نور الحربي
بعد الحديث عن الإصلاح وتشكيل لجنة في التحالف الوطني لإعداد مقترحات وآليات لتحقيق ذلك في العملية السياسية عموماً وإنهاء حالة التأزيم التي يمر بها البلد، لابُد من إدراك ان هذه المسألة بالتحديد تحتاج إلى أكثر من حضور النية، فالعمل المتواصل وإبرام الاتفاقات بشأنها والالتزام بها،وللحديث عن هذه الإصلاحات فلابد من الاستعانة بما طرحه سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى حيث اعتبر سماحته أن "الإصلاح" يجب أن يرتكز على ثلاثة مرتكزات رئيسة وهذه المرتكزات تتمثل بالجدية والواقعية والمصداقية في تنفيذها، وإذا ما توفرت هذه المرتكزات فمن الممكن أن نلتمس إصلاحاً حقيقياً على الأرض، وعلى القادة السياسيين أن يقدموا رؤاهم وتصوراتهم حول الملاحظات والمؤاخذات على المشروع السياسي في العراق، ولابد من اعتماد الدستور والتوافقات السياسية التي لا تعلو فوق سقف الدستور، من هنا لابُد من ان تكون التوجهات المقبلة لأطراف الصراع ماضية مع هذا الطرح لأنني كمواطن وبصراحة تامة أرى في هذه الرؤية الناضجة هي السبيل الأوفر حظاً والأقدر على تحقيق المبتغى وإحداث حالة كبيرة من التقارب والاتفاق، ان تخلى الفرقاء عن لغة التشنج والتقاطعات والاستفزازات وتقديم المصلحة العامة على الخاصة، ان موقف المجلس الأعلى عموماً والسيد الحكيم بشكل خاص من الأزمة يثبت بشكل قطعي وجود النية والعزيمة على الحل العادل فهو ليس مع تغليب طرف منها على حساب طرف آخر، لذا نجد لن الدستور والاحتكام إليه وعدم القفز على سقوفه وحدود هو اللغة التي تكلم ونطق بها، ولم يخلو قول او حديث عن الأزمة من هذه الروحية لذلك فإن مواقفه لم تُتخذ على أساس الردود الانفعالية في تحالفاته مع الآخرين، والمجلس الذي دأب على طول الخط أن يكون وسيطاً دون تكليف الآخرين له بالوساطة يعتز بهذا الدور الوطني فهو لا يريد تسقيط الآخرين كما يفعل البعض من اجل ان تخلو له الساحة كما انه حريص على تعزيز تحالفاته الوطنية والإقليمية والدولية لخدمة الوطن لا لخدمة مصالحه الفئوية الضيقة، لأنه تكفل بحمل مشروع تيار شهيد المحراب وهو مشروع الأمة وبناء العراق مشروع سالت من أجله الدماء وبذلت سخية ليكون المواطن حجر الزاوية في بناء وطن يعتمد المؤسسات و القانون وشعاره الحرية والاستقلال والعدالة والكرامة والازدهار، وهي ليست مدعيات بأي حالٍ من الأحوال وان حدث خطأ او تقصير هنا او هناك، فإن المجلس برجالاته وقياداته مستعدون بشجاعتهم المعهودة على الاعتراف به، والعمل على تصحيحه، فهم رجال التصحيح والإصلاحات متمنين لكل الخيرين ممن يريدون ذلك النجاح في مساعيهم، فالمجلسيون سيصطفون ويقتربون من كل من يقترب من مشروعهم هذا وسيبتعدون عن من لا يؤمن بذلك بقدر المسافة التي سيبتعد عنها الآخرون. وقد جربهم الآخرون فوجدوهم صادقين في مدعاهم، أُصلاء في مواقفهم لأنهم ينتمون لمدرسة شهيد المحراب وعزيز العراق مدرسة العلماء والمراجع التي هي امتداد لمدرسة الإمامة والنبوة.
https://telegram.me/buratha