بقلم عبود مزهر الكرخي
مرت علينا ذكرى عزيزة وغالية على كل موالي ومسلم وحتى هي ذكرى إنسانية لكل البشرية وهي ذكرى ولادة الحجة المهدي (عجل الله فرجه الشريف) أرواحنا وأرواح العالمين لمقدمه الشريف الفداء وهي تعنى ولادة المخلص البشرية والعالم اجمع والذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد إن ملئت ظلماً وجوراً.ولما لهذه المناسبة من قدسية وخصوصية كان يجب الاحتفال بها يتخذ طابع معين ودلالات خاصة تتمثل باتجاه كل الموالين وحتى المسلمين صوب كعبة الأحرار وقبلة الثوار والى كربلاء المقدسة لتهنئة أبي الشهداء سيدي ومولاي أبي الشهداء أبي عبد الله الحسين(ع) بولادة أبنه مخلص البشرية ومنقذها قائم آل محمد(عج) وكان الزحف مليوني وكانت الحشود كل قلوبها ووجدانها تجاه وصول إلى اشرف بقعة في الأرض هي كربلاء المقدسة وزيارة الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) والتبرك بقبريهما الشريفين.
وكان عدد الزائرين قد تجاوز الستة ملايين زائر في هذه السنة والتي تعتبر وبحق كرنفال واحتفال لايوجد مثله في العالم ، مما يتطلب على كافة الجهات وكل الدولة التهيؤ والاستعداد واستنفار كل الطاقات من اجل إنجاح هذه الزيارة المليونية وبذل الغالي والنفيس من اجل القيام بجعل هذه الزيارة من انجح الزيارات وهذا الاحتفال وحتى على مستوى العالم من اجل إظهار صورة العراق الحقيقية في انه بلد قد عبر مرحلة العنف وبدأ يشهد هو وشعبه مرحلة الاستقرار ويتخذ دورة الطبيعي في بناء بلده والنهوض به وإظهار الصورة المشرقة لعراقنا الحبيب وأمام أنظار العالم اجمع وأمام الزائرين الوافدين من أصقاع العالم لزيارتهم كربلاء بحكم إن هذا الميلاد الميمون وكربلاء المقدسة هي ليست للعراقيين وحتى للموالين فقط بل هي للعالم أجمع.
ومن هنا بدورنا نتساءل هل كانت هذه الزيارة ناجحة وأدى الجميع أدوارهم وشمروا عن سواعدهم في سبيل القيام ومن أحسن الوجوه لإنجاح الزيارة؟ سؤال يتبادر في ذهن كل زائر وعراقي ويتردد صداه في كل زيارة مليونية وباستمرار ومن خلال التصريحات التي شاهدتها وعلى القنوات الفضائية أن كلها وكالعادة قالوا أنها كانت ناجحة ومن جميع الوجوه سواء من الحكومة المحلية في كربلاء أو في القوات الأمنية وحتى وزارة النقل وكافة مرافق الدولة.
وبحكم قيامي بالزيارة واطلاعي عن كثب على كل الثغرات والمعوقات التي رافقت الزيارة والتي سوف أوردها بنقاط وكالاتي :
1 ـ من الناحية الأمنية كان الإحباط والفشل واضح للجميع وبدليل الأنفجارات التي حدثت ومنها في قلب كربلاء وفي سوق شعبي وحصدت العشرات بل المئات من شهدائنا الإبرار وهذا يدل على إخفاق واضح وذريع في عمل قواتنا الأمنية ومن قبل الجميع.
2 ـ وبالرغم من تصريحات كل المسئولين وقبل الزيارة بالعمل والتهيؤ للزيارة الشعبانية وتسخير كل الجهود إلا أنه كان الأخفاق والفشل واضحاً ومن قبل الجميع ومن كل الجهات.
3 ـ فعلى الصعيد الأمني ذكرنا في النقطة الأولى حول فشل القوات الأمنية ونضيف إن كل الإجراءات الأمنية كانت تهدف إلى رفع معاناة أهل كربلاء من خلال سد المنافذ للطرق للأحياء وحتى المنافذ الوحيدة لهم مما يصعب عليهم حتى نقل الحالات الخطرة لأهاليهم في حالة الطرق إضافة لذلك صعوبة جلب الماء من قبل الحوضيات ومنع الماء عنهم لأنه توجد بعض المناطق يتم تزويد الماء لهم بالتانكرات وهذا مما يشكل معاناة صعبة جداً على أهل كربلاء المقدسة. مضافاً إليها فرض حال منع التجول مما يعني قطع الأرزاق لأهل المصالح الخاصة وخصوصاً النقل الخاص.
3 ـ وكان فقط عمل القوات الأمنية فقط عمل القطوعات وجعل القطع بعيد عن مدينة كربلاء المقدسة والتي كانت بحدود (30)كم مما يعني مشي الزائر هذه المسافة البعيدة لأجل الوصول إلى المدينة مما يشكل تعب وإرهاق مابعده إرهاق للزوار وخصوصاً للنساء وكبار السن والأطفال وهذا ناتج عن عدم توفر وسائط نقل تنقل الزوار من القطوعات وحتى لو وجدت فهي قليلة ولاتفي بالحاجة والغرض منها.
4 ـ وكان هم قيادة العمليات وكل القوات الأمنية فقط أبعاد القطع إلى أقصى مايمكن عن المدينة لأجل ضمان عدم وصول السيارات المفخخة والإرهابيين إلى المدينة ولايهم الزائر أن يتعب أو يعاني المهم أن لايحصل انفجار في منطقة القائد العسكري حتى لايحاسب ويبعد عن منصبه والذي لديه فيه منافع عديدة.
5 ـ وهذا المفهوم الشاذ هو مفهوم خاطئ وغير صحيح لأنه لايعتبر إن الزائر الآتي من مناطق بعيدة وهو إنسان قبل كل شيْ له أي قيمة أو اعتبار وليفهم كافة المسئولين سواء في القيادات الأمنية أو الخدمية وفي كافة المرافق إن الإنسان قيمة عليا وغاية تعمل كل الدولة لخدمته وهذا ما تقر به كل الأديان والشرائع السماوية وكذلك الأحزاب والقوانين الوضعية الدنيوية وحتى يجب أن يقال للمواطن في البلد من قبل كافة العاملين في الدولة (سيدي المواطن) لأنه هو الغاية العليا والقصوى لعمل الدول والحكومات والأحزاب وليس وسيلة تستخدمها الدولة وقت الحاجة والضرورة.
6 ـ إما من ناحية نقل الزائرين فهو معاناة وحدث عنها ولاحرج فقد مشى الزائرين في الذهاب لايقل عن (20)كم من اجل الوصول ونفس الشيء في العودة وفي أجواء الصيف الحرارة وتحت أشعة الشمس الحارقة لأنه كانت القطوع بعيدة وكانت وسائل النقل المتوفرة قليلة وغير متوفرة وحتى لو وجدت فهي عبارة عن شاحنات ولوريات كبيرة ويتم الصعود إليها بالقفز والشطارة ونسأل سؤال كيف يتم صعود النساء والأطفال وكبار السن في هذه الشاحنات؟ والذي يصعب عليهم الصعود وحتى الصاعدين يتم حشرهم حشر وبصورة عجيبة ولاتصدق قي هذا الجو الخانق وحتى يتم صعودهم على سقف عجلة السائق فهل هذا يصدق.
7 ـ أما في حالة عودة الزائرين فكان الحال والواضع لايوصف بحيث أبعدوا سيارات النقل إلى القطع والذي يبعد بحدود (30)كم في ظل حشود من الزائرين من النساء والأطفال والشيوخ ومن كافة الأعمار تسير تحت لهيب الشمس الحارقة لعدم كفاية العجلات المخصصة لنقل الزوار وعدم تقريب عجلات النقل الخاص وهو منظر مؤذي ولايحتمل وهنا اورد حادثة حيث تكلمت مع أحد الجنود حيث قالوا إن هذا هو كراج بغداد ولكن الجندي الأخر قال أنه في الأمام لأنه تم أبعادهم عن هذا الكراج وبأمر من القيادات الأمنية مع العلم انه يبعد (20)كم عن المدينة مما يعني مسير الزوار لعشرة كيلومترات أخرى فعل هذا يعقل أو يصدق.
7 ـ وهذا يعني وحتى الزوار كانوا قد اعتقدوا ذلك بأن القوات الأمنية هي من ترفع معاناة الزوار وهم من يعملون على ذلك في عمل القصد منه أذية الزائرين ورفع معاناتهم وحتى الجهات الأخرى من خدمية وتنفيذية.
8 ـ من هنا نستنتج إن الزيارة الشعبانية كان فيها القصور والإخفاق كان واضحاً وبشكل لايصدق بالرغم ومن المفروض أن تكون قد تكونت خبرة لدى القوات الأمنية وكل الجهات في كيفية والعمل على أنجاح الزيارة والتي يبدو ومن خلال كل زيارة مليونية لايتم تشخيص الأخطاء والإخفاقات التي تشوب أي زيارة لكي يتم تلافيها في الزيارات القادمة.
وأن الفشل والإخفاق شاب كل الجهات ولكي ندلل على كلامنا أن القطار الذي تحدثت وزارة النقل كان عبارة عن فاركونات للحمل وهي مخصصة لنقل الحيوانات(أجلكم الله) وليس فيه كراسي أو حتى مسطبات بل عبارة عن فاركونات أفترش فيه الزوار أرض الفاركون وهذا ما شاهدته بأم عيني وهو قطار متخلف ولايوجد منه حتى في أكثر دول العلم تخلفاً.
ختاماً نقول ان الزيارة تكون ناجحة عندما يزور الزائر ويرجع وهو مرتاح وبكرامته ولايوجد اي شيء يعكر زيارته ليتسنى الزيارة وبهدوء ويؤديها بكل صدق ونيه فالزائر عندما يكون بهذه الحالة عندئذ يحق لكل المسئولين القول إن الزيارة كانت ناجحة إما في غير ذلك فهي فاشلة وهذا القول لكل الجهات العاملة في الدولة والحكومات المحلية وهذا ما أشار إليه سماحة السيد احمد الصافي أمين العتبة العباسية المطهرة في خطبة الجمعة والذي طالب بأن تكون هناك هيئة تنفيذية خاصة لها الصلاحيات الكاملة للأشراف على الزيارات المليونية وخدمة الزائرين وتذليل كافة الصعوبات والمعوقات من اجل أنجاح مثل تلك الزيارات والذي دعا من الله أن يستمعوا لهذا النداء وان لايكونوا قد وضعوا القطن في أذانهم وان قد نزعوا هذا القطن أثناء دعوته هذه وهذا ماقاله بالحرف الواحد ونحن ننضم صوتنا إلى هذا الصوت الشريف والدعوة لما دعا إليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
https://telegram.me/buratha