في الانتخابات القادمة، لمجالس المحافظات أو لمجلس النواب سيكون صراع القوى السياسية تحت الشمس في هذه المرة، حيث لا دعوة ظلامية تتمكن من تعتيم رؤية الناخب، ولا تضليل ينفع لاستغفال الجماهير وتنصيب الفاشلين، فلقد انقضت فترة زمنية كانت كافية لكشف المقنع والمستور خلف واجهات ذات بريق زائف، إذ فُقد الوفاء لأصوات الناس، وتم نسيان هبة المواطنين وتحديهم للإرهاب بالتوجه إلى صناديق الاقتراع، إن ما كان يعتمل في اللوحة السياسية من تداعيات دراماتيكية قد تجسدت في صراع على المنافع وعلى مراكز النفوذ والحصص بين المعينين في المجالس، وجرى كل ذلك على حساب الوطن والمواطن، مما أدى إلى كشف هوية هؤلاء الذين أوتي بهم من وراء ظهر الناخب!... انه درس نافع تعلم منه الناخبون كيف سيدلون بأصواتهم مرة أخرى.. إن أغلب من فازوا في المرة السابقة كانوا يجهلون شيئاً اسمه الوفاء لمن صوتوا لهم، وكانوا أوفياء فوق العادة لأنفسهم..، وتتذكرون أن أسرع القرارات التي اتخذوها والتي لم يتم النقاش حول منطوقها، هي تلك التي منحتهم المنافع العالية يضمنها الرواتب والأمتيازات كقطع الأراضي والسيارات المصفحة..، الأمر الذي كشف عوراتهم التي كانت مغطاة بورقة توت الديمقراطية..!. وهكذا بات من الصعب عليهم البقاء لدورة جديدة، ..ترى ما هم صانعون وهم الذين أدمنوا لذيذ الطعم للسلطة المدعمة بخبز باب الأغا الحار والمكَسب والرخيص؟..! دفع رباعي وحمايات وخدم وحشم وأضواء وسفرات وحج وعمرة لهم ولأمهاتهم وعماتهم وخالاتهم و"بيبياتهم" أيضا..! تأكدوا سادتي سيسلكون مختلف السبل للمحافظة على هذه الامتيازات، وحتى أذا لم يوفقوا بالعودة إلى مقاعدهم البرلمانية الوثيرة، سيحتفظون بامتيازاتهم الحالية رغم أنوفنا..!
وأنتم تعرفون أن جلهم لا يعرف حرفة غير الفساد، وسيتخذونه وسيلة للبقاء، وهذه المرة ستكون ممارسة الفساد في اختلاس أصوات الناخبين، بعد أن أبدعوا في تطبيقه في مجالي المقاولات والإدارات والشهادات الأكاديمية والألقاب العلمية ـ أحدهم لم يتم الدراسة الإعدادية ويكنى دكتور ـ ، وهكذا فإن الفساد الانتخابي هو المنقذ، ولهم تجربة ممازة معه وتحت تسميات متعددة في المرات الماضية، فقانون الانتخابات الذي اعتلوا ظهورنا بموجبه فصلوه على مقاساتهم، وهو أعجب قانون في الكون، حيث يجد من لم ينل غير 300 صوت عراقي فرصة ممتازة احتلال مقعد برلماني وثير....
كلام قبل السلام : هذه المرة كما في المرات السابقة والمرات اللاحقة سيجدون ألف وسيلة ووسيلة للبقاء ، لأن البقاء ليس للأصلح...
سلام.....
23/5/705
https://telegram.me/buratha