خضير العواد
إن عقيدة ظهور الإمام المهدي المنتظر (عج) في آخر الزمان والتي ذكرها وأيّدها ودعمها القرأن الكريم بالكثير من الأيات الكريمة وكذلك السنة النبوية الشريفة التي ذكرتها باكثر من ستت ألاف حديث من الأحاديث النبوية الشريفة التي أجمع عليها المسلمون كافة وقد شرحت وبينت هذه السنة كل العلامات التي تسبق الظهور أو التي تلي الظهور ، وبسبب خطورة هذه العقيدة وما تمتازبه من مسؤوليات وإجماع المسلمون عليها قاطبةً والذي لا يؤمن بظهور الإمام المهدي (عج) يصبح من الكافرين كما أكدته السنة النبوية الشريفة قال رسول الله (ص) ( من أنكر خروج المهدي فقد كفر ) ....(1) جعلت الكثير من أصحاب الدنيا والذين يفتشون على مكاسبها وإغراأتها يدّعون المهدوية لكي يضللوا الناس ويحصلوا على ما يرمون إليه من منافع إن كان سلطة أو جاه أو مال أو كسب الشرعية للسلطة وغيرها، وقد بدأت فكرة الإدّعاء بالمهدوية في فترات متقدمة من التاريخ الإسلامي حيث إدّعى الحارث بن سريج عام 116 هجرية المهدوية أيام الملك هشام بن عبد الملك وكان يقول أنا صاحب الرايات السود...(2) ،المهدي العباسي وهو عبد الله محمد بن عبد الله أبي جعفر المنصور الذي ولد في سنة 127 هجرية وتوفى سنة 169 هجرية وقد لقبه أبو جعفر المنصور بالمهدي عندما أخذ له البيعة بولاية العهد من بعده لموافقته في الاسم الوارد في الحديث....(3) ، المهدي المغربي محمد إبن تومرت الذي إدعى المهدوية في سنة 515 هجرية....(4)، المهدي السوداني وهو محمد بن عبد الله الذي إدعى المهدوية في سنة 1881 ميلادي 1298 هجرية ...(5)، السيد محمد بن يوسف الجونفوري الذي غير إسم أبيه الى عبد الله واسم أمه الى أمنة ومن ثم إدعى المهدوية في مكة عندما كان مسافراً للحج وأسس فرقة في الهند تدعى بالفرقة المهدوية وقد توفى 910 هجرية ...(6) وغيرهم كثير مما إدعوا المهدوية ومنهم من يعيش في زماننا هذا . وقد أشترك جميع المدّعين للمهدوية بشئ واحد وهو الاسم إعتماداً على حديث رسول الله قال رسول ألله (ص) (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من ولدي إسمه كإسمي وكنيته كنيتي .......)..(7) وهذا الأمر سهل الإدعاء أو التغير كما حصل بالفعل مع أغلبهم ، ولكنهم عجزوا عن تحقيق العلامات التي تظهر قبل الظهور والعلامات التي تظهر بعد الظهور ، أما العلامات التي تظهر قبل الظهور فهي نوعين : (1) العلامات الغير محتومة : أي التي يمكن أن تحدث ويمكن أن لا تحدث ومن هذه العلامات الغير محتومة كنقص المياه والثمرات والأغذية وبعض الحوادث الكونية والحروب البشرية . (2) العلامات المحتومة : وهي العلامات التي لابد من حدوثها وهي الدليل الذي من خلاله نعرف إقتراب ظهور صاحب الأمر (عج) قال الإمام الصادق (ع) ( خمسٌ قبل قيام القائم (عج) اليماني والسفياني والمنادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية )...(8). أما العلامات التي يجب أن تظهر بعد ظهور الإمام المهدي (عج) فقد ذكرها القرأن الكريم قال ألله سبحانه وتعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)......(9) ، قال ألله سبحانه وتعالى : (ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في ألأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)......(10) ، قال الله سبحانه وتعالى ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)....(11)، أي بعد ظهور الإمام (عج) يجب أن يظهر الإسلام على جميع الأديان أي سوف يدخل جميع البشر بالدين الإسلامي ويصبح الدين الوحيد على هذه الكرة الأرضية ، بالإضافة الى سيطرة المستضعفين المؤمنين على الأرض وهم الذين سيصبحون قادتها ، وقد ذكرت السنة النبوية بعض العلامات الملازمة لبعد الظهور أي عندما يظهر الإمام (عج) تكون هذه العلامة ملازمة لظهوره وهو نشر العدل والقسط على هذه الأرض بعد أن ملئت ظلماً وجورا قال رسول الله (ص) (لاتقوم الساعة حتى يخرج رجل من أهل بيتي من ولد فاطمة فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا )...(12) . فجميع اللذين أدّعوا المهدوية سابقاً أو الذين يعيشون معنا في هذه الأيام لم ولن يستطيعوا أن يحققوا بعض هذه العلامات المحتومة التي تقارب الظهور أو الجزء اليسير من العلامات التي ستظهر بعد الظهور بعد أن إدّعوا الظهور كنشر القسط والعدل في ربوع هذه الأرض المملؤة بالفساد والظلم وسيطرة المؤمنين المستضعفين على هذه الأرض بالإضافة الى دخول جميع بني البشر في الإسلام، لهذا من السهل الإدعاء ولكن من المستحيل أن يحققوا العلامات التي تحدث قبل الظهور أو بعده ، لهذا نلاحظ العشرات ممن إدّعى المهدوية ولكن ثبت كذبهم وزيفهم لأن الأمر عائد لله الواحد القهار الذي يحفظ دينه من المزيفين والمتلاعبين ، لهذا وضعت ضوابط وعلامات لهذا الأمر المهم والخطير لايمكن التلاعب بها أو تزيّفها لأن أمرها عائد لله سبحانه وتعالى ، فهذه العلامات سوف تتحقق جميعها عندما يقترب زمان ظهوره (عج) وسوف تتحقق جميع العلامات ما بعد الظهور لأنها من أسباب الظهور هو نشر العدل والقسط وسيطرة المستضعفين المؤمنين على هذه الأرض ويصبح دين الإسلام الدين الوحيد على هذه الأرض ، لهذا فأن هذه العلامات التي تسبق أو تلي الظهور قد أثبتت وتثبت زيف كل من يدّعي المهدوية بالباطل ، اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين . (1) فرائد السمطين , الجويني ,ج2 ص334 ح585 (12) ذخائر العقبى ص136، الغدير - الشيخ الأميني ج7 ص125(2) ( تاريخ الطبري ج9ص66،67 ، الكامل لأبن الأثير ج5ص328 ، الباية والنهاية ج9 ص113(3) البداية والنهاية ج10ص76 (4) تراجم إسلامية ص248(5) المهدية في الإسلام ص229(6) نزهة الخواطر ج7ص324،326(7) ذخائر العقبى ص136، الغدير - الشيخ الأميني ج7 ص 125(8) الإكمال للشيخ الصدوق ج2ص649 ح1 ، البحار للعلامة المجلسي ج52ص203ح29(9) سورة التوبة اية 33(10) سورة القصص أية5(11) سورة الأنبياء أية 107(12) فرائد السمطين , الجويني ,ج2 ص334 ح585
https://telegram.me/buratha