امير جابر الربيعي
اكتب هذه المقالة من الواقع الاليم الذي يعانيه عراقيوا الخارج عندما يذهبون الى بلدهم واهلهم في العراق خاصة في مراجعة الدوائر الحكوميه وكأنها فرصة للانتقام منهم والقول لهم اياكم والعودة الى العراق وهذه تجارب حكاها الكثير ممن ارادوا الاسهام في بناء التجربة العراقية ونقل الخبرات الى بلدهم واهلهم لكن للاسف الشديد العديد منهم وخاصة ممن ليس لهم علاقة باهل السلطه والنفوذ رجعوا من حيث اتوا وللحقيقة اقول ان هنالك خمسة ملايين عراقي من خيرة ابناء العراق وزعهم ظلم صدام من استراليا حتى كندا ولقد قدموا تضحيات جسام في المهاجر فبعضهم ابتلعتهم الصحاري والغابات والبحار ومن وصل كان همه الاول هو ايصال مظلومية الشعب العراقي والتي ليس لها نظير وتواطئ العالم اجمع على كتمانها والبعض الاخر اسهم في انقاذ مايمكن انقاذه من اهله ومعارفه ابان الحصار الاقتصادي الذي تعرض له فقراء العراق ورايت بام عيني اساتذة جامعات اشتغلوا في غسل الصحون وفي المزارع من اجل اطعام في يوم ذي مسغبه والبعض الاخر عمل جاهدا في فضح صدام وتظاهر وتعرض للملاحقة وربما القتل وحتى التضحيه باهله بالعراق وبعضهم ساهم بالتعريف بمذهب اهل البيت والاسلام اينما حل وارتحل ،وبعضهم استشهد في جبهات القتال وبقي جنديا مجهولا واخرين عملوا في الجانب السياسي والاعلامي ولولا توفيق الله وتلك الجهود لما تم فضح و الاطاحة بنظام صدام والذي كان مدعوما من العالم اجمع وهناك الالاف ممن توسدوا ارض الغربه وضاع ابنائهم في تلك الدياروهناك ايضا نجاحات حققها عراقيوا الخارج في كل الدول التي هاجروا اليها واسهموا في بناء تلك الدول والامثله لاحصر لها ويكفي ان وزير الصحة البريطاني اجتمع بنظرائه الاوربيون قبيل سقوط صدام بايام طالبا منه انقاذ بريطانيا في المجال الصحي لانه توقع رجوع الاف من الاطباء العراقيين الاستشاريين الى العراق بعد سقوط صدام وبالتالي لاتستطيع وزرارة الصحة تعويضهم على الاطلاقوحتى في هولندا فقبل سنوات كان نسبة اولاد العراقيين في هولندا الذين يدخلون الجامعات هي الاولى وتصل الى 65% من ابناء العراقيين يدخلون الجامعات وهذه النسبة تفوق نسبة الهولنديين انفسهم ولاننسى ما اسهم به عراقيوا الخارج في انقاذ اهلهم ابان الحصار وارسال ملايين الدولارات الى العراق في حينهاوبعيد سقوط نظام الجريمه علم البعثيون ان عراقيي الخارج يعرفونهم تماما وانهم من اسقطوا نظامهم الاجرامي وانهم سيكونون عماد بناء الدولة العراقية الجديدة فيما لو تم فسح المجال لهم لهذا اشتغلت وسائل اعلامهم على دق اسفين بين عراقي الخارج والداخل مستفيدين من شره وحمق وسفالة بعض عراقي الخارج الذين تسنموا السلطه وحاشيتهم وتصوير عراقيي الخارج بانهم في مجملهم سراق ياتون للعراق كي يسرقوه ثم العودة الى بلدانهم واشتغلت تلك الوسائل الجهنميه واستمر طلاب السلطه باعطاء تلك الوسائل المادة التي تاكد كلامهم حتى ترسخت العداوة والاحقاد والحسد بين المظلومينوالامر الذي لايعرفه عراقيوا الداخل انه وبدون مبالغه فان اكثر من 95% من عراقيي الخارج ومن زمن بعيد قد كفروا بمن هم اليوم في السلطه وعرفوا انهم لن يبنوا بلدا نتيجة عدم صدقهم مع ربهم وتشرذمهم وتخذيل بعضهم البعض الاخر وانهم فشلوا في كل شيئ ونجحوا في شيئ واحد الا وهو تسقيط بعضهم البعض الاخر بل انهم اسهموا في تمزيق الجاليات كما يسهمون اليوم في تمزيق الشعب العراقي وكنا نقول لهم اذا كنتم فعلتم هذه الافعال وهذه الصراعات على جميعات مغموره فكيف اذا وصلتم للسلطه بالعراق وكانت تحت امرتكم العساكر ولاموال والنساءوالامر الاخر الذي يجهله عراقيوا الداخل ان هؤلاء الذين جاؤوا لكم من الخارج كان همهم الاول هو الانتقام من اخوانهم ومعارفهم في الخارج ولم يستقدموا معهم الا النمامين والمتملقين ومن لايفكرون الا بمصالحهم الخاصة ولخوفي من الاطالة لذكرت ذلك بالاسماء بل انهم تسامحوا مع البعثيين والقتله وانشؤا بمايسمونه بدوائر المصالحة التي تذهب لمقار القتله تسترضيهم وتقدم المناصب والامتيازات لهم والتي من خلالها جعلوا العراق اضحوكة العالم في الفساد والخراب ولكن نفس هؤلاء الذين يديرون المصالحات مع المجرمين يتحاشون لقاء اي صديق او حتى قريب لهم من ايام الهجرة ولم ينسوا كلمة عتاب قالها لهم مشفق وناصح من ايام المعارضهوفي احد المرات قابلت احد المسؤلين الكبار فقلت له انا اعرف لماذا لاتحبون رؤيتنا فقال لماذا قلت له لاننا نذكركم بماضيكم وفقركم وانتم اليوم محاطين بالسكرتيرات والحمايات والاموال فقال اي والله صدقتطبعا نظرا لعداء اهل السلطه لعراقيي الخارج وكان حالهم كالايتام على ابواب اللئام عاد الكثير منهم الى بلدان المهجروالذين كان همهم الاول العودة للعراق والمساهمة في بنائه وادخال البسمه على اخوانهم واهلهم الذين طالما بكوهم وهم تحت حصار صدام المجرم وبعضهم وكي يحفظ اسرته من الذوبان في مهاجر الغرب والتي كان يمنيها بالعودة الى ثرى العراق ومجاورة اهل البيت واهل الايمان في عراق المقدسات اضطر للهجرة الى بلدان عربيه واسلاميه وقد استفادت تلك البلدان من خبرات وشهادات الالاف من العراقيين وبعضهم استثمر الملايين من الدولارات في تلك البلدان ولسان حالهم يقول من تخلى عنه الاقرب تناوله الابعد حيث وفرت لهم تلك الحكومات التسهيلات التي لم يجدوها في العراق
وللعلم فان ابناء شمال افريقيا المغتربين يسهمون بربع الدخل القومي لبدانهم نتيجة التسهيلات التي تعطيهم حكوماتهم فهناك اصحاب الاموال من العراقيين ممن ذهبوا الى دبي ومصر وتونس والمغرب واستثمروا الملايين هناك لانهم شاهدوا الامرين نتيجة التعامل معهم عندما عادوا للعراق
قال امير المؤمنين عليه السلام زهدك في راغب فيك نقصان حظ ورغبتك في زاهد فيك ذلة نفس
https://telegram.me/buratha