لطيف عبد سالم العكيلي
يبدو ان ادارة الكهرباء في بلادي ماضية في نهجها الاستفزازي لمشاعر المواطنين في بعض المناطق الشعبية بمدينة بغداد العاصمة ،فبعد ان كانت تعمد طوال السنوات الماضية الى تقنين إمدادات الطاقة الكهربائية الى حدود غير مرحب بها من قبل المستهلكين ،اعتمدت هذه الادارة توجها جديدا على خلفية تطوير آليات عملها .إذ تبنت احد اكثر السبل تأثيرا في مهمة الحاق الضرر بالمواطن ،فضلا عن الاسهام بجعله متوترا بشكل دائم بعد ان اجتهدت كوادرها في التصدق على فقراء العراق الذين كان يشار اليهم فيما مضى باصطلاح ( أباة الضيم ) بقليل من طاقة الكهرباء لا تتجاوز مدة سريانها في اسلاك المنازل اكثر من نصف ساعة لكل اربع ساعات قطع (مبرمج ) ،ثم ما لبث ان حققت نقلة حضارية في مهماتها حين قلصت زمن هبتها او بالأحرى ( منتها ) على المواطن بعد ان اختصرت زمن تجهيزه بالقدرة الكهربائية الى معدلات غير مسبوقة ،حيث جعلته لا يتجاوز الخمسين (ثانية) لكل اربع ساعات قطع (مبرمج ) !! .تحية لمعالي وزير الكهرباء وكادر ادارته المتقدم على هذا التوجه الانساني الرائع الذي يمكن استثماره بيسر وفاعلية في مهمة وأد العملية السياسية التي تسعى لها اجندات كثيرة ؛لإعادة مجمل الحياة العامة في العراق الى ما قبل القرون الوسطى .وبغض النظر عن مجموعة الآثار الاقتصادية والاجتماعية والصحية والانسانية لازمة الكهرباء المتفاقمة ،فان اجهاض رغبات الناس في التمتع بنعمة الكهرباء يعد انتهاكا صارخا لمفاهيم حقوق الانسان التي كفلها الدستور واقرتها المواثيق والاتفاقيات الدولية التي لا يعرف عنها شعبنا سوى ما يثار بين الفينة والفينة من بعض السياسيين حول الحقوق المفترضة للسجناء بما فيهم الضالعين بتهم تتعلق بالإرهاب .رحم الله الشاعر رحيم الغالبي حين ترك بصمة خالدة في تاريخ كهرباء العراق بقوله الذي مضى عليه تسع سنوات :البوق وابنــــادم سوةيموتون اذا ماكو هوة .في امان الله اغاتي .
https://telegram.me/buratha