أحمد ماضي الفريجي
الكثير من الأمور التي باتت تشكل هاجساً لدى العراقيين هذه الأيام هي في ظاهرها أمور تصب في الصالح العام، الغاية منها وضع العملية السياسيّة على المسار الصحيح وبالتالي الدفع باتجاه تصحيح الأخطاء و الالتفات إلى البناء والإعمار ورفع المستوى المعيشي للعراقيين، ظاهراً كل التجاذبات الهدف منها ما سبق وهذا ما نشاهده ونسمعه كل يوم من على شاشات التلفاز ووسائل الإعلام الأخرى، الغريب ان جميع الكتل المتنازعة تتحدث تحت سقف الدستور وتستشهد ببنوده وفقراته وتعترض على خصومها وفقاً لما تضمنته هذه البنود، ومن وجهة نظر المواطن العراقي الذي أصبح لا يثق بكل الذي يجري على الساحة السياسية ( وهذا أمر طبيعي بعد كل ما شهدته العملية السياسية من إخفاقات ونكث للوعود وغبن لحقوق الناس وفضائح الفساد التي لم يشهد التاريخ لها مثيل)، فرقعة عدم الثقة هذه أخذت بالاتساع لكي تصل إلى النخب والمثقفين الذين كانوا يوماً ما مدافعين عن حكومة العراق الجديد وسياساتها، فما عاد الظاهر يكشف عن الحقيقة أبداً وصار الشك والريبة هم الأساس في التعامل مع ما يحدث يومياً، وبدل ان ينظر إلى موضوع سحب الثقة عن المالكي بأنه طلب دستوري نابع من حرص حقيقي على تصحيح الأخطاء أو إجراء إصلاحات حقيقية ملموسة أصبحت الناس تنظر إليه وكأنه (واقصد موضوع سحب الثقة) لعبة سياسية أو سلاح من أسلحة الحرب على الآخر، أو صفقة سياسية المراد منها تحقيق مكاسب اكبر او او او ........ الخ ، بالنتيجة فان أكثر الأزمات التي تلم بعمليتنا السياسية الهشة هي فقط لإضافة مكاسب حزبوية فئوية وهذا هو الأهم بالنسبة للكثير من الكتل السياسية ، هذا قطعاً ليس رأيي الشخصي وإنما تسالم عليه الناس بعد أن شهدوا أداءهم وعرفوا ذلك معرفتهم لأسمائهم، الكثير من الأمور لا يتشابه ظاهرها مع باطنها ولكن هذا لا يعني ان سحب الثقة أمر مرفوض أو ان المطالبين به ليسوا وطنيين، ولكن بما أن الأخضر ضاع بسعر اليابس فان ( البقر تشابه علينا ) وما عدنا نفرق بين سحب الثقة لأجل الناس والوطن وسحب الثقة الكيدي ألمصلحي العدائي.
https://telegram.me/buratha