المقالات

هل صحيح ان مستوى الخدمات في العراق صفراً ؟؟

766 11:57:00 2012-07-07

حيدر عباس النداوي

كشفت بعض الوكالات ومراكز التخطيط والرصد العالمية عن تفاصيل حقيقية للواقع الخدمي والمعاشي الذي عاشه ويعيشه الشعب العراقي خلال السنوات التي أعقبت تغيير النظام البعثي وصرف مئات المليارات من الدولارات مع عشرات المليارات من المساعدات الدولية النقدية والعينية، مستثنية من ذلك إقليم كردستان وهو واقع حقيقي علينا الاعتراف به شئنا أم أبينا.ورغم أن الدراسة العالمية شخصت أسباب هذا البؤس في مستوى الخدمات المقدمة للشعب العراقي وضياع مئات المليارات من الدولارات من أموال هذا الشعب بعجز الحكومات المحلية والحكومة المركزية عن فهم آليات الإدارة الحديثة، واستغلال الموارد المالية لتحقيق التقدم هو تشخيص منطقي، إلا ان هناك عوامل أخرى سببت هذا التخلف وهذا الانحدار من أهمها الفساد المالي والإداري والسياسي الذي ينخر بكلّ مفاصل الدولة مع وجود خلل وضعف كبير في جهاز الدولة التشريعي والرقابي وكذلك عدم استغلال الموارد البشرية والكفاءات العراقية بصورة صحيحة، والاعتماد على نظام المحاصصة والمحسوبية مما تسبب بفقد هذه الطاقات وهذه الإمكانيات، أما بسفرها خارج العراق أو الانزواء والعمل في مفاصل ليس لها علاقة بمجال العمل أو التخصص.ومن الأمور التي تزيد الحسرة وتشعل نيران الهم والكمد في هذه الدراسة هو ان محافظات الوسط والجنوب ما زالت هي الخاسر الأكبر في لعبة التغيير والتطوير، وإنها لم تجنِ في سنوات الديمقراطية غير حصاد الرياح والفراغ رغم انها تعوم على بحار من النفط وخزين هائل من الغاز الطبيعي وثروات الزراعة والسياحة والآثار، ويمكن للمطلع أن يلحظ إن هذه المحافظات تعيش عالم عصر ما قبل الثورة الصناعية في أوربا قبل مئات السنين، فلا الشوارع ولا البنى التحتية ولا مشاريع الماء والكهرباء ولا حتى تفكير الإنسان وشكله ينبأ بأنه يعيش في القرن الواحد والعشرين، وانه ينتمي إلى الكرة الأرضية التي توجد فيها أربيل والسليمانية وطهران وعمان على أقل تقدير، لأن مقارنتها مع العواصم الأخرى ظلم وتجني كبير.سيبقى العراق بعيداً كل البعد في السير بطريق الوصول إلى أطراف المدن العربية والعالمية الحديثة، وستتناثر مئات المليارات التي يسمع بها الشعب العراقي ولم يجنِ منها غير الحسرة والألم بين امتيازات أعضاء مجالس النواب ورواتبهم التقاعدية وسفرات علاجهم المجانية وايفاداتهم المكوكية، ومخصصات رئاسة الوزراء الهائلة والتي تستغل لصالح شخص رئيس الوزراء من أجل شراء الذمم ومجالس الإسناد والتصدق على الأرامل واليتامى والاهم من ذلك هو الفساد المالي والإداري وانتشار الرشوة والمحسوبية والمحاصصة وضعف الجهاز الرقابي.إنّ المواطن العراقي تقع عليه مسؤولية كبيرة في تغيير قدره بعد ان أضاع ثمان سنوات يركض خلف سراب لم يجنِ منه غير الرياح والفراغ حتى وصل مستوى الخدمات إلى دون الصفر لأنه أضاع مئات المليارات دون أن يحقق التقدم في جانب واحد على أقل تقدير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك