المقالات

السياسيون يتخندقون في مواجهة الشعب

462 15:48:00 2012-07-02

سعيد ألبدري

قالوا لكل مقام مقال ولكلّ معضلة حل وبعيداً عن لغة الحلول التي يطالب بها الكل حتى أطرافها ومن يؤجج نارها ويساهم في استمرارها أنهم يطالبون بالحل رغم انه بالمتناول حيث جندت بعض الجهات السياسية والقيادات نفسها وطاقاتها وإمكانياتها وعلاقتها الطيبة من اجل بلوغه، ولكل الفرقاء ممن انتهجوا أسلوب المراهنة على الوقت في حلحلة الأزمة وهو أسلوب سوف لن يأتي بنتيجة وان جاء بنتيجة فنتيجته وقتية وسوف يرتد عليهم وتكون عواقبه وخيمة, إنّ التهديدات و التهديدات المقابلة فالفريق الذي يقف في صف سحب الثقة واستجواب المالكي يقابله فريق التغييرات الشاملة وحل البرلمان وحكومة الأغلبية والانتخابات المبكرة في وقت تبقى الأزمة تراوح في مكانها، هذا ان لم تفرخ أزمات أخرى وتتحول إلى عقد مستحكمة يريد البعض حلها بأكثر من طريقة، كلها تصب في تأزيم الأوضاع بشكل اكبر وأعمق, ان الحلول او المقترحات ووجهات نظر الفرقاء ان أعدنا قراءاتها بشكل موضوعي وجاد فأنها لم تكن ولن تكون حلولاً بقدر ما هي تهديدات ومقترحات مصلحية تنتهي بتعزيز حالة الانقسام وتقود البلاد إلى خارج غطاء الشرعية الدستورية وتعطل الحكومة المطالبة بتقديم الخدمات للمواطنين، كما انها تمنع البرلمان عملياً من تشريع القوانين وأداء المهام الضرورية لخدمة هذا الشعب المظلوم الذي وقع بين سندان الكتل المتصارعة وسندان غياب الحل الذي يخلق الانسجام بين السلطات، لا تبعية بعضها للبعض الآخر خارج الأطر الدستورية المعروفة، وهذا ما لا يجب أنّ يحصل, ان على الجميع بعد وصول الأمور إلى هذا الحد هو التفكير بإيجاد مخرج والعمل بجد والتفكير بالمصالح العليا عبر إعادة الاستقرار إلى العملية السياسيّة فمجلس النواب ينبغي أنّ ينشغل بأداء واجباته ومهامه الحقيقية التي هي مراعاة هذه المصالح وتنميتها كونه انتخب لأجل هذه الغاية، لا أنّ يتحول إلى ساحة صراعات كما ان على الحكومة أن تكون بمستوى الطموحات وتعمل على ترجمة برنامجها الخدمي المفقود أصلاً إلى عمل حقيقي على الأرض, بعيداً عن مصطلحات نحن الملائكة وغرمائنا هم الشياطين التي أصابت المواطن بالإحباط واكتفى بالدعاء على الأطراف المتصارعة بسرعة الزوال ولنفسه بتعجيل الفرج وهذه حقيقة نلمسها في أحاديث المواطنين في شارعنا العراقي, ان غياب الجدية وعدم صدق نوايا البعض حتى داخل الكتل نفسها يجعلنا أمام سؤال كبير هو لماذا يفكر كل فريق أو كل شخص بمصالحه الذاتية وفئة قليلة من مناصريه على حساب آلام وهموم الشعب العراقي بأجمعه، حتّى إننا نرى الخلافات طافية على عمل بعض اللجان أو أطراف بداخلها بتعبير أدق، ففي لجنة مثل لجنة الإصلاح السياسي التي شكلها التحالف الوطني بغية إجراء إصلاحات تخدم العملية السياسية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية نجد أنّ عدم استيعاب الآخر ومنحه مساحة من النقاش يلقي بظلاله على اللقاءات والاجتماعات حتى هبطت لغة النقاش هذه إلى أدنى مستوى لها وتحولت إلى شتائم وربّما عراك وتبادل اللكمات بالأيدي بين ممثل دولة القانون حيدر ألعبادي وممثل كتلة الأحرار بهاء الأعرجي، لولا تدخل بعض الحاضرين فهل ان مثل هذه التصرفات وهذه المواقف قادرة على إنتاج الإصلاحات التي ربّما تقود إلى الحلول مع غياب النية الصادقة وافتقاد بعض الأطراف لرؤية وطنية متكاملة، ولعلّ هذا كان السبب في استشراء الأزمات وغير بعيد عن ذلك وفي معسكر القائمة العراقية نلمس ذات اللغة ونفس التوجه بعد تعدد حالات الانقسام والتشفي على شاشات الفضائيات التي يطلقها نواب بحق آخرين كانوا يتبادلون معهم الابتسامات والنكات الطريفة, وهنا لابدّ من الوصول إلى هذه النتيجة المحزنة والمؤسفة بأنهم متشابهون في أغلب مواقفهم وتوجهاتهم متوحدون في خلق المزيد والمزيد من الأزمات والتعقيدات وكأنهم يقفون في خنادقهم ويتفننون في الفرجة على عذابات هذا الشعب الأبي دون أنّ يحركوا ساكناً أنهم هكذا للأسف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك