الحاج هادي العكيلي
قد يكون الضرر يصيب اشخاص او جماعات او طوائف او مذاهب او مؤسسات او أحزاب ،والكل بحاجة الى ان ينتهز الفرصة لتعويض ما فاته من الضرر الذي وقع عليه ،فقد يكون الضار شخصاً عنيداً ديكتاتورياً متفرداً في السلطة يتأخذ أوامره من اجل ابعاد الاخرين عن المحترك السياسي فيصدر قراراته المجحفة بحق هولاء من خلال تسيس القانون وزجهم في السجون والمعتقلات واجراء المحاكمات الصورية واصدار الاحكام الجائرة بحقهم فيصيبهم من الضرر النفسي والجسمي والمادي والمعنوي ،ولكن الثبوت على المبادىء هي صفة الرجال الشجعان ،والادهى منها تفضيل المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية .وها هو المجلس الاعلى المتمثل بقائده السيد عمار الحكيم يدعو رئيس الوزراء المطالب باجراء انتخابات مبكرة في البلاد قائلا له (( اننا لانجد حل الازمة من خلال دعوات اجراء انتخابات مبكرة لانها لاتمثل حلاً واقعياً ،وتقول ذلك ونحن اول طرف سياسي سيستفيد منها لما لحق بنا من غبن في الانتخابات الماضية ولكننا ننظر للامور والمشهد السياسي في البلد بواقعية ومدى انسجامها وخدمتها للشعب العراقي .)) نعم ان المجلس الاعلى كان اول الكتل السياسية المتضررة من الانتخابات السابقة عام 2009 بسبب قانون الانتخابات التي تسعى اليوم الكتل السياسية الى اجراء تعديل عليه يتناسب مع تطلعات الكتل السياسية التي تخوض الانتخابات بسبب ضياع اصوات ناخيبيها واعطائها الى الكتل الاخرى بدون مبرر لكون قانون الانتخابات يسير بهذا الاتجاه .وباستطاعة المجلس الاعلى ان يستغل الظروف السياسية الحالية والازمة العاصفة بالبلد ويستفيد منها لما لحقه من اضرار ،ولكن المجلس يئبى على نفسه ان يستغل مثل هكذا ظروف التي عاشت عليها وسوف تعيش بعض الكتل وكما يقولون ((تعيش على المعثرات )) اي تنتهز الفرص للحصول على المنافع اي ((التصيد في الماء العكر )). ان اجراء انتخابات مبكرة تصطدم بكثير من المعوقات منها عدم استطاعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باجراء الانتخابات لقلة التخصيصات المالية وكذلك تحتاج الى جهود كبيرة وغياب التشاوروالتوافق بين الكتل السياسية لتحقيق الغالبية لتمرير دعوة اجراء انتخابات مبكرة بعد ان رفضتها اغلب الكتل السياسية ،ودعا المجلس الاعلى الى حل الازمة السياسية عن طريق الحوار وليس عن طريق الخطابات والكلمات الفضاضة والمجاملات السياسية ،بل الى الخطوات الجادة للحل لان الشعب لا يهمه لغة السياسيين وانما لغة الخدمة وحل المشكلة ،فالمجلس الاعلى يضع مصلحة الشعب فوق كل المصالح ،بينما الاطراف السياسية الاخرى تضع مصالحها ومنافعها فوق المصلحة العامة وتدفع بالشارع الى الصراع السياسي واسلوب التخندق الطائفي والقومي والاثني في محاربة خصومهم وهذا امر خطر سيدفع الجميع ضربيتها دون استثناء اذا اشتعلت شرارة الحرب .ويبقى موقف المجلس الاعلى موقفاً شجاعاً ينظر الى مصلحة الوطن والمواطن بعيدا عن التناحرات السياسية على المنافع الشخصية والحزبية بين الكتل السياسية المتنازعة والموقعة على اتفاقات اربيل المشؤمة .وهذا الموقف يجب ان يثنى عليه لسياسة الحكيمة التي ينتهجها قائده السيد عمار الحكيم .
https://telegram.me/buratha