عصام حاكم
لا تستغرب ايها المواطن العراقية العزيز وانت تتابع اخر الانباء الواردة عن جمهورية مصر وما افرزته تلك الانتخابات في جولتها الاولى والثانية التي جاءت معنونة بفوز ساحق للاخوان المسلمين بشخص رئيسها محمد مرسي ليكون اول رئيس جمهورية لمصر العربية ما بعد التغيير لكن ما يعنينا في هذا المقام ليس الخوض بادق التفاصيل وكيفية وصول مرسي الى سدة الحكم واي الحسابات رجحة الكفة...... وهل حصل هناك تزوير ام لا..... وما هي الاسباب الجوهرية التي دعت المصريين للتشبث برئيس الوزراء المصري الاسبق محمد شفيق ؟
وقبل الاجابة عن تلك التساولات وغيرها دعونا نتامل ما جاء به الرئيس المصري المنتخب لانها هي محل الشاهد وبيت القصيد كما يقول القائل علنا نسترجع واقع العملية السياسية العراقية والمفهوم السلطوي ما بين التجربتين العراقية والمصرية.
ومن اجل الالتفات الى هذا الموضوع نبدء من حيث بدء مرسي حكمه لجمهورية مصر حينما استغنى عن السكن في القصر الرئاسي وفضل البقاء في شقته القديمة وتنازل عن راتبه الشهري واوصى مرافقيه الامنين بضرورة تقليص عديد الحراس وابقى على عدد قليل من السيارات المرافقه لموكبه الرسمي مخافة ان يسبب الارباك والفوضي لخط سير المرور وقد نستثمر حالة الابداع الوطني هذه لننتقل الى مستويات متقدمة لنمر مرور الكرام على البرلمان المصري الذي بدى وطنيا قولا وفعلا وعلى قدر عالي من المسؤولية وهو الساعي منذ لحظة تشكيله الى مد جسور التواصل ما بين الشعارات المرفوعة ايام الانتخابات والعمل على تطبيقها حرفيا وعلى هذا الاساس جاءت القناعات مشتركة لدى جميع الاعضاء المنتخبين للتخلي عن الامتيازات والمكاسب لصالح الشعب المصري ليصبح راتب العضو البرلماني 400 دور امريكي فقط من دون حوافز تذكر وهذا مما افتقدناه عند ممثلي شعبنا العراقي مع وجود ذات القاعدة الاسلامية لدى كلا الفريقين الا ان ابطال جماعتنا الاسلامية كان لهم الدور الفاعل وحصة الاسد في توظيف مقدرات هذه الامة ومصالحها الى حسابهم الشخصي فالكل دون استثناء كانوا حريصين جدا على لملمت شتات وضعهم الاقتصادي والاجتماعي كون الخيارات مفتوحة وغير مقيده امام العضو البرلماني العراقي فهو حر في الحصول على راتب فلكي لا يحلم به حتى الكثير الكثير من زعماء العالم المتدن اما الراتب التقاعدي فلك ان تتصور انه قادر على اعائلة 400 عائلة عراقية متقاعده أضف الى ذلك مزايا الشقق الفاخرة والسيارات الحديثة والجيش الجرار من الحمايات وقطع الاراضي المميزة وجوازات السفر الدبلوماسية لهم ولعوائلهم وحتى الطفل الرضيع ناهيك عن فريضة الحج والعمره المجانية وما الى ذلك من العجائب والغرائب التي لا طاق لنا على ذكرها الان لانها طي الكتمان والسرية البرلمانية.
والسؤال الذي يطرحه نفسه عاجلا وليس اجلا هل لا زلنا الى الان متيقنين من سلامة ونظافة موقفنا البرلمانية فاذا ما كان الجواب ايجابيا وانى اشك بذلك تماما فماذا نسمى ممثلي الشعب المصري ورئيس جمهوريتها والى ان ياتينا الرد سوف نترك للقارىء حرية اختيار اي القواعد الاسلامية والدستورية قريبه من الله ورسوله والمواطن في كلا التجربتين العراقية ام المصرية.
https://telegram.me/buratha