سليمان الخفاجي
لا يمكن التنبؤ بما تحمله الأيام المقبلة من تطورات الأزمة السياسيّة الخانقة في ظل تعامل الفرقاء السياسيين بعضهم مع البعض الآخر، وكيف تحول الحل إلى قضية ثانوية وبات التركيز والتأكيد على الحفاظ على الموقف الذي يتبناه كل منهم وغياب الرؤى الواقعية وعدم حساب ردود الفعل المقابلة والهزات الارتدادية التي يخلفها هذا الطرح أو ذاك على الشارع العراقي الملتهب، وغياب كلا الطرفين عن مصالح الشعب ومعاناة المواطن والتي راحت تتفاقم وتزداد مع تعطيل مؤسسات الدولة وما أثرته هذه الأزمة على أدائها المتردي أصلاً خاصة في المحافظات، وهي كما معلوم تتأثر كثيراً بما هو سلبي وايجابي، لأن دوائر الوزارات العاملة فيها تأخذ أوامرها وتقوم بعملها بالرجوع إلى المركز، ولا تتعامل مع الحكومات المحلية وربما أصبحت في قطيعة معها لتضارب مصالح الوزارة وحسب أولوياتها في العمل، وربّما تأثرت بمزاج الوزير الفلاني وموقفه من الأزمة السياسية وما يمليه عليه موقفه وموقف كتلته منها، وهو الذي عطل حركة الأعمال في الوزارات لتضاربها وانعكس تلقائياً على المحافظات وان عقدت اجتماعات مجلس الوزراء فبعضها جاء بمكرمة من الحكومة وإجراء طوارئ لا يتعدى إفراز من إفرازات الأزمة السياسية، ولا يخلو من كونه وسيلة لتحقيق أهداف ومكاسب وضغوط من طرف على طرف آخر، خاصة إذا اقترب الاجتماع من كردستان ونينوى وما رأيناه من انسحاب أو مقاطعة بعض الوزراء من تلك الاجتماعات وعدم جدية القرارات ناهيك عن عدم تطبيقها إلاّ دليل واضح على أنّها اجتماعات ذات غرض إعلامي أو أنها شكل من أشكال الأزمة السياسية، هنا لابد أن نعود إلى أصل عمل الجميع وقبولهم تحمل هذه الأمانة الصعبة في خدمة هذا البلد وتمثيلهم لشعب وفق الأطر الديمقراطية فقد خاضوا معارك انتخابية من اجل الفوز وتحمل هذه المسؤولية فعليهم ان يعودوا إلى هذا الشعب والعمل وفق ما تملية هذه الأمانة عليهم والوفاء بمستحقاتها، وللأمانة أقول أن ما يجري وحتّى الساعة هو خيانة من قبل طرفي النزاع ورواد الأزمة السياسية وبكل مظاهرها من سحب ثقة، أو استجواب، أو تهديد وتخوين، وكسر إرادات، أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة إلى أخره من تداعيات الأزمة السياسية يعد خيانة للأمانة وخرق صارخ للعقد بينهم وبين الشعب، فعليهم ان يبتعدوا بأنفسهم وبالبلاد عن هذه الدائرة والسماع للأصوات الخيرة والحريصة واستقبال أيادي الخير ونوايا الإصلاح وإظهار بارقة أمل للشعب، فلا يمكن له أنّ يبقى في دائرة خيانة الأمانة أو الالتفاف على إرادته وأمانيه وطموحاته والتي باتت مهدده من قبل الطرفين، وكفاكم كذباً على هذا الشعب وأعيدوا له أمانته ليسلمها من يتحملها ويصونها فمن خلقكم خلق غيركم ولم ولن تعقم ارض العراق بتأريخه الممتد أن يلد غيركم وهو صاحب التاريخ الطويل والممتد إلى بداية الخليقة.
https://telegram.me/buratha