عبد الكريم ابراهيم
العراقيون يطلقون على الامور غير الواقعية وتتخللها احداث مثيرة بانها ( فيلم هندي ) لان اغلب الافلام من هذا النوع تكون ذات نهايات مأساوية يختلط فيها صوت الرقص والطبل مع ازيز الرصاص ولكن مشكلة السكن تخطت هذا المفهم لتحاكي احد الافلام العربية الذي يدور حول شاب يسعى الى ان يبني عش الزوجية والذي هو عبارة عن شقة متواضعة .هذا المطلب دفع الشاب الى التغرب في احدى دول الخليج وبعد ان عاد وجد ان سعر الشقة قد ارتفع عما سبق ،فقرر العودة من حيث اتى وجمع المبلغ الاضافي وهكذا امضى بطل الفيلم حياته في جمع المال دون ان ينال حلمه في الحصول على شقة المستقبل . مشكلة السكن في العراق اشبه ما تكون بقصة بطل الفيلم العربي لان اطلاق السلف جعل العقارات ترتفع بشكل جنوني والنتيجة ان الذي حصل على سلفة السكن بعد ( شلعان القلب) وجد انها لاتفي بالغرض المطلوب ،وعليه ان يبحث عن مبلغ اضافي يكمل فيه سعر الشراء ،اما الذين يحلمون في عز الصيف فقرروا انتظار مشاريع الاسكان الرخيصة -وما اكثرها في الاعلام واقلها على ارض الواقع - حيث إن على مواطننا الكريم الانتظار سنوات طويلة للحصول على شقة في مشروع بسماية وعشرة في عشرة ومعسكر الرشيد وغيرها .هذه الاحلام المؤجلة قد تعثرت ايضا في ظل وجود صراعات ونزاعات في تقاسم الصلاحيات بين الجهات الحكومية من امانة بغداد وهيئة الاستثمار ووزارتي المالية والبلديات فضلا عن القوانين القديمة التي مازال العمل سارٍبها والتي تعود الى حقبة النظام السابق .كل هذه العوامل دفعت الكثير من المواطنين الى السكن في بعض العشوائيات والمناطق الزراعية حيث ان هناك وعوداً من قبل بعض الجهات بتحويل بعض الاراضي التي تنطبق عليها الشروط الى سكنية بعد الحصول على الموافقات الرسمية . خلال هذه المدة ماذا يفعل العراقي الذي اتعبته الايجارات المرتفعة؟ هل ينتظر ان تنفد سنوات جديدة من عمره الذي اكلته الحروب والنزاعات ؟ المنطق يقول ( العطشان يكسر الحب ) وهذا الذي دفع بعض العراقيين الى السكن في مناطق التجاوز والدوئر الحكومية وغيرها لعدم وجود حلول حقيقية لازمة السكن في العراق سوى الوعود الخالية .
https://telegram.me/buratha