ابو هاني الشمري
الفضيحة الجديدة لمجلس النواب في بناء مجمع سكني يحتوي على مباني ترفيهية وترويحية للسادة النواب دخل حيز الشروع بعد ان اعلن المجلس عن طرحة للمقاولين.
لاجديد في الامر غير ان النواب هذه المرة برروا ان هذا العمل ليس لهم وانما لمن سيأتي بعدهم (بالضبط كما كانت قصة السيارات المصفحة سابقا) ... فهم حريصون وكما يبدو على من سيخلفهم في تولي المنصب لذا نجد ان امر اللاحقين يؤرقهم ولابد من عمل شئ لهم يريحهم !!احد التبريرات تقول ان البناية هي لنواب المحافظات الذين تمنح لهم مخصصات سكن فلماذا لا يتم انشاء بناية متكاملة لايوائهم !!
آخر يقول ان المشروع المقترح هو بناية جديدة لمجلس النواب ومن ضمن ما تشمله وحدات سكنية لنواب المحافظات!! هكذا اذن ... فأعضاء مجلس النواب المساكين يعقدون جلساتهم على الطريق العام قرب حدائق (ابو نؤاس) وبالتحديد قرب تمثاله لعدم وجود بناية لهم حاليا وهذا لايجوز لا في شرع ولا في عرف !! لذلك ارتأى اعضائه انشاء بناية تليق بهم ... اليسوا هم من عم خيرهم على العراق كله!!.
السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة ... في اي مكان من المنطقة الخضراء سوف يبنون تلك المباني الثلاث والتي ستكون احداها مخصصة للترفيه فقط حيث تبلغ مساحة المجمع المقترح الاجمالية 140 الف متر مربع (او بمعنى آخر 56 دونم بالتمام والكمال) كي نحافظ على حياتهم الغالية على كل ابناء الشعب... ام ان مقترح البناء سيكون خارج اسوار المنطقة الخضراء وعندها ستكون هناك مشكلة كبرى.. فحسب معلوماتنا ان المجلس الموقر امتنع عن عقد جلساته قبل ايام تحت شعار ( لا عقد للجسات حتى تعود الصبات) خوفا على ارواحهم بعد ان قامت الجهات الامنية برفع الحواجز الكونكريتية التي كانت تحيط ببنايتهم ... ونحن نعلم كم هو امنهم عزيز على قلوبنا !!
بعض النواب سقت دموعهم الارض العطشى من البكاء على حالهم المعاشي المزري وحول رواتبهم ومخصصاتهم التي لم تصل حتى اليوم الى رواتب ومخصصات الوزراء ولعمري انها مأساة فاقت حد التصور تلك التي يمر بها السادة النواب ... لذا يجب على ابناء العراق ان يتعاطفوا معهم ولم لا وهم لا يستلمون الا ما مدون ادناه:
راتب النائب الشهري ---- 10 ملايين دينارسلفة تحسين احوال ------ 100 مليون دينارمخصصات رواتب الحماية مقطوعة شهريا ----- 21,6 مليون دينار على اساس (30 شخص حماية!!)
وبحساب بسيط نجد ان النائب الذي يعين 15 شخص لحمايته وبراتب مقداره مليون دينار شهريا سيكون عنده فائض مقداره (6,6) مليون دينار عراقي ينزله في جيبه هنيئا مريئا.... اما السلفة التي استلمها النائب في بداية استلامه المنصب واذا ماحسبناها على اربع سنوات فأنها تعني مليونين ومئتين وخمسين الف دينارا وبهذا يكون مجموع راتب اي نائب عدد حمايته لايزيد عن 15 شخص مايقارب الــــــ 19 مليون دينار بالتمام والكمال وهو رقم اعلى بقليل من 15000دولار شهريا (وعوافي والف عافية).
اما بالنسبة لبدل السكن الذي يمنح الى نواب المحافظات فهو غير مدرج في حسابات الراتب اعلاه لاننا لاعلم لنا بما يستلمه اولئك النواب من بدل للسكن!!
احد نواب العراقية استنكر الحملة التي تشن ضد النواب حول تخصيص قطعة ارض سكنية لهم لان هذه القطع وزعت الى كل الموظفين والمواطنين فلماذا يستنكر ذلك عليهم (يبدو ان هذا النائب (كلاوجي) ويريد ان يضحك على عقول الناس!!) ..
ياحضرة النائب المحترم لا أحد يمنعكم من حق حصولكم على قطعة ارض سكنية حالكم حال بقية العراقيين ولكنني اقول لك لو كانت عندي قطعة ارض منحتني اياها هذه الحكومة او الحكومات السابقة (رغم انني دخلت العقد السادس من عمري وولدت على ارض العراق وكذلك ولد ابنائي والى اليوم لم امنح متر واحد من اي جهة حكومية في العراق!!! بل والانكى من ذلك ان نظام البعث السابق استلم منا مبالغ على اساس منح قطع اراضي سكنية للمهندسين في النهروان في ثمانينات القرن الماضي ولم نحصل لا على الارض ولا على اموالنا التي دفعناها يعني ينطبق علينا المثل الذي يقول لاحضت برجيلهه ولاخذت سيد علي (وانا اتكلم عن نفسي ولست معنيا ببقية الاخوة المهندسين الذين ربما حصل البعض منهم على قطع ارض سكنية!!))
اعود الى السيد عضو مجلس النواب المحترم واقول له جدلا هل ستقبل ان تستبدل قطعة الارض التي منحت لي والتي هي في نفس المنطقة التي تسكنها انت بقطعة الارض التي تمنح لكم ياجناب النائب الموقر.... ومن دون الانتظار والاستماع الى اجابتك سيكون جوابك لا والف لا لان الاراضي التي تخصص لكم ايها النواب معروفة اماكنها في اغلى واجمل مناطق العاصمة وربما على ضفاف الانهر فهل يعقل ان تكون اراضيكم مشابهة لقطعة ارض (المكرود صاحب المقال) 200 متر في المحمودية او مشروع الوحدة او في الصحراء الغربية غرب المحمديات !!!
يانواب العراق ... هل انتم اليوم بحاجة الى ثلاث بنايات تقيكم الحر والبرد وتجمع شملكم الذي لن يجتمع يوما ايها الاخوة الاعداء وانتم تشاهدون كل يوم ومن على الفضائيات المآسي التي تنشر عن ابناء العراق الذين انتخبوكم ... فهذه العائلة تعيش في العراء وتلك العائلة في المقابر والاخرى تعيش في بيت من صفيح والاخرى متجاوزة على الطرقات لا سقف لها الا قطع من الورق المقوى والخرق البالية والاخرى تسكن المزابل والكثير الكثير من القصص والمآسي التي لايغمض لها جفن شخص شريف حمل على عاتقه المسؤولية حتى يؤمن العيش الكريم لهؤلاء ويوفر لهم السقف المقبول ليناموا تحته ومن ثم يفكر بنفسه وامتيازاته... ولكننا نجدكم تنامون ملئ الجفون ببطون ملأى وحواليكم بطون غرثى ودموع ايتام ساكبة وارامل كسيرة كلمى.
الشرف والنزاهة لا يأتيان من المناصب وانما هي بذرة في نفوس اهلها تسقيها مكارم الاخلاق فمن كان شريفا عفيفا سقى بذرته بماء مكارم اخلاقه حتى تنبت المنبت الطيب ومن اختار الطريق الآخر ففي برلمان العراق ما يكفي منهم ممن نشاهدهم يتلذذون بقتل الناس وايذائهم ويتفننون في الغش والتحايل والكذب مستفيدين من المنصب الذي حصلوا عليه ... وشتان ما بين النبتتين ... فهل هنالك من هو شريف ليصدح داخل قبة البرلمان جاهرا بصوته اوقفوا هذا المشروع وحولوا امواله الى بناء دور لايواء المحتاجين وما اكثرهم في ظل سراق اليوم من القادة.
اذا كان هنالك من هو شريف ويريد بحق ان يساهم في مساعدة المسحوقين فعليه ان يطالب بأعادة اعلان (مقاولة مشروع اسكان النواب) الى (مشروع اسكان المسحوقين) وبنفس المخصصات المالية المقترحة لهكذا مشروع وبنفس الهمة التي يتحركون بها لبناء مسكن النواب حتى نرى مدينة جميلة يفرح بها اليتيم الذي لم يذق طعم الراحة والفقير الذي حرم السقف الذي يحميه والمحتاج الذي لايعرف كيف يحصل على المال الكافي لبناء مسكن له .... بهذا فقط تكونوا خرجتم من ذنوبكم التي انتنت جيفتها مياه البحار ... فهل منكم من يسمع هذا النداء.
https://telegram.me/buratha