مرتضى الفتلاوي
ما زال أهلي في الجنوب يحلمون بشرب مياه غير آسنة، ومازال أهلي في الجنوب يحلمون بأن يأكلون رغيف الخبز وهو ممتزج بذرات الكرامة التي أبيحت واغتصبت منذ سنين طوال، ومازال أهلي ينتشون بأحلام الأموات ويتخذون من الآتي حلماً محضاً علهم يخرجون من بوتقة وشرنقة تلك الأمنيات التي يُتاجر بها وحوش الأرض، وتجار الدماء، وصناع الأوهام، وأمراء الرذائل، ولوردات الحروب، ومنظري "إسلام الصحراء".وأنا أتابع صور الاحتفال الذي أقامته نقابة الصحفيين "سيئة الصيت"، بذكرى عيد الصحافة، انتابتني زفرات الألم والوجع والأسى، وغصت بذاكرتي بعيداً بعيداً، ليس لأن الاحتفال كان يندى له جبين الإنسانية والأخلاق، بل لأنه ذكرني بابن العوجة عدي صدام، وجعلني انظر للاحتفال كما لو انه صفحة أخرى من صفحات ذلك الماضي الحقير والمتدني الذي جعلنا نعيش في قمة ظلمات الأرض ونتانتها مع فارق اختلاف الشخوص والمكان والزمان، حقاً إن ما حصل على حدائق الزوراء يفترض أن يحسب له ألف حساب وحساب.ولا تقولوا ماذا جرى؟، إذ كان سبب تأخري عن الكتابة عن هذا الحفل المقرف هو إني أردت أن أتطقس الحقيقة بنفسي وتم لي ما أردت، خمسة ملايين دولار مقابل مجيء تلك الشخصيات المتدنية والمتساقطة خلقاً وذوقاً وفكراً وأدباً، واقسم بربي هي نفس الشخصيات التي كان ابن الطاغية المقبور يمنحها الفلل والأموال وكابونات النفط من مؤسسة الرذيلة والذبح قناة الجزيرة، ورغدة والصبايا والمطايا، من المتساقطين والمتساقطات، ومن المبتذلين والمبتذلات، ومن القذرين والقذرات، ومن المتدنين والمتدنيات، ومن التافهين والتافهات، ومن الراقصين والراقصات، ومن العاهرين والعاهرات، تخيلوا بأن "5" ملايين دولار، تصرف على تكلفة المأكل والمشرب والفنادق وأجرة الطائرات والهبات والعطايا والبغايا، فمرحى لكم أيها الأبطال ومرحى لكم يا من أمتعتمونا بانجازاتكم التي تكلم عنها الأبعدون والأقربون، وأشاد بها دولة رئيس الوزراء، المنتمي للحزب الذي يدعي بأنه يحمل فكرة الدعوة ولا ادري أية دعوة؟!، هل هي الدعوة التي قدمت لــ "مادلين مطر"، كي تستعرض جسدها أمام رجالات الصحافة، أم هي الدعوة لليالي "الهشك والبشك"، هل هذه هي صحافتكم التي تتشدقون بها جهاراً ونهاراً، بالله من انتم؟، ومن خولكم بإقامة تلك الحفلات الماجنة والمتساقطة بقمة السقوط، من أباح لكم استخدام المال العام وهو ملك لأولاد الخايبة بإحياء الليالي الحمراء وشرب الخمور والتهافت نحو الفجور، هل تعلمون بان ثلث أطفال العراق ينامون بالمستشفيات، وهل تعلمون بأن هناك 3 ملايين امرأة أرملة لا تملك ثمن شراء قوت يومها لأطفالها، هل تعلمون بأن العراق يضج بالجياع والفقراء الذين لا يملكون ثمن شراء فاتورة الدواء، فمن أنتم؟.ألف مرحى لكم ونهنئكم من صميم قلوبنا، يا من حملتم العراق نزيفاً وألماً، ودافعتم عن حياض الحقيقة وميدانها الوضاء بدمائكم وأرواحكم!!!!، شكراً لكم لأنكم علمتمونا بل وأفصحتم لنا عن حقيقتكم القذرة، أكثروا من تلك المهرجانات والحفلات والخمور والراقصات، فالمال مال الله وانتم رعايا الله، على فكرة ثمّة حقيقة عليكم أن تتعلموها وتؤمنوا بها وهي إن ما فعلتموه هو تعبير شاخص وواضح ومحض حقيقة يعبر عن أخلاقكم وإمكانياتكم ومستواكم، فصحفكم التي تمسح بها الأحذية هي خير دليل على ذلك فصفحاتها لا تتعدى 3 صفحات مسروقة من الانترنت، و2 تلميع وتطبيل لقائدكم الأوحد، و5 صفحات صوراً لراقصة وأخبار المبتذلين والمكياج والجنس والبغاء، هذه هي حقيقتكم واذهبوا إلى الجحيم انتم ومهرجانكم البائس والضحل والهابط، فلستم سوى "جنرالات جنس"، والسَّلام.
https://telegram.me/buratha