المقالات

العقدة السياسيّة وتفقيس الأزمات

513 09:06:00 2012-07-02

حيدر عباس النداوي

يبدو أنّ خارطة الواقع السياسي في العراق تسير باتجاه تفجير الموقف الداخلي والسير الحثيث نحو بوابة الفوضى الخلاقة والفراغ والاحتراب السياسي والطائفي مع وجود مؤشرات كثيرة تنبأ بهذا المستقبل المحزن والذي تعمل على تهيئة الظروف المناسبة له الاطراف المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية دفعا وكأنها عروس تزف الى حبيبها في ليلة بدرها.والأمر المستغرب والذي لا يوجد له أيّ تفسير هو هذا العداء بين الأطراف المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية وكأنهم لم يلتقوا يوماً على طاولة التفاهمات والحوارات وعقد الصفقات وعلى توزيع المناصب في حكومة اقسم الجميع فيها على الولاء للوطن والمواطن والعمل كخلية واحدة من أجل تقديم الخدمات وبناء بلد لم يبقَ شيء فيه يشير إلى انه ينتمي الى عالم القرن الحادي والعشرين غير الاسم والفساد، لكنّ الجميع في هذه الحكومة تناسوا قسم الولاء للعراق وتذكروا انهم ينتمون الى الكتل والتيارات والمناصب التي اوجدتهم في ظروف الانتماءات الضيقة وشرع كل طرف يجمع الملفات والأخطاء ضد الطرف الآخر من أجل أنّ يشعل ناراً لن تنطفأ إلاّ بعد ان تحرق الأخضر واليابس.إنّ جميع شركاء حكومة أربيل بمن فيهم ثلاثي أربيل الناقم ارتكبوا الاخطاء تلو الاخطاء ابتداءً من صفقة تشكيل الحكومة وانتهاءً برغبتهم في الاطاحة بالحكومة التي شكلوها دون ان يتوقفوا في محطة واحدة خلال الفترة الماضية لمراجعة الاخطاء والاسباب التي أوصلت الوضع السياسي الى ما هو عليه الآن.لقد أفرزت الازمة السياسيّة التي اعقبت رغبة سحب الثقة عن حكومة المالكي من قبل ثلاثي أربيل ان الاطراف المتصارعة لا تمت الى الشعب العراقي وهمومه بصلة فالحكومة التي يترأسها شخص المالكي ليس لها من هم سوى المحافظة على كرسي الحكم مهما غلى الثمن واستمرت المعاناة وهو على استعداد للتمسك بهذا الوثن حتى لو تحالف مع الشيطان ومن دواعي سروره تفقيس الأزمات وتكاثرها لأن الازمات مصدر قوة وديمومة في مجتمع لا يحسن غير صنع المجرمين والطواغيت يقابل ذلك ان الاطراف المعارضة كانت المعين الأساسي لخلق ديكتاتور جديد بسبب فشلها في توحيد مواقفها واتخاذ القرار الصائب والسريع للتخلص منه.ان ازمة سحب الثقة وان لم تنتهِ إلاّ انها خلفت مضاعفات وصلت حدودها حد العقدة السياسية التي يصعب حلها بعد ان تركت ورائها بؤر للخلافات يمكنها الانشطار والتكاثر بطريقة تشبه تكاثر وانشطار الطفيليات العفنة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك