المقالات

واقع حالنا .. من صفر إلى صفر

776 14:41:00 2012-07-07

سعيد ألبدري

تتوالى الانتقادات للأوضاع الخدمية في العراق فوسط زعيق بعض المسؤولين ممن يتحدثون عن أرقام مخيفة عن تراجع مستوى الخدمات وهم بالطبع عندما يتحدثون عن هذا الأمر تدفعهم أمور عديدة أولها التسقيط فهم ليسوا أحسن حالاً من المسؤولين الموجودين على رأس هرم المسؤولية، فكلهم يمتلك وزارات ومناصب في حكومتنا الحالية كما ان الحقائق التي بدأت تنشر هنا وهناك سواء عبر التقارير الأممية أو حتى وزارة التخطيط التي تحدثت عن أرقام تفوق التقديرات في تراجع كبير لمستوى الخدمات وارتفاع كبير لنسبة الفقر في البلاد خصوصاً هلاله الخصيب في وسط وجنوب العراق, وربما ان الدراسة التي أعدها مركز أبحاث أميركي مع إحدى وكالات الأمم المتحدة لمراقبة أداء العراق في مجالات التقدم والتطور العمراني،عن العراق باستثناء إقليم كردستان بينت مدى ما يعانيه البلد من تأخر كبير وتراجع في مستوى الخدمات والعمران، حيث تحدثت هذه الدراسة عن أن هذا التأخير مرده عجز الحكومات المحلية والحكومة المركزية عن فهم آليات الإدارة الحديثة واستغلال الموارد المالية لتحقيق التقدم، وربما ان الأمر يعود إلى قلة الخبرة والفساد والقناعة بالمتحقق وهي قناعة تضر بالمواطن والعذر جاهز بالنسبة للحكومة الاتحادية والمحلية على حد سواء، فقلة الموارد بالنسبة للمحافظات وعدم وجود شركات استثمارية تقبل بالعمل في العراق وهذا طبعا عذر لا يصلح وسط مؤشرات كبيرة من ان الخلل ليس في الشركات الأجنبية بل في أصل التشريعات التي تسير مثل هذه الأمور، فضلاً عن عدم وجود برامج حقيقية تنهض وتنمي حال محافظاتنا البائسة ناهيك عن عاصمتنا الخربة بغداد، الدراسة لفتت إلى أن "الحكومة العراقية لم تقم باستغلال الكفاءات وتوظيف الموارد البشرية لتحقيق نسب انجاز متقدمة في تطوّر البنى التحتية، كما أكدت الدراسة إنه باستثناء الوضع الأمني وعامل الفساد المالي فان قدرة الحكومات المحلية في المحافظات العراقية ولاسيما محافظات الجنوب والوسط تعد في أدنى المستويات في القدرة على الإدارة واستغلال الموارد, ان الحكومات المتعاقبة التي حكمت البلاد أهدرت مليارات الدولارات لا لتحقيق شيء سوى طلاء الأرصفة وتشجير بعض الساحات المتروكة لتعود إلى مكب نفايات لا غير، وإذا أخذنا ملف الكهرباء مثلاً والذي أرهق ميزانيات البلاد الانفجارية والنووية وغيرها من مسميات، لم يوضع له حل فمحطات التوليد التي تستورد في صفقات مشبوهة اما قديمة ومتهالكة أو انها ترمى في العراء لتأكلها الرمال، وهذا من بركات الوزير السابق كريم وحيد ناهيك عن الهدر الكبير وأموال مبالغ استيراد المولدات الأهلية التي يعتبرها بعض مسؤولينا حلاً، ويلحق بها الكاز المجاني والضوضاء وتلوث البيئة وصولاً إلى عدم ارتياح المواطن وعدم قدرته على دفع أجور التشغيل وهذا غيضٌ من فيض، ان المقترحات التي طرحها المركز الأميركي ترى أن على الحكومة الاستعانة بفرق إدارة خاصة من أوربا ليتولوا عملية الإدارة في المحافظات لفترة زمنية كتجربة، وما لهذا الأمر من اثر في تطوّير عمل الكوادر المحلية لتتمكن المحافظات من تقديم خدمات جيدة وهذه مقترحات جديرة بالاهتمام فلماذا لا تقوم حكومتنا بالعمل عليها، سيما وان بلدان كالإمارات وقطر وعموم دول الخليج قد سبقتنا في هذا المجال ونجحت نجاحاً كبيراً في تحقيق الرفاهية لمواطنيها فهل ان اللجوء لمثل هذه الحلول عيب أم حرام, ان شعبنا الذي يتحدث يومياً بإسهاب عن حالات هدر المال العام والفساد ينتظر إجابات عن كل ما يرى ويسمع واعتقد أن الإجابات حاضرة لكنها تحتاج الصادق الذي يمتلك الإرادة الوطنية ليقولها إننا نستحق الأفضل فمتى يتحقق لأننا بدأنا من الصفر ولازلنا نعيش مرحلة الصفر مع وجود الموارد والأموال الطائلة ... أنصفونا؟؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك