المقالات

ما أحرصكم على مصالحكم وما أتعسنا بكم!!**

436 12:56:00 2012-07-04

عون الربيعي

من المفارقات الغريبة ان لهجة التخوين وسط عملية سياسية متعثرة تحتاج إلى التكاتف في سبيل الوصول إلى حلول مرضية للازمة التي مازالت موجودة ولها ما يدعمها على الأرض، فبعد قعقعة سيوف وجحافل الفرقاء وكثرة زئير بعضهم على البعض الآخر، لم يكسب شعبنا في ظل هذه التوترات غير مفخخات الإرهابيين وعصابات القتل وان حملنا الأمر على حسن الظنّ فأن سياسيينا سمحوا لهؤلاء القتلة بالعودة من جديد لإبادة أبناء شعبنا وقتله بدم بارد،وإلا فأن جانباً كبيراً من الاتهامات تؤكد ضلوع بعض القيادات أما بصورة مباشرة أو بالتغاضي عن العمليات الإجرامية، مما يشكل تشجيعاً لمرتكبيها في مواصلة عملياتهم بدعم وتمويل عروبي واضح لا يحتاج إلى تأويلات، ولو ربطنا مابين المتغيرات الأخيرة وتطورات المشهد العراقي والإقليمي فسنجد أن الصفقات والاتفاقات التي دار الحديث عنها والتي أعد لها بشكل مكثف في تركيا والرياض والدوحة وحتّى في عمان تؤكد أن اختفاء المطلوب للقضاء طارق الهاشمي إنما جاء لبدء مرحلة جديدة هي الأخطر في مسلسلات التآمر على العراق وشعبه، ففي نفس التوقيت الذي يهرب فيه الهاشمي أو يتم التستر على إخراجه من تركيا يعقد اجتماع العراقية في عمان ؟؟، ولماذا عمان عاصمة الأردن التي عاشت أسبوعاً ساخناً من اللقاءات الروسية الأمريكية الصهيونية وسط هذا كله وقريب من هذه التوقيتات المثيرة للشكوك تعصف مفخخات الإرهابيين في شارعنا وتقتل أبنائنا؟؟، رُبّما هي رسالة موجهة من جميع الأطراف الإقليمية ( السعودية قطر تركيا)، فالأولى والثانية تمول وترسم مسارات التأزيم، وتركيا الثالثة تخطط وتقدم الدعم، كما ان القاعدة (أكذوبة العصر) تقوم بالتنفيذ المباشر، والعراقية التي تدعي وطنيتها تتفرج وتضغط وتتآمر بعد أن أُتيح لبعض قادتها، ذلك فهذه الترجيحات والربط بين أطراف لا تريد الاستقرار للعراق وشعبه وعمليته السياسية فهل هناك سيناريو آخر أقذر من الذي عشناه ونعيشه، اليوم يمكن أن يكون قابلاً للتطبيق وإلا لماذا تستمر الأمور بهذه الطريقة الدموية، وهل أن الاحتلال الذي يدعون مقاومته تلبس أجساد الفقراء فحلوا محله ليكونوا الهدف الأسمى لكل هؤلاء وكلهم بلا استثناء عبيد وخدم لما يسمونه الاحتلال الذي طالما وقفوا يستجدون النصرة منه، وحاولوا إقناعه جاهدين، أنهم البديل الذي سيحمي أمن إسرائيل ويكون الطرف الأكثر انسجاماً مع دول الاعتلال (الاعتدال) العربي، لمواجهة خطر إيران المزعوم, وغير بعيد عن هذا الموضوع لابدّ من أن نتساءل وبإلحاح هل وجود مثل هذه المحاور والمؤامرات يبرأ ساحة الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة تحديداً من مسؤولياته تجاه أبناء شعبه الذي دعم قائمته الانتخابية وأستهوته شعارات صاحب المنجز الأمني و(الأمن والأمان )، فهل هذا جزاء من ينتظر أن تحمى نفسه وماله وأسرته وأبناء بلده، أم أن السير خلف الأزمة والدخول في معتركها يبيح لدولة الرئيس المالكي تقديم القرابين السخية لأجل أن يستمر ولو بتولية البعثيين واجتثاث المخلصين وتطبيق استراتيجيات غبية لن تكون يوماً البديل، والأفضل هو استقدام المخلصين ورعايتهم وتمكينهم من أداء أدوارهم ومهامهم الأمنية خدمة لهذا الشعب المحروم، وكم من نجاح تحقق لكن دوافع الغيرة والخوف من ان تحسب النجاحات لهذا الطرف أو ذاك ممن رفضوا تغيير وجهتهم بعد أن عرض عليهم صراحة الانقياد للمالكي والسير في ركبه ومغادرة خانة الوفاء والإخلاص لغيره، وان كان هؤلاء من احرص الناس على العراق الجديد واستمرار نجاحاته ليرمى بهم في الشارع بلا حول ولا قوة، ناهيك عن إحلال قيادات بعثية متلونة بائسة لا تمتلك من الخبرة والكفاءة الشيء الكثير، فضلاً عن تورط بعضهم بأعمال قتل للعراقيين إبان حكم المقبور صدام وها هي النتيجة يا سيدي دولة الرئيس فالموت المجاني الذي يوزعه غرمائك عبر بطانتك يوزع بسخاء لنعود ونخون الجميع لأنهم اثبتوا عدم حرصهم لا على العراق ولا على أبنائه.. إنكم جميعاً حريصون فعلاً لكن على مصالحكم وأسماءكم وألوان ربطات العنق التي ترتدونها أكثر من كل الأشياء الأخرى!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك