سعيد ألبدري
قالوا لكل مقام مقال ولكلّ معضلة حل وبعيداً عن لغة الحلول التي يطالب بها الكل حتى أطرافها ومن يؤجج نارها ويساهم في استمرارها أنهم يطالبون بالحل رغم انه بالمتناول حيث جندت بعض الجهات السياسية والقيادات نفسها وطاقاتها وإمكانياتها وعلاقتها الطيبة من اجل بلوغه، ولكل الفرقاء ممن انتهجوا أسلوب المراهنة على الوقت في حلحلة الأزمة وهو أسلوب سوف لن يأتي بنتيجة وان جاء بنتيجة فنتيجته وقتية وسوف يرتد عليهم وتكون عواقبه وخيمة, إنّ التهديدات و التهديدات المقابلة فالفريق الذي يقف في صف سحب الثقة واستجواب المالكي يقابله فريق التغييرات الشاملة وحل البرلمان وحكومة الأغلبية والانتخابات المبكرة في وقت تبقى الأزمة تراوح في مكانها، هذا ان لم تفرخ أزمات أخرى وتتحول إلى عقد مستحكمة يريد البعض حلها بأكثر من طريقة، كلها تصب في تأزيم الأوضاع بشكل اكبر وأعمق, ان الحلول او المقترحات ووجهات نظر الفرقاء ان أعدنا قراءاتها بشكل موضوعي وجاد فأنها لم تكن ولن تكون حلولاً بقدر ما هي تهديدات ومقترحات مصلحية تنتهي بتعزيز حالة الانقسام وتقود البلاد إلى خارج غطاء الشرعية الدستورية وتعطل الحكومة المطالبة بتقديم الخدمات للمواطنين، كما انها تمنع البرلمان عملياً من تشريع القوانين وأداء المهام الضرورية لخدمة هذا الشعب المظلوم الذي وقع بين سندان الكتل المتصارعة وسندان غياب الحل الذي يخلق الانسجام بين السلطات، لا تبعية بعضها للبعض الآخر خارج الأطر الدستورية المعروفة، وهذا ما لا يجب أنّ يحصل, ان على الجميع بعد وصول الأمور إلى هذا الحد هو التفكير بإيجاد مخرج والعمل بجد والتفكير بالمصالح العليا عبر إعادة الاستقرار إلى العملية السياسيّة فمجلس النواب ينبغي أنّ ينشغل بأداء واجباته ومهامه الحقيقية التي هي مراعاة هذه المصالح وتنميتها كونه انتخب لأجل هذه الغاية، لا أنّ يتحول إلى ساحة صراعات كما ان على الحكومة أن تكون بمستوى الطموحات وتعمل على ترجمة برنامجها الخدمي المفقود أصلاً إلى عمل حقيقي على الأرض, بعيداً عن مصطلحات نحن الملائكة وغرمائنا هم الشياطين التي أصابت المواطن بالإحباط واكتفى بالدعاء على الأطراف المتصارعة بسرعة الزوال ولنفسه بتعجيل الفرج وهذه حقيقة نلمسها في أحاديث المواطنين في شارعنا العراقي, ان غياب الجدية وعدم صدق نوايا البعض حتى داخل الكتل نفسها يجعلنا أمام سؤال كبير هو لماذا يفكر كل فريق أو كل شخص بمصالحه الذاتية وفئة قليلة من مناصريه على حساب آلام وهموم الشعب العراقي بأجمعه، حتّى إننا نرى الخلافات طافية على عمل بعض اللجان أو أطراف بداخلها بتعبير أدق، ففي لجنة مثل لجنة الإصلاح السياسي التي شكلها التحالف الوطني بغية إجراء إصلاحات تخدم العملية السياسية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية نجد أنّ عدم استيعاب الآخر ومنحه مساحة من النقاش يلقي بظلاله على اللقاءات والاجتماعات حتى هبطت لغة النقاش هذه إلى أدنى مستوى لها وتحولت إلى شتائم وربّما عراك وتبادل اللكمات بالأيدي بين ممثل دولة القانون حيدر ألعبادي وممثل كتلة الأحرار بهاء الأعرجي، لولا تدخل بعض الحاضرين فهل ان مثل هذه التصرفات وهذه المواقف قادرة على إنتاج الإصلاحات التي ربّما تقود إلى الحلول مع غياب النية الصادقة وافتقاد بعض الأطراف لرؤية وطنية متكاملة، ولعلّ هذا كان السبب في استشراء الأزمات وغير بعيد عن ذلك وفي معسكر القائمة العراقية نلمس ذات اللغة ونفس التوجه بعد تعدد حالات الانقسام والتشفي على شاشات الفضائيات التي يطلقها نواب بحق آخرين كانوا يتبادلون معهم الابتسامات والنكات الطريفة, وهنا لابدّ من الوصول إلى هذه النتيجة المحزنة والمؤسفة بأنهم متشابهون في أغلب مواقفهم وتوجهاتهم متوحدون في خلق المزيد والمزيد من الأزمات والتعقيدات وكأنهم يقفون في خنادقهم ويتفننون في الفرجة على عذابات هذا الشعب الأبي دون أنّ يحركوا ساكناً أنهم هكذا للأسف.
https://telegram.me/buratha