المال وألأختلال

الدكتور مجيد الشرع: استاذ جامعي

المال وألأختلال

The fund And its distribution

هذا العنوان يجسد في معناه العام تطبيقات المال في امور المعاملات وطرق توزيعها حيث يعد المال عنصر التحرك في تمرير المعاملات وخاصة في المؤسسات الهادفة للربح، وقد جسد القرآن الكريم اهمية المال في مواضع عدة حيث يأتي سردها حسب مقتضى النص القرآني ومن جملة الامور التي نستشهد بها في مجال هذه المقالة قوله تعالى:

"و تحبون المال حبا جما سورة ألفجر آية 89""

ومن منطلق عموم تفسير هذه الآية الكريمة تحبون جمع المال ولا تنفقونه في خير وقيل يحبون كثرة المال فيجمعونه من غير وجهه ويصرفونه في غير وجهه كما جاء في تفسير مجمع البيان للطبرسي.

وهذا التفسير يشير الى دلالة منطقية لأهمية المال في الحياة وا ن جمعه واكتنازه يؤدي الى تعطيل العمل والفائدة المقصودة من استغلاله حيث يؤدي ذلك الى الاختلال الذي نقصده من سوء التوزيع

وفي العراق هناك امثلة واقعية مهدت وتمهد للاختلال في اكتناز الاموال سعيا من قبل اولئك الذي اتى بهم القدر ليكونوا ممن بيدهم تسييل الاموال في مجالات ظاهرها خدمة الدولة وباطنها الاستفادة الشخصية ومن خلال زيارات ميدانية ولقاءات في دورات تدريبية مع موظفين وعاملين في شتى الاتجاهات نلمس من ثنايا الاحاديث ادراك اولئك المتدربين للفساد وتشخيص دلالته واتخاذ طرق ملتوية في سبيل الحصول على النفع الشخصي ومن جملة مايشار اليه في هذا المجال هو ان الشخص المسؤول لا يرض في تفعيل الانتاج في مؤسستة وانما يرغب الاستيراد ويبرره بأن كلفةالانتاج عالية

وتكون السلعة المستوردة هي اقل كلفة وهو يستبطن غرض ما وفي هذا المجال لا نريد تتبع حالات بعينها ثم نصل الى درجة التعميم ولكن نركز على الاهمية في استغلال المال في موارده المشروعة وكذلك وضع الشخص المناسب في المكان المناسب كما يقترح كثير من الكتاب والمسؤولين

والذين هم يحرصون على تقدم البلد بأساليب مدروسة ومحاولة ابعاد من استغل الضعف العام في تبرير معاملات غير مشروعة حيث تتكشف لنا يوم بعد يوم اساليب اولئك المفسدون ومنها طرق التهديد التي يتبعونها في حالة كشف حالاتهم وهم بهذه المناسبة اضعف ممن يتخذ أي اجراء بسبب موقفهم المهزوز اصلا.

وبناءا لى هذا التنظير بودنا طرح الامور الآتية التي هي حاضرة المعنى غائبة التطبيق في حالات عدة من اجل عرض التدفقات النقدية التي اضحت الآن من ضروريات النشاط المالي لأية مؤسسة وخاصة المؤسسات الهادفة للربح.

اولا: عرض التدفقات النقدية من النشاطات التشغيلية:

وهي النشاطات الرئيسة لتوليد الايرادات للمؤسسة وما يتخللها من مصروفات متعلقة بالنشاط الجاري للمؤسسة من غير النشاط الاستثماري والمالي.

وتعرض المؤسسة التدفقات النقدية من النشاطات التشغيلية باستعمال أي من الطريقتين الآتيتين:

أ- الطريقة المباشرة :وبموجبها يفصح عن التبويبات الرئيسية من إجمالي المقبوضات النقدية وإجمالي المدفوعات النقدية ويجري الحصول على هذه التبويبات أما :-

أولاً: من السجلات المحاسبية للمنشاة .

ثانياً:تعديل المبيعات وكلفة المبيعات ( إيرادات الفوائد وما شابهها ومصاريف الفوائد وما شابهها في المؤسسات المالية ) ، وأية مفردات في قائمة الدخل بآثار:

 

( 1 ) التغيرات الحاصلة خلال الفترة على الخزين والمدينين والدائنين عن النشاطات التشغيلية.

( 2 ) المفردات غير النقدية الأخرى.

( 3 )المفردات الأخرى التي تكون آثارها النقدية من تدفقات نقدية استثمارية أو تمويلية.

ب-الطريقة غير المباشرة : وبموجبها يعدل صافي الربح أو الخسارة بآثار المعاملات التالية :-

( 1 ) التغيرات خلال الفترة على الخزين والمدينين والدائنين عن العمليات التشغيلية.

( 2 ) المفردات غير النقدية مثل الاندثارات ، المخصصات ، الضرائب المؤجلة ، أرباح وخسائر العملة الأجنبية غير المتحققة.

( 3 ) جميع المفردات الأخرى التي تكون آثارها النقدية تدفقات نقدية استثمارية أو تمويلية.

ويمكن عرض هذه الطريقة ببيان الإيرادات و المصاريف الظاهرة في كشف الدخل والتغيرات الحاصلة خلال الفترة في المخزون و المدينين و الدائنين عن العمليات التشغيلية.

ويفضل استخدام الطريقة المباشرة في عرض التدفقات النقدية للنشاطات التشغيلية لأنها تقدم معلومات اشمل في تقدير التدفقات النقدية المستقبلية من تلك التي تقدمها الطريقة غير المباشرة.

ثانيا:عرض التدفقات النقدية من النشاطات الاستثمارية و التمويلية:

تعد المنشأة عرضاً مستقلاً بالتدفقات الرئيسية لإجمالي المقبوضات النقدية وإجمالي المدفوعات النقدية الناشئة عن النشاطات الاستثمارية والتمويلية ويعبر عن النشاطات الاستثمارية في هذا الصدد هي النشاطات الموجهة للحصول على الموارد لتوليد الدخل والتدفقات النقدية المستقبلية،

اما النشاطات التمويلية من امثلتها المقبوضات النقدية من اصدار سندات القرض، الكمبيالات.

ثالثا:عرض التدفقات النقدية للعملات الأجنبية

1-تسجل التدفقات النقدية الناشئة عن المعاملات بالعملة الأجنبية بالدينار العراقي وذلك باستعمال سعر التحويل بالعملة الأجنبية بين الدينار العراقي والعملة الأجنبية في تاريخ التدفق النقدي.

2-تترجم التدفقات النقدية للشركات التابعة بسعر التحويل بين الدينار العراقي والعملة الأجنبية بتاريخ التدفق النقدي.

3-تظهر التدفقات النقدية المحددة بعملة أجنبية بطريقة تنسجم مع الآثار االمترتبة لأحتساب اسعارالعملة الأجنبية وهذا يتيح استخدام أي سعر تحويل مقارب للسعر الفعلي. وعلى سبيل المثال يمكن استخدام معدل أسعار التحويل الآنية للفترة في ترجمة التدفقات النقدية للشركات الأجنبية التابعة.

4-لا تعد الأرباح والخسائر غير المتحققة الناشئة عن التغيرات في أسعار التحويل للعملات الأجنبية بمثابة تدفقات نقدية ، إلا أن اثر تلك التغيرات على النقد ومكافئاته المملوكة أو المستحقة تظهر في كشف التدفق النقدي وذلك لغرض مطابقة النقد ومكافئاته في بداية ونهاية الفترة ، وتعرض هذه التغيرات بشكل منفصل من التدفقات النقدية للأنشطة المختلفة.

رابعا:البنود غير العادية

يفصح بصورة مستقلة في كشف التدفق النقدي عن التدفقات النقدية المتعلقة بالمكاسب أو الخسائر الناتجة من حوادث وعمليات مميزة عن النشاطات العادية للمنشاة والتي لا يتوقع لها أن تتكرر بانتظام ( ويطلق عليها البنود غير العادية ) ، حسب نشوئها من النشاطات التشغيلية ، الاستثمارية أو التمويلية ، وذلك لتمكين مستخدمي البيانات المالية من فهم طبيعتها وآثرها على حاضر ومستقبل التدفقات النقدية للمنشاة.

خامسا:الفوائد ومقسومات الأرباح:

يجب الإفصاح عن التدفقات النقدية عن كل من الفوائد ومقسومات الأرباح المستلمة والمدفوعة وبشكل مستقل ، وتبويب كل منها بطريقة ثابتة من فترة إلى أخرى سواء أكانت نشاطات تشغيلية أو تمويلية أو استثمارية.

 

سادسا:- الأفصاح

يفصح عن إجمالي مبالغ الفوائد المدفوعة خلال الفترة في كشف التدفق النقدي سواء أكانت مصروفات تظهر في كشف الدخل أو مرسلمة بمقتضى القاعدة المحاسبيةالمتعلقة برسملة نفقات الاقتراض.

سابعا-تبويب الفوائد:

تبويب الفوائد المدفوعة والمستلمة ومقسومات الأرباح المستلمة كتدفقات نقدية تشغيلية في المنشآت المالية ، إلا أن هناك عدة بدائل في تصنيف هذه التدفقات النقدية في المنشآت الأخرى، إذ يمكن أن تصنف كتدفقات نقدية تشغيلية لأنها تدخل في تحديد صافي الربح أو الخسارة ، وكبديل أخر يمكن ان تصنف كتدفقات نقدية تمويلية لأنها تمثل تكاليف الحصول على مصادر الأموال ، أو تدفقات استثمارية لأنها تمثل عوائد عن الاستثمارات ، ومهما كانت التصنيفات فيجب الثبات على التصنيف المعتمد من سنة مالية إلى أخرى.

ثامنا: مقسوم الأرباح:

بالنسبة لمقسوم الأرباح المدفوعة فيجوز تبويبها كتدفقات نقدية تمويلية لأنها تمثل تكلفة للحصول على مصادر الأموال ، أو تبوب كتدفقات نقدية عن النشاطات التشغيلية ، وذلك لكي تساعد مستخدمي البيانات المالية في تحديد قدرة المنشاة على دفع مقسوم الأرباح خارج التدفقات النقدية التشغيلية.

تاسعا:الضرائب على الدخل

تنشأ الضرائب على الدخل ، من الصفقات التي تزيد من التدفقات النقدية التي تصنف في كشف التدفقات النقدية كنشاطات تشغيلية أو تمويلية أو استثمارية ، وغالباً ما يكون من غير العملي تحديد التدفقات النقدية حسب طبيعة النشاطات لأنها قد تنشأ في فترة مختلفة عن الندفقات

النقدية للمعاملات موضوع البحث لذلك تصنف الضرائب المدفوعة عادة كتدفقات نقدية من النشاطات التشغيلية ، إلا عندما يكون بالإمكان تحديدها بشكل عملي كتدفقات نقدية من النشاطات التمويلية أو الاستثمارية وكلما كان ذلك مناسباً. وعندما يجري توزيع التدفقات النقدية الضريبية على اكثر من صنف من أصناف النشاط يجب الإفصاح عن المبلغ الكلي للضرائب المدفوعة.

عاشرا:الاستثمارات في الشركات التابعة والمشتركة

عندما تجري المحاسبة عن الاستثمار في أي شركة زميلة أو تابعة باستخدام حق الملكية أو طريقة الكلفة فأن المستثمر يحصر عرضه في كشف التدفق النقدي على تلك التدفقات النقدية بينه وبين المستثمر لديه ، مثال ذلك مقسوم الأرباح و السلف المقدمة.

وبالنسبة للمنشأة التي تظهر حقوقها في وحدة خاضعة للسيطرة المشتركة وفقاً لطريقة حق الملكية النسبية ، يجب أن تظهر في كشف التدفق النقدي الموحد ، حصتها النسبية من التدفقات النقدية في البيانات المالية الموحدة.

احد عشر :التملك وألأستغناء عن الحصص في الشركات التابعة ووحدات الأعمال الأخرى

تعرض بصورة مستقلة التدفقات النقدية المتجمعة والناشئة عن التملك أو ألأستغناء عن الحصص في الشركات التابعة أو وحدات الأعمال الأخرى وتبوب كنشاطات استثمارية.

حيث تفصح المؤسسة وبقيمة إجمالية موحدة عن الأمورألآتية بخصوص كل من عمليات التملك أو ألأستغناء عن الحصص في الشركات التابعة أو وحدات الأعمال الأخرى خلال الفترة :-

أ - القيمة الإجمالية للتملك أوالاستغناء.

ب- الجزء من قيمة التملك أو الأستغناء الذي تم تسديده بالنقد ومكافئاته.

ج- مقدار النقد ومكافئاته في الشركة التابعة أو وحدة الأعمال المقتناة أو المستبعدة.

د - مبلغ الموجودات أو المطلوبات من غير النقد و مكافئاته في الشركة التابعة أو وحدة الأعمال المقتناة أو المستبعدة حسب الفئات الرئيسية.

ومن الله التوفيق