المقالات

كلّهم خان الأمانة؟؟ **

590 13:33:00 2012-07-01

سليمان الخفاجي

لا يمكن التنبؤ بما تحمله الأيام المقبلة من تطورات الأزمة السياسيّة الخانقة في ظل تعامل الفرقاء السياسيين بعضهم مع البعض الآخر، وكيف تحول الحل إلى قضية ثانوية وبات التركيز والتأكيد على الحفاظ على الموقف الذي يتبناه كل منهم وغياب الرؤى الواقعية وعدم حساب ردود الفعل المقابلة والهزات الارتدادية التي يخلفها هذا الطرح أو ذاك على الشارع العراقي الملتهب، وغياب كلا الطرفين عن مصالح الشعب ومعاناة المواطن والتي راحت تتفاقم وتزداد مع تعطيل مؤسسات الدولة وما أثرته هذه الأزمة على أدائها المتردي أصلاً خاصة في المحافظات، وهي كما معلوم تتأثر كثيراً بما هو سلبي وايجابي، لأن دوائر الوزارات العاملة فيها تأخذ أوامرها وتقوم بعملها بالرجوع إلى المركز، ولا تتعامل مع الحكومات المحلية وربما أصبحت في قطيعة معها لتضارب مصالح الوزارة وحسب أولوياتها في العمل، وربّما تأثرت بمزاج الوزير الفلاني وموقفه من الأزمة السياسية وما يمليه عليه موقفه وموقف كتلته منها، وهو الذي عطل حركة الأعمال في الوزارات لتضاربها وانعكس تلقائياً على المحافظات وان عقدت اجتماعات مجلس الوزراء فبعضها جاء بمكرمة من الحكومة وإجراء طوارئ لا يتعدى إفراز من إفرازات الأزمة السياسية، ولا يخلو من كونه وسيلة لتحقيق أهداف ومكاسب وضغوط من طرف على طرف آخر، خاصة إذا اقترب الاجتماع من كردستان ونينوى وما رأيناه من انسحاب أو مقاطعة بعض الوزراء من تلك الاجتماعات وعدم جدية القرارات ناهيك عن عدم تطبيقها إلاّ دليل واضح على أنّها اجتماعات ذات غرض إعلامي أو أنها شكل من أشكال الأزمة السياسية، هنا لابد أن نعود إلى أصل عمل الجميع وقبولهم تحمل هذه الأمانة الصعبة في خدمة هذا البلد وتمثيلهم لشعب وفق الأطر الديمقراطية فقد خاضوا معارك انتخابية من اجل الفوز وتحمل هذه المسؤولية فعليهم ان يعودوا إلى هذا الشعب والعمل وفق ما تملية هذه الأمانة عليهم والوفاء بمستحقاتها، وللأمانة أقول أن ما يجري وحتّى الساعة هو خيانة من قبل طرفي النزاع ورواد الأزمة السياسية وبكل مظاهرها من سحب ثقة، أو استجواب، أو تهديد وتخوين، وكسر إرادات، أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة إلى أخره من تداعيات الأزمة السياسية يعد خيانة للأمانة وخرق صارخ للعقد بينهم وبين الشعب، فعليهم ان يبتعدوا بأنفسهم وبالبلاد عن هذه الدائرة والسماع للأصوات الخيرة والحريصة واستقبال أيادي الخير ونوايا الإصلاح وإظهار بارقة أمل للشعب، فلا يمكن له أنّ يبقى في دائرة خيانة الأمانة أو الالتفاف على إرادته وأمانيه وطموحاته والتي باتت مهدده من قبل الطرفين، وكفاكم كذباً على هذا الشعب وأعيدوا له أمانته ليسلمها من يتحملها ويصونها فمن خلقكم خلق غيركم ولم ولن تعقم ارض العراق بتأريخه الممتد أن يلد غيركم وهو صاحب التاريخ الطويل والممتد إلى بداية الخليقة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك