كبير من مدارس أطفالنا خصوصآ في الجنوب مبنيه من الطين وينقصها أبسط وسائل الراحه. ناهيك عن مصفحات الحكومه التي ليس لها مثيل في العالم, وأسرار الحياة في المنطقه الخضراء المخصصه لسكن كبار المسؤولين ومحرم على العراقي دخولها والتي ليس لها مثيل بالعالم المتحضر والذي يحترم مواطنيه, والفساد الحكومي الذي جعلنا أضحوكه للعالم وآخر المنتقدين هي سفارة الدوله الحليفه الكبرى في بغداد حسب ماذكر في الأعلام مؤخرآ. هذا هو العراق, دوله بلا مواطنين; وهذا هو البرلمان العراقي, أسم بلا مسمى.
https://telegram.me/buratha