الحاج هادي العكيلي
عفواً سيدي القارىء لم أقصدك ، بل كانت والدتي تناديني عندما لا أرى طريقي الذي أسير به بصورة صحيحة ،فقد كنت كثير الحركة داخل البيت واحياناً لا أنتبه الى الاشياء الموجود في الطريق أو على الرفوف ونتيجة الحركة تنكسر قسماً منها وخاصة المواد القابلة للانكسار مثل صحن او قدح او مزهرية وغيرها من المواد ،فيعلى صوت والدتي حرصاً منها على اشياءها وتقول بأتجاهي ((عمى ...يعميك )) ،واحياناً أُكلف بالبحث عن بعض الاشياء بأمراً منها فأبحث عنها ولم أجدها بالرغم من هذا الشىء موجود في المكان الذي وصفته ،فيعلى صوتها ما تشوف (( عمى ...يعميك )).نقول اليوم ((العمى ..يعميك)) واقصد الذي يبحث عن مصلحته الشخصية ويترك مصلحة شعبه ،واقصد البرلماني الذي ضاع في خضم هذه الازمة السياسية ولا يعرف طريقه ،واقصد الوزير الذي تولى وزارته عن طريق المحاصصة وجعلها وكراً أمناً لتعيين اقاربه واعضاء حزبه ولم ينظر الى أبناء شعبه ،واقصد المدير العام الذي لم يفعل دوره اتجاه المصلحة العامة ويفعله اتجاه المصلحة الخاصة ،واقصد السياسي الذي يترك العمل بالدستور ويعمل بالصفقات المشؤمة ،وأقصد الذي لايصدق عملية سحب الثقة ويعتقد انها مشروع وهمي ،واقصد المسؤول الذي يطلع بطلعته البهية من على الشاشات الفضائية ويطلق كذبة نيسان ، واقصد الذي لايميز بين اللعبة السياسية واللعبة الالكترونية ،واقصد الذي يبحث عن مخرج للازمة السياسية خارج حدود بلده ، واقصد الذي يقتنع بالحل ولا يوافق عليه ، واقصد الذي يوقع على مسألة ثم يسحب توقعيه بحثاً عن المنافع الشخصية ،واقصد العسكري الذي يكون ولائه للقائد وليس ولائه للوطن ،واقصد المقاول الذي يدفع الرشاوي مقابل ان ترسو عليه المقاولة ولم يحسن في عمله ،واقصد الموظف الذي لا يعمل باخلاص بل من اجل قتل الوقت ، واقصد المعلم الذي لا يضع ضميره في عمله بل يضع المادة امام عينيه ، واقصد الفلاح الذي لا يزرع أرضه ويبحث عن وظائف أُخرى ،واقصد العامل الذي لا يعطي انتاج بل يقضي وقته بالتسخت ، واقصد الاعلامي الذي يبيع قلمه وراء حفنة من المال ، واقصد الطالب الذي يقضي معظم وقته دون مذاكرة ويريد النجاح ،واقصد العراقي الساكت على ظلم الظالمين ولم يحرك ساكناً ، واقصد المواطن الذي يقول ان هذه حكومة مثالية في خدمة الشعب ، واقصد الناس الذين ذهبوا وصوتوا الى برلمانيين لايهشوا ولا ينشوا ،واقصد الشخص الذي ذهب وصوت الى احد اعضاء البرلمان دون ان يعرف عنه أي شىء بتوجيه من حزبه وتياره ،واقصد التاجر الذي يزور الماركة من اجل ان يربح قليل من الدولارات ، واقصد الكتل السياسية التي لا تعرف خدمة الشعب عدا خدمة مصالحها ، واقصد..... واقصد ...... واقصد نفسي حين ترى الحقيقة ولم تكتب عنها ...
https://telegram.me/buratha