بقلم : وسام نعش الاسدي
لن انسى ابدا اهتمام (والدي) بدراستي وحرصهم الشديد على متابعة دروسي وانا اخطو اول خطوة واتعلم (دار دور) الا اني كنت اقابل هذا الاهتمام بالكراهية للدراسة, وكنت استخدم كل الحيل والمكر الطفولي البريء كي اتخلص واهرب من الدراسة ولكن حب الوالدين لخير ولدهم كان اكبر واقوى حيث انتظمت في دراستي وانا اصارع الايام والاعوام , وادركت بعد سنين طويلة وعرفت ان الحق مع والدي وانهم لهم الفضل كل الفضل لما وصلت اليه والحمد لله ، وفي نهاية اكمال مراحلي الدراسية كانت طموحاتي تدفعني الى الجد اكثر واكثر لكي استطيع ان اتنافس مع من كانوا معي للحصول على الشهادات العليا الماجستير والدكتوراه . ولكن واه الف مرة ومرة من لكن هذه التي نحن صنعناها او هي التي تحاول ان تصنع نفسها ، على العموم انه في الوقت الذي كنت فيه نشطا ومندفعا لاكمال دراساتي العليا وجدت اناس ليس لهم علاقة بالدراسة قد تصدروا المواقع القيادية في المجتمع الجديد وليس هذا فحسب بل انهم وبقدرة قادر هذا القادر المجهول لعمي العيون والبصيرة لكنه معروف لاصحاب العقول ، هذا القادر المجهول هيء كل السبل لهؤلاء (الجهلة) حيث حصلوا على شهادة الدكتوراه او الماجستير وانا قدمت الدكتوراه على الماجستير لانه وبصريح العبارة هناك من حصل على الدكتوراه دون المرور بالمرحلة الجامعية الاولية ودون المرور بمرحلة الماجستير وحتى عدم المرور بالمرحلة الاعدادية الامر الذي جعلني اشعر اني قد اضعت سنين عديدة بالدراسة وهناك اناس يستطيعون تحقيق نفس المكاسب بل اكثر بكثير بوقت قصير جدا .لم اسعى بعد الذي حصل ويحصل وهو اهانة العلم من قبل شرذمة دخيلة على الفكر والعلم لم اسعى من اجل الحصول على شهادة الماجستير لاني شعرت بوجود حاجزا كونكريتيا عاليا حتى اني تخيلت ان هذا الحاجز قد حجب اشعة الشمس من الوصول الي , ورغم امتلاكي لكل مقومات وشروط مواصلة الدراسات العليا الا اني لم اواصل دراستي وذلك احتجاجا واستنكارا للجريمة التي تقوم بها هذه الشرذمة ، كما اني لم اسمح لنفسي ان اكون بمستوى واحد معهم وعلى نفس المقعد الدراسي وانا اعرفهم من هم وقبل كل شيء هم يعرفون انفسهم ويعرفون ارضيتهم (الرخوة) التي يحاولون ان يشيدوا عليها بناء الوهم والخيال الذي لا يمكن ان يعلو او يستمر حتى في احلامهم المريضة ! وهذ الامر ذكرني بشخص ايام النظام البائد قد حصل على مقعد بسبب حصوله على 10 درجات اضافية على المعدل وتميز وذلك لانه صديق وابن صديق وكلمة (صديق ) كانت تطلق على بعض الناس الذين يمتلكون هويات خاصة تسمى صديق البائد صدام .وحقيقة ان الواقع الذي نعيشه واقصد به واقع الحصول على الشهادات العليا هو واقع مرير جدا وكيف لا يكون مريرا ونحن نرى اناس يحصلون على هذه الشهادات وهم لا يملكون ابجديات الدراسة الاعدادية و كذلك عملية الشهادات المزورة والتي تشترى بالاموال واصبحت هذه الشهادات تباع في (علوة بطيخ للدراسات العليا ) ولكن الفرق بين اصحاب الشهادات العليا المحترمة واصحاب شهادات علوة البطيخ ان ان المتخرجين من العلوة هم من يقيموا اصحاب الشهادات الحقيقية والمكانة الاكاديمية الراقية وليس هذا فحسب فأن اصحاب علوة بطيخ يحاولون جاهدين ان يعصروا ويشربوا كل ما هو شريف في بلدي . واخيرا اود ان اشير الى انني اقتنعت اخيرا باني سوف انام وانا قرير العين واني اغنى من غيري والفضل لله والسبب ان البطيخ له موسم وينتهي واعتقد ان موسم البطيخ انتهى فعلا او انه وصل الى النهاية. واود في نهاية مقالي هذا ان اسأل اصحاب المناصب في هذه العلوة هل ينامون بارتياح كما انام انا ؟ ام ان ان كابوس النزاهة يلاحقهم ؟.
https://telegram.me/buratha