أبو طه الجساس
مهما تعددت الدراسات الخاصة بالعراق , لقياس ما حققه من تقدم وتطور عمراني من بنية تحتية وخدمات إنسانية أخرى , فإنها حتماً ستشير إلى مستويات منخفضة ومخجلة لا تكاد تذكر, وما الدراسات التي ظهرت مؤخراً من قبل مركز أبحاث أمريكي بالتنسيق مع إحدى وكالات الأمم المتحدة , ألا نتائج مكررة لما سبقتها من دراسات وأبحاث محلية مثل احصاء وزارة التخطيط نسبة 5%, ولا ستتغير النتائج حسب المعطيات للمستقبل القريب والمتوسط , ان العالم المتطور وكثير من الدول شهد ثورة أدارية مهمة تحت مسمى الموارد البشرية , ومن ابرز وظائفه , تحديد الأهداف,والتخطيط لها ,وعملية تنظيمها, وكيفية تنفيذها (التوجيه) , وممارسة الرقابة , وتقيم الأداء , أن أي عملية بناء تحتاج إلى رأس مال ومهنية وتخصص ,ويد أمينة, وكلما ارتفع رأس المال وكبر المشروع , كلما احتجنا إلى إفراد متسلحين بالخبرة والثقة العالية , وبنفس الوقت تكون المبالغ الكبيرة مطمع للسارقين والفاسدين , بل وصل الأمر إلى التزاحم على السرقة , وبإشراف شخصيات نافذة في الحكومة , ففي رأس كل سنة , تتبختر الحكومة علينا بميزانية ملياريه انفجارية , وتدك الوعود لنا بمشاريع تبقى محفورة فقط في ذاكرتنا , ولا نجد لها صدى على أرض الواقع , وما مشاريع الكهرباء والسكن ومترو بغداد, ألا مسرحية تتكرر كل عام , لقد كشفت وثائق مصرفية عن حساب , بملاين الدولارات لشخصيات حكومية وحزبية , وشراءهم عقارات بمبالغ خيالية , ولا خوف عليم , فلا قانون من أين لك هذا سيستجوبهم , ولا الإحكام القضائية ستسجنهم , ووزير التجارة مثل حي يؤرقنا كلما تذكرناه, إن عملية الفساد المتكررة في المشاريع الكبيرة والصغيرة , كبدت الشعب العراقي خسائر جمة , دفع ثمنها من حياته , ومسحت خطوط مستقبله ,ودفعت به إلى المجهول والتشاؤم , يجب على الشعب العراقي إن يضغط بقوة على الحكومة العراقية من اجل إحداث تغير حقيقي , والاستعانة بشركات عالمية للتنفيذ, ودخول العاملين العراقيين دورات تخصصية , بإشراف خبراء الشركات الأجنبية, من اجل أعادة مد جسور الثقة , بين الشعب والحكومة, وإلا سوف يكون التغير حاضر في الانتخابات القادمة لا محالة .
https://telegram.me/buratha