بسم الله الرحمن الرحيم
في شتاء قارس اثلج ادفىء المشاعر وجمد اوصال الاحساس وكسا النفوس برداء يعكس جميع الالوان ليبقى اسودا ً ناقما ً على كل شيء, ننتظر .
ننتظر زهرة النرجس لتظهر على ارضنا بعد ان غابت طويلاُ لتفوح بشذى عطرها في اجواء سادت فيها الروائح الكريهة الخانقة .. فمتى ؟!
سيدي وامامي يا زهرة النرجس البيضاء ...
أأقول اشتقنا وهل افترقنا لنشتاق ؟! أأقول ادركنا ولولاك لساخت الارض باهلها ؟! أأقول عجل يا مولاي ونحن في سكون ؟!
عرفتك يا مولاي في مراحل فمرحلة الاسم المهموس على شفاه المؤمنين كانت الاولى والذي يتبعه تحذير ان يجري الاسم على الستنا ليكون المانع هو الدافع للبحث عنك في صفحات الكتب المخبأة هنا وهناك فعرفت اسمك الشريف ونسبك واقوالك ولم اعرف العنوان وجعلت لك وبعقل المراهقة مثلث برمودا سكناً وأبقيتك هناك زمناً طويلا ً استوحش وحدتك واستكثر أيام غيابك منتظرة جدار ينهدم ذات يوم وليظهر الحق هكذا بسكوني والظن بسكونك مولاي وكانت هذه ملامح مرحلتي الثانية .
وعلى اعتاب المرحلة الثالثة اكتشفت مدى انشغالاك ياسيدي بواقعنا وقضاء حاجات المؤمنين والاطلاع على احوالهم والاستعداد للمحتوم وعرفت معنى الانتظار فهو بين النفي والاثبات فالانتظار ينفي قبول الواقع ويثبت السعي وراء الافضل وصرت اتصور ايجابية الانتظار وثقل تكاليفه ولذتها , نعم أصبحت يا مولاي في مرحلتي الثالثة من لا اخشى الاعتراف له بأخطائي ومن افتتح صباحي بالكلام معه والبحث عنه بناظري ومن لاجله اجهد في اصلاح اعمالي التي تعرض عنده صلوات الله عليه فقط كي لا يحزن ولعمري كم احزنه !.
لم تعد تسكن برمودا فانت في كل مكان ولم اعد انتظرك لاقول لك شيئا ً لانك تسمعني في كل وقت ولم اتوقع ما تفعل فعند الاذان اعرف انك اول المصلين فاجتهد لاصلي في وقتها واشعر انك امامي تأمني تركع فنركع وتسجد ونسجد ووجوهنا معا الى قبلة الله فعندما استحضر هذا الشعور تتمدد روحي الى حيث لا يسعها جسد ويتملكني شعور بالامان والزهو باني مسلمة ولن ابحث لك عن مكان فانت في كربلاء في المحرم وعند كل المشاهد تزور وتدعي اكاد اشعر بلطف نسيمك مولاي .
عرفت اليوم ان المسلم هو الذي يحدد المسافة بينك وبينه وليس الامر متساوي للجميع فهناك من توفق للقرب منكم ومنهم من يسير في الطريق ومنهم من اضاع ومنهم من توقف وسكن وان الخاسر ليس من لا يمتدد عمره لعصر الظهور كما كنت اعتقد وانما الخاسر هو من لا يتوفق للبحث عن الطريق الرابط بينه وبين امامه فحجة الله لا تغيب عن الباحث عنها .
313 عدد تجرأت ذات يوم ان اتخيل نفسي من ضمن الحصة النسائية له رغم كل ذنوبي وتمسكت بدعاء العهد في كل صباح على امل ان اتم اربعين يوماً واستحق ان اكون من انصارك بهكذا تسلسل منطقي ورغبة في الجزاء عبر اقنية واجبات أأديها ومرت السنوات وصار هذا الدعاء ينبوع استقي من حروفه الامان وطريقا ً للنجاة وفي كل مرة اتلوه اتذوق جزء منه غاب عني في المرة السابقة وهكذا عرفت ان اجمل انواع الحب هو ما يكون منه بدون مقابل عرفت ان حبكم في الله وبعيدا ً عن التفكير بالجزاء يكون كالماء الزلال النازل على الصدور المستعرة ولم اعد احزن ان نسيت تلاوته يوما ً لاني ساشتاق اليه في الصباح القادم بعيدا ً عن اتمام الاربعين يوم من عدمها ! .
استشفينا يا مولاي من العهد والندبة ان 313 ثلة لا يصل اليها من تلاطمت بوجهه امواج الذنوب وهو بين راكب وغارق وقلبه بين اقبال وادبار لذا فاعذر جرأتنا وخص ذريتنا بدعائك فعسى ان نوفق لاعدادهم لما يليق بأن يلحقهم بركبك مولاي , مولاي الكون ينبض بك و بعهود الله ومواثيقه والباحث عنك ليس بتائه ولكن نفتقد اقامة العدل الجماعي نفتقد دولة كريمة يعز بها الاسلام واهله فعجل الينا فنحن ..................
بنتظارك يا زهرة النرجس
خادمتكم بغداد
اسعد الله ايامكم اخوتي واخواتي القراء والعاملين في براثا أسعد الله ايامكم بالخير والسرور ونسال الله في هذه الايام المباركة ان يرزقنا واياكم الثبات والتوفيق لمراضاته عز وجل انه سميع الدعاء
https://telegram.me/buratha